lundi 11 mars 2013

رفقا بالقوارير

  



رفقا بالقوارير..!





لقد أعلى الإسلام من منزلة المرأة، ورفع قيمتها واعتبرها أختاً للرجل وشريكة له في حياته. هي منه وهو منها )بعضكم من بعض) وقد أوصي الرسول صلي الله عليه وسلم بها (استوصوا بالنساء خيراًمتفق عليه، وقال أيضا: “رفقاً بالقوارير”رواه البخاري بمعناه.
فيا أخي الزوج.. زوجتك التي بين يديك أمانة، رباها 


أبوان، و أوقفا حياتهما وآمالهما لتكون لك زوجة، فهم


لا


  يطمعون منك في غير إكرامها و حسن عشرتها، فهي 


تركت بيتها و أهلها وأحبابها و جيرانها، وجاءت إليك


 ترغب في الصحبة والسكن و الاستقرار.


فكن لها الفارس النبيل، و حقق الخيال و لا تخيب


 الآمال، وافتح لها القلب لتسكن فيه، و دعها تري 


الترحاب في عينيك و في امتداد ذراعيك و في تمتمة


 شفتيك و قل لها: “أهلا و سهلا في القلب قبل البيت”.


أخي الزوج .. عامل زوجتك باحترام و تقدير، كما تعامل
 الصديق الحميم .
إذا دنت منك هششت لها. وإذا تحدثت أصغيت إليها..


 وإذا جلست أوسعت لها… أخبرها بكل مشاعرك الجميلة


 نحوها… وقل لها ما في قلبك …. إنها في تلهف 


دائم


لتسمع منك ذلك.. 


عود زوجتك واعتاد معها على الاحترام المتبادل… و 


مراعاة الشعور و إدخال السرور، و الحرص على تبادل


 الهدايا الرمزية و عبارات الشكر و الإقبال عند الحديث..

أخي الزوج الوفي..

لا تحوج زوجتك لأن تشحذ منك الثناء… و أعلن للجميع أنك تحب زوجتك، و لا تخجل من أن تقول إنها أحب الناس إلى قلبك
أعطى لزوجتك ما كنت تحرص على بذله مع من تتعامل معهم خارج البيت.. تكلف التبسم؛ فابتسامتك تزيل همومها و تعيد حيويتها…. وسلم عليها يكون ذلك بركه عليك و على أهل بيتك..

أخي الزوج العاقل
المنزل ليس لوكاندة (فندق) للنوم و تقديم الوجبات، فاحرص يا أخي أن تكون لك جلسة مع الزوجة أو الأولاد يشعرون فيها بوجودك معهم، و يرون حبك بعيونهم أهم من كثير مما توفره لهم.
و أعلم يا أخي أن ملاعبة و مداعبة الزوجة فعل الأنبياء…. وأدعوك كذلك أن تشارك برضا نفس مع زوجتك و لو بقليل من العمل المنزلي
تلطف في تعريف زوجتك بالعادات التي لا تروق لك، و ذلك كأن تحكى لها حكاية تفهم منها ذلك أو أن تضحك بحب و أنت تحدثها عن عادتها التي قد لا تعلم أنها تؤذيك، و تطلب منها أن تهدى إليك ما لا يعجبها من عاداتك.
أخي الزوج الفاضل:
إياك أن تقول و لو مازحا عندما تضع زوجتك الطعام (الله يرحمك يا أمي) فإن هذه الكلمة و أمثالها تجرح مشاعرها.
أخي الزوج الكريم:
اجعل نفقتك على أهلك تتناسب مع دخلك، وأطلع زوجتك على أموالك فإن ذلك يريحها و يزيد الثقة عندها.
روح عن زوجتك بنزهة خارج البيت تسير معها على الأقدام، و أنت ممسك بيدها أثناء سيركما و بجلسة حالمة كما كنت تفعل في بداية الزواج، و ما أجمل أداء زيارة لأهلها أو أهلك.
لا تتدخل في كل كبيرة و صغيرة .. اترك لزوجتك مجالاً تشعر فيه أن لها دورها وشخصيتها وحريتها، ولا تكثر الاعتراض على أرائها ورغباتها وطلباتها..
أخي الزوج الرحيم:
لا تكلف زوجتك ما يشق عليها، و لا تشعرها أنك مرتفع عليها أو أنها دونك..

