jeudi 14 mars 2013

( إقامة بيت مسلم طبقاً لمواصفات شرع الله )













أهداف البيت المسلم :
1.    إقامة بيت مسلم طبقا لشرع الله .
2.    تحقيق استعادة  الإسلام المغيب .
3.    تعاهد الأولاد حتى يصبحوا فاعلين في المجتمع .
4.    تقديم نموذج إسلامي يحتذي به .
5.    تحقيق المناعة التي تتصدي لحماية الأسرة والعلاقات الأسرية في المجتمع المسلم .
6.    ضمان قيام كل الأفراد للدفاع عن الإسلام .
7.    تحقيق الدعوة والعمل الدعوى عند التضييق الخارجي .
8.    أعفاف الزوج والزوجة .
9.    تهيئة المناخ الملائم للسعادة داخل البيت المسلم .
10.                       تكوين نموذج عصري للبيت البسيط الذي يحقق الراحة و السعادة .
11.                       البيت المسلم وشدة الانصهار و القرابة الجديدة لزيادة الروابط الاجتماعية .
12.                       مقاصد البيت المسلم :الإنتاج والاكتفاء – والتدبير .
13.                       البيت المسلم الذي ينعم بالسكينة والهدوء .
14.                       بيت مسلم تتوازن فيه مطالب الدنيا و الآخرة .
15.                       تحقيق الربانية في البيت المسلم .












المقدمة
إن الذي خلق الإنسان جعل من فطرته الزوجية شأنه شأن كل كائن خلقه الله في الوجود {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الذاريات49. ثم شاء أن يجعل الزوجين في الإنسان شطرين لنفس واحدة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1
وأراد الله بالتقاء النفس الواحدة بعد ذلك فيما أراد أن يكون هذا اللقاء سكنا للنفس وهدوءاً للأعصاب ، وطمأنينة للروح وراحة للجسد ثم مزرعة للنسل وامتداداً للحياة . فالأسرة في الإسلام نظام إلهي وهدي نبوي وسلوك إنساني والحياة في بيوت المسلمين عبادة شاملة وسنة متبعة وتربية مستمرة .
 فقد شاءت إرادة الله عز وجل أن تقام الحياة البشرية على أساس الأسرة بزواج بين رجل وامرأة في حين جرى قدر الله سبحانه وتعالى أن يكون أول التكاثر البشري من خلال أسرة أدم وحواء ..... فكانت آية من آيات الله عز وجل من لدن أدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21
 ولذلك فإننا في هذا البحث نتحدث عن بعض أهداف البيت المسلم والتي نحاول أن نأخذها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي :

الأهداف :
1- تحقيق الغاية من الخلق وهي عبادة الله والالتزام بالإسلام كمنهج حياة .
2- تحقيق الضوابط الشرعية بين الزوج والزوجة.
3- تحقيق المودة والرحمة .
4- إحصان الرجل والمرآة .
5- بيت مسلم تتوازن فيه مطالب الدنيا والآخرة
6- حسن تدبير المعيشة وزيادة الدخل .
7- حسن تربية الوالدين لأولادهما .
8- مشاركة أفراد البيت في الدعوة .

الهدف الأول :- تحقيق الغاية من الخلق وهي عبادة الله والالتزام بالإسلام كمنهج حياة :
اهتم الإسلام بالبيت المسلم لأنه اللبنة الأساسية للمجتمع فإن كانت قوية فإن البناء يكون سليمًا ، ويقصد بالبيت المسلم أنه يتكون من مجموعة أفراد ( الوالدين والأولاد ) وهم سيعيشون في إطار وحدود معينة ويلتزمون بشريعة الإسلام .
وللبيت المسلم خصائص تميزه وتعينه على أداء دورة المنوط من قبل الله عز وجل :
1- يؤمن أفراده بأن حياتهم لله جل وعلا وغايتهم من كل مظاهر الحياة ( عمل – زواج – إنجاب )
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162
2- كما يؤمنون أن الحياة قصيرة وأنهم يبعثون ويحاسبون ومن ثمة فلا يجب البناء في الدنيا وترك الآخرة بل يجب التوازن بينهما .
3- ومن خصائص هذا البيت المسلم أيضاً أنهم يؤمنون بأنه سوف يجمعهم الله في الجنة مع بعضهم .
4- ولأداء هذه المهام يجب التدقيق في الاختيار من الطرفين للزوج .
5- يتحلى أفراد البيت بالأخلاق الحميدة التي تحقق لهم حسن العشرة لتربية النشء على المودة والمحبة والمعاملة الطيبة يقول جل وعلا { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ }النساء19 كما أمر الإسلام الزوجة بحسن التبعل .

الهدف الثاني : - تحقيق الضوابط الشرعية
الأسرة هي أساس المجتمع الإسلامي ولذلك اعتنى بها الإسلام فهي أهم الوسائل لتحقيق رقي وتقدم هذا المجتمع فإذا استقرت استقر المجتمع فالأصل في الرابطة الزوجية هو الاستمرار والاستقرار ولذلك فإن الإسلام أحاط هذه المؤسسة بكل الضمانات و جعل الإسلام للبيوت حرمتها للاستئذان عليها والاستئذان بين أهلها داخلها ، ونظم الارتباطات الزوجية بشريعة محددة وجعل لكل من الزوجين حقوق وواجبات وأقام نظام البيت المسلم على أساس قوامة أحد الشريكين وهو الأقدر على القوامة منعاً للفوضى والاضطراب والنزاع مع اهتمام الإسلام بالتوجيهات العاطفية وربط هذه العلاقة بتقوى الله ورقابته .
ومن أهم وسائل تحقيق الاستقرار والسعادة في الأسرة هو توضيح الاحتياجات التنظيمية في الأسرة لمنع الاحتكاك بين أفرادها وذلك بردهم جميعا إلى حكم الله لا حكم الهوى والانفعالات الشخصية ؛ فجعل الله سبحانه وتعالى للرجل احتياجات تتوافق مع طبيعته وكذلك المرآة ، وحتى في النزاع والشقاق وضع الإسلام العلاج المناسب لكل حالة .
ـ والمنهج القرآني يراعي هذا  ويراعي الفطرة ويراعي كذلك الاستعدادات والعدالة في توزيع الأعباء والله قد خلق الرجل والمرآة ولا يريد أن يظلم أحداً من خلقه وهو يعده لوظيفة خاصة ويمنحه الاستعدادات اللازمة لإحسان هذه الوظيفة ؛ فقد خلق الله الناس الذكر والأنثى زوجين على أساس القاعدة الكلية في بناء هذا الكون وجعل من وظائف المرآة أن تحمل وترضع وتكفل ثمرة الاتصال بينها وبين الرجل ولذلك زودت المرآة بالرقة والعطف وسرعة الانفعال والاستجابة العاجلة لمطالب الطفولة بغير وعي ولا سابقة تفكير فاستجابتها لمطالب الطفولة غير إرادية وقد تكمن قسراً ولكنه قسر داخلي غير مفروض من الخارج ولذيذ ومستحب في معظم الأحيان وذلك لتكون الاستجابة سريعة من جهة ومريحة من جهة أخرى مهما يكن فيها من مشقة وهذه الخصائص غائرة في التكوين العضوي والعصبي والعقلي والنفسي بل في كل خلية من خلايا المرآة .
ومن العدل كذلك أن ينوط بالرجل توفير الحاجات الضرورية وتوفير الحماية للأنثى كي تتفرغ لوظيفتها الخطيرة .
– تحقيق الضوابط الشرعية بين الزوج والزوجة
الزوج للرجل القوامة على الأسرة باعتبارها وحدة اجتماعية مكونة من عدة أفراد ولابد لها من رئاسة وإلا فسد أمرها وتبدد شملها والرجل مؤهل بحكم فطرته وتكوينه البدني لحمل تبعات هذه المسؤولية ومشقاتها وهي ليست قوامة وتسلط ولكنها مسؤولية وجوب وتكليف لرعاية الأسرة وحمايتها وصيانتها وضمان مصالحها المادية وكفالتها بالعمل والكسب وتحصيل المال
وقد قال تعالى:
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}النساء34 وقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ }المائدة8
فالقوامة إحدى صفات المؤمنين – رجالاً ونساءاً وترتبط بالشهادة على الناس وهي مسؤولية تكليفية على  الرجل والمرآة في أسرتها .
 وتنطوي كلمة القوامة على أمرين هامين
1- أن يأخذ الرجل على عاتقه توفير حاجات المرآة المادية والمعنوية بصورة تكفل لها الإشباع المناسب لرغباتها وتشعرها بالطمأنينة والسكن .
2- أن يوفر لها الحماية والرعاية ويسوس الأسرة بالعدل فهذه القوامة أعطت للرجل درجة على المرآة وهي لم تقم على أساس نقص ذاتي في المرآة وإنما على أساس التطبيق العملي والكسب فالمراد ، بالتفضل زيادة نسبة الصلاح في الرجل من جهة الرئاسة للأسرة عن صلاح المرآة لها ، فهي صالحة وهو أصلح والمصلحة تقضي تقديم الأصلح ، وهو ما لا يٌعَدُ طعناً في صلاحية المرآة وذاتيتها ، بدليل أنها تتولى أمرها وأمر أبنائها عند غياب الزوج في طلب الرزق أو الجهاد ونحوه ، أو عند وفاته حتى في ظل رعاية أفراد الأسرة الممتدة لها . فإذا كان القرآن الكريم يتحدث عن الحقوق المتبادلة وفقاً لقاعدة من المساواة { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ }البقرة228
مع ملاحظة أن القرآن الكريم قام بتقديم الحقوق التي لهن قبل أداء الواجبات التي تجب عليهن ففي الوقت الذي تفرض فيه التكاليف والأعباء يوضع مقابلها حقوق حتى لا يختل التوازن ، فكل مسؤولية لابد لها كي تنفذ من سلطة والسلطة شيء والتسلط شيء آخر . وهذه هي فلسفة الإسلام العدالة المجتمعية ، فبقدر ما نبذل من جهد وما تتحمل من مسؤولية تكون الدرجة التي تحظى بها ولأن الرجل هو المنوط بكافة نفقات الأسرة حتى لو كانت زوجته من الأثرياء وبالتالي هو المنوط بالعمل والكدح حتى يوفر هذه المتطلبات والحاجات وما يتبع ذلك من خبرات حياتية نتيجة لهذا السعي في الأرض كانت له هذه الدرجة أي القوامة أو القيادة في المجتمع الذي شعاره
{ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ }الشورى38 ، فالشورى ليست خاصة بالمساحة السياسية فقط ولا هي سمة من سمات الجماعة المؤمنة فحسب ، بل هي أيضاً منهج التعامل داخل الأسرة .

الهدف الثالث تحقيق المودة والرحمة
إن إنشاء أسرة في الإسلام أعظم من إنشاء دولة ، فالبيت هو السكن في ظله ترتقي النفوس على المودة والرحمة والتعاطف والستر والتجمل والحصانة والطهر ، وفي كنفه تنبت الطفولة، ومنه تشع الرحمة وأصل التكافل كما يشع منه ندى الحب والألفة والثقة والتفاهم ويفوح منه عبير الود والسعادة والبهجة والنعيم ، فهي صلة النفس بالنفس وهي صلة السكن والقرار والمودة والرحمة ، كما قال الله تعالى  :
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21 وكما قال ابن عباس المودة هي حب الرجل لامرأته والرحمة هي رحمته إياها أن يصبها سوء ، فأيد الله الخفية هي التي أودعت في نفوسهم هذه المشاعر والعواطف وجعلت تلك الصلة سكناً للنفس والعصب وراحة للجسم والقلب ، واستقراراً للحياة والمعاش .
ومن المودة والرحمة أن تكون الزوجة لزوجها : أم في الحنان – أخت في الدعوة  - حبيبة في الدار – عشيقة في الفراش
 ومن المودة والرحمة أن يكون الزوج لزوجته : حبيباً – رفيقاً – هيناً – ليناً – مرحاً أن يجعل زوجته من الليلة الأولى لا ترى أجمل منه ولا أحب إليها منه .
فالرحمة إن وجدت بين الزوجين هي أساس الحياة السعيدة وبها يستطيعان التغلب على بعض المشاكل . ومن هنا ندرك اهتمام الإسلام بالجانب الإنساني في علاقات الجنسين فالعلاقة بين الجنسين ليس مجرد إشباع لجوع الجسد أو إطفاء لفورة اللحم والدم إنما هي اتصال  بين كائنين من نفس واحدة . فنرى موقف السيدة خديجة عندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الغار يرجف فؤاده وقال زملوني زملوني حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر . لقد خشيت على نفسي . فقالت له كلا والله ، ما يخزيك الله أبداً . إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكلَ ، وتكسب المعدوم ، وتقرى الضيف وتعين على نوائب الدهر . فنجد هذا الموقف كيف تكون الزوجة هي المعين لزوجها فبالمودة والرحمة نجد الزوجة تعين زوجها والزوج يعين زوجته فيصبح بيتهم المسلم سكن للقلوب والأجساد
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا }الأعراف189 ، فالحمد لله الذي خلقنا من نفس واحدة وخلق لنا من هذه النفس زوجاً ليسكن إليها فهو سبحانه أعلم بحوائجنا ومصالحنا .
فالأصل في التقاء الزوجين هو السكن والاطمئنان والأنس والاستقرار ليظل السكون والأمن جو المحضن الذي تنمو فيه الفراخ الزغب وينتج من المحصول البشري الثمين ويؤهل فيه الجيل الناشئ لحمل تراث الدعوة والتقدم البشري والإضافة إليه ، ولم يجعل هذا الالتقاء لمجرد اللذة العابر كما لم يجعله شقاقاً ونزاعاً وتعارضاً بين الاختصاصات والوظائف أو تكرار لها .

الهدف الرابع :- إحصان الرجل والمرأة
إن من أهم أهداف الزواج إحصان الرجل والمرأة أي جعلهما في حصن وحماية من الفتن والرذائل والوقوع في المحرمات ولا يتأتى إلا بالزواج وإشباع الرغبة بالحلال في إطار ما أحل الله .
يقول تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا }الأعراف189
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21 ، وهذه الآية أيضاً تؤكد على ما أكدت عليه آية الأعراف من أن تلك العلاقة والصلة بين الزوجين هي :
سكناً للنفس والعصب والراحة للجسم والقلب واستقراراً للحياة والمعايش وأنساً للأرواح والضمائر واطمئناناً للرجل والمرآة على السواء . ولا تنس أن يد الله خلقت هذه الأزواج وأودعت فيهم هذه المشاعر والعواطف .
لقد توارثنا تصوراً خاطئاً ، مؤداه أن خلق الحياء يمنع المسلم من أن يخوض في أي حديث يتصل بأمور الجنس ، وتربينا على اجتناب التعرض لأي أمر من هذا القبيل ، سواء بالسؤال إذا اشتدت حاجتنا إلى سؤال ، أو بالجواب إن طلب منا الجواب ، أو بالمشاركة في مناقشة هامة وجادة .
إن جميع النتائج التي توصل إليها علماء النفس والنصائح التي خرجوا بها للجنس البشري لتحسين العلاقات الزوجية تجد أن الإسلام قد ذكرها من الكتاب والسنة قبل ذكرها في العصر الحديث بالف وثلاثمائة عام .
إن العلاقة بين الزوج والزوجة تختلف عن علاقة الرجل ( الزوج ) بأي امرأة أخرى كما تختلف علاقة المرأة( الزوجة ) في التعامل مع رجل غير الزوج.
ولننظر هنا كيف يظن رجل أن طلب العلم من امرأة في أمر من الأمور الجنسية ، يعتبر من الرفث الذي أن ينأى عنه الرجل الحي ، فترد عليه عائشة في صراحة ووضوح ، دونما حرج،  بما يدفع ذاك الظن الخاطئ .
وفي ذلك قول السيدة عائشة لرجل لا تستحي عن ما كنت سائلاً عنه أمك التي ولدتك فإنما أنا أمك (قال) قلت : فما يوجب الغسل ؟ قالت : على الخبير سقطت ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان فقد وجب الغسل (رواه مسلم )[1].
- وهناك بعض رسائل مقدمة للزوجين لحل المشاكل التي قد تنشأ بينهما :
o      ليكن اعتمادك أولا وأخيرا على الله سبحانه وتعالى .
× تعامل مع زوجتك بالحسنى  ... فأنت الأقوى أنت ملاذها .
o      حافظي على جسدك ونعومة بشرتك لتبقى متألقة في عين زوجك ولا تبدي زينتك لغيره .
× المرأة في حاجة للعطف باستمرار فلا تبخل به عليها .
o      لا تكوني خجولة وعبري عن أحاسيسك ومشاعرك بوضوح وصراحة .
× لا تتردد في البوح لها بحبك صحيح أنك تثبت لها ذلك من خلال تصرفاتك معها لكن الكلمة تعيد البريق اللامع إلى عينيها  .
o      نفذي له جميع رغباته بكل طيب خاطر وإذا قست عليكما الدنيا يوما فتوجهي إلى الله .
× لا تجبرها على تنفيذ ما تريد أي كان دعها تقتنع بذلك وتنفذه عن طيب خاطر فالقاعدة تقول " لا تكن جافا فتنكسر ولا لينا فتعصر " .
o      أقنعيه أنك تتجملين من أجله فقط .
× أعطها الوقت اللازم كي تتقرب منك أكثر فأكثر وتعتاد على القيام بالخطوة الأولى .
o      فاجئيه من وقت لآخر بتغيير في مظهرك الخارجي فالتجديد يساعد على استمرار العلاقة .
×  أعطها الحق بالحفاظ على أسرارها الصغيرة حتى تطمئن إليك وإذا شعرت أنها تحتفظ برغبتها دفينة فلا تجبرها على إظهارها وإنما حاول أن تخمن .
o      ببساطة علميه أن يرى سعادة اللقاء في ملامحك كل يوم ودعيه يشوق إلى لقائك .
× قل لها ما تحبه فيها وفي مظهرها وروحها صدقني سوف تحبك أكثر .
o      لا تتعبي من إظهار حبك له بالقول والفعل .
× حاول أن تحافظ على جاذبيتك وسحرك لديها وتزين لها كما تحب أن تتزين لك .
o      أدهشيه بمفاجآتك الجميلة له : رسالة حب , وردة ...... . .
× لا تعاملها كأنها شيء تملكه وتودد لها باستمرار .
o      صارحيه بكل ما يزعجك منه وفيه , ولكن بابتسامة ورفق , هكذا أفضل .
× لا تكن أنانيا واستمع إليها واسألها واستشرها .
o      وفري له أوقاتا حميمة تتكلمان فيها وحدكما وعنكما فقط كعشاء على ضوء الشموع مثلا .
× لا تجعل خلافاتكم تخرج من بين جدران منزلكم .
o      لا تقلقي بالمشاكل الصغيرة التي يمكنك حلها .
× الحب ليس ممارسة فراش فقط ولكن اللمسة اللطيفة تعوض كثيرا من الأمور .
o      لا تختلفي وإياه من أجل تفاهات صغيرة كأن يترك ملابسه أرضا , اطلبي منه ترتيبها من خلال مزحة .
× يدك بيدها فالدنيا تعاون وأبناؤك هم أبناؤها .
o      من الطبيعي أن يقلق لمرضك ولكن الذنب ليس ذنبه إن كان رأسك يؤلمك ليسمع طول النهار شكواك .
×  المفاجئة جميلة كيفما كانت فهدية صغيرة لا تتوقعها تفرحها كثيرا .
o      انتظري عودته وإذا كان متعبا أو مهموما عليك بتفهم تعبه فهو يعود طلبا للراحة وليس للتأفف المتواصل من عمله .
× كن كريما فالبخل يقتل الحب .
o      إن رأيته في حالة غضب فابقي بقربه واحترمي صمته ولا تجيبيه حتى لو أزعجك .
× إنها خير شخص تشكو له مشاكلك المهنية لكن لا تبالغ بقضاء السهرة في الشكوى .
o      لا تلوميه على كل هفوة تصدر منه وتكرري ذلك , ما حصل قد يحصل ومضى وقت العتاب فغلبي روح التغافر .
×  حاول مساعدتها في ترتيب أغراضك الشخصية إذا سألتك ذلك .
o      لا تفرضي عليه التغيير فالإنسان بطبعه لا يتغير , إنما جربي لفت نظره برقة و مزحة إلى الجوانب التي تزعجك فيه .
× اقترح عليها مساعدتها في الأعمال المنزلية فستكون شاكرة ومسرورة .
o      شاركيه الأيام الجميلة والسيئة لأنه بحاجة إليك في أوقات ضيقه أكثرمن أوقات فرحه.
× لا تفرض عليها مشاركتك هواياتك أو انتظارك وحيد في البيت كي تنتهي من ممارسة تلك الهواية .
o      افهميه جيدا كما هو في سيئاته قبل حسناته عندئذ