أخي الزوج الودود:
تغافل وتناوم عن مجريات الأحداث التي تقع حولك، و ترفع عن سفساف الأمور فإن ذلك من حسن الخلق. و هذا بالطبع في غير المعاصي و ما يغضب الله.
لا تكثر من معاتبة زوجتك؛ فإن ذلك يورث البغضاء؛ و ذلك لأن المعاتبة تضطرها إلى التبرير والكذب للخروج مما تعاتب عليه، ويفتح باب اللجج و الخصومة.
وإذا كان لابد من العتاب فلا تعاتب أمام الغير، و خاصة الأهل أو الأولاد. كما أطلب منك ألا تُطلع أحد على عيب زوجتك و ما كان منها فإن ذلك ليس من المروءة


أخي الزوج العاقل
إياك و الغيرة فإنها مفتاح الخلاف، وأنصحك بالغيرة المعتدلة؛ فإن زوجتك تحبها منك..لا تجرح مشاعرها ولا تخدش إحساسها.
وإياك إياك أن تذكر أمام زوجتك موضوع الزواج بأخرى ولو كنت مازحاً، وإذا سألتك زوجتك عمن سوف تتزوجها إن ماتت هي؛ فلا تخبرها و الحذر أن تسمى لها امرأة في هذا الشأن.
عندما يتقدم بكما السن فاعلم أن المرأة لا تحب أن يقال لها أنها عجوز، فأعطيها الإحساس بأنها ما زالت في شبابها وأنها تبدو أصغر من عمرها الحقيقي.

أخي الزوج الرحيم:
إياك و الغضب، وكظم الغيظ والعفو من كمال الخلق..
وإذا غضبت هي فسارع في إخماد نار غضبها بالكلمة الطيبة.
أخي الزوج.. زوجتك شديدة الحساسية في الأمور التي تتصل بأهلها، و في الوقت نفسه شديدة التأثر و العرفان لأي جميل يصنع معهم، فاحرص على إكرامهم في بيتك، و أشعرهم أن البيت بيتهم و جالسهم و رحب بهم و تكلف لهم، واذكر أهلها دائماً بالخير أمامها ومن ورائها.
أخي الزوج.. من أسباب توطيد الصلة والعلاقة بأهل الزوجة وخاصة والدتها: أن تمتدح الزوجة أمامهم، وتمتدح ما يقدم لك من طعام، وتخبرهم بأنك تحب هذا الطعام الذي تعلمته زوجتك من أمها، وتشكرها على ذلك، وأنها كانت السبب في سعادتك.
أخي الزوج.. الخلافات الزوجية إن وجدت فمن المفيد جداً أن تظل بينك وبين زوجتك، ولا تلجأ إلى أهلها أو أهلك، و من المفيد كذلك أن تثق زوجتك في أن الخلافات لا يعلم بها أهلك أو غيرهم.
أخي الزوج الطيب.. إياك.. إياك أن تلجأ يوماً إلى ضرب زوجتك؛ فإن هذا الأمر يقطع أواصر المحبة في قلبها، و يوغر صدرها ويجرح كرامتها.

أخي الزوج
إذا مرضت زوجتك فلا تنسى أن تكون على خدمتها و خدمة الأولاد، و أمسح بيدك الحانية على أوجاعها ولا تكلفها بأي عمل، بل استدعى لها الطبيب إذا لزم الأمر، و وفر لها سبل الراحة و الهدوء ،و قدم لها الشراب والطعام، و أنت هاش باش وأعلمها بأنك سعيد على خدمتها، و خدمة الأولاد، وأنك تقدم قدرا صغيرا من معروفها معكم، و لا تنسى الكلمات الطيبة و الدعاء لها بسرعة الشفاء.
أخي الزوج:
هل تحب رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ أليس هو القائل: “استوصوا بالنساء خيرا” متفق عليه ، وهو القائل:”رفقا بالقواريررواه البخاري بمعناه، وأيضا: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهليرواه



حبب إلي النساء
خالتك اللطيفة وعمتك الحنونة من النساء أيضا ، لو تسأل أهلك كم فرحت خالتك بك عند ولادتك ، بل قبل ولادتك ، عند تشكلك ، اسأل والدتك كيف طار النوم من عيونها وعيون خالتك عندما ظهرت بوادر الحمل بك ، المسلم الحقيقي وفي ويعترف بالجميل ، استمتع فورا بالاتصال بخالتك ، اطمئن عليها ، حاول الحصول على أرقام أولادها ، إن كنت بعيدا أرسل لخالتك المصون ثمن دواء قلبها المشتاق لك ، وثمن دواء أقدامها التي تهرول بها للمطار فرحا باستقبالك ، و إن لم تكن مريضة ، تبرع لها بتكاليف رحلتها للحج أو للعمرة ، اسأل عن صحتها و عن صحة زوجها و أولادها ، أظهر لها أنها مخلوق حبيب قريب للقلب ، و أنك متلهف لسماع صوتها الجميل ، ومستعد دائما وأبدا لفعل المستحيلات كي تنال رضاها
ثم اسأل والدك عن مدى فرحة أخته عمتك ، بولادتك ، وكيف طار الزمان و المكان بها لحظة سماعها خبر قدومك السعيد ،كما أن برك بخالتك جزء من برك بوالدتك كذلك برك بعمتك جزء من برك بوالدك ، ما أجمل الانطباع السحري الأنيس الذي تتركه في فؤاد عمتك حين تزورها دوريا للسؤال عن أحوالها ، ما أجمل تبنيك لنفقة أحد أولادها المجتهدين و تعبيرك عن رغبتك بمساعدة زوجها الفقير ، إن جبر خاطر عمتك بالإحسان لكل عائلتها شاهد حقيقي على أنك من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث رسم الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام في أحاديثه كلها صور المسلم الوصال المحبوب الكريم الآلف و المألوف ( أمرت أن أصل من قطعني و أعطي من منعني و أعفو عمن ظلمني )
ياله من خير أخضر يبقى طعمه ومذاقه الحلو في قلوب العائلتين ، عندما تشكل أنت صلة الحب بينهما ، مهمتك قصقصة الخلافات البسيطة الطارئة بين والدك ووالدتك وبين أهليهما ، بل يجب عليك أن تكون ساعي بريد المحبة بين العائلتين لإشاعة حالة من الانسجام تليق بالأسر العربية المؤمنة التي طالبنا الدين بتشكيلها ، ولا يغب عن خاطرك أن جدتك لأمك وجدتك لأبيك داخلتان ضمن مفهوم ( حبب إلي من دنياكم ثلاث : الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة )
لتتكفل أنت شخصيا بعيادة جدتيك الرؤومتين دوريا وبشراء الأدوية عند الحاجة و بطلب الرضى و الدعاء بالتوفيق من قلبين عامرين بالحنان
إن فهمك العميق لحب النبي العظيم عليه الصلاة و السلام للنساء يجب أن يدفعك إلى إكرام ابنتك بتدريسها القرآن الكريم و السنة الشريفة ، ويدفعك إلى الإحسان كل الإحسان إلى زوجتك بغض النظر عن إحسانها إليك أو عدم إحسانها ، ويدفعك إلى مصالحة والدتك مع خالاتك عند الشجار ومصالحة والدك مع عماتك عند الشجار ، و يدفعك إلى بروالدتك ووالدتها ووالدة والدك
وهكذا تكون قد حاولت فعليا تطبيق السنة باقتفاء أثر حبيبك صلى الله عليه وسلم الذي ما ضرب امرأة قط ، بل كان يقول : ( ما أكرمهن إلا كريم و ما أهانهن إلا لئيم) ، و ( استوصوا بالنساء خيرا)

أحمد طقش


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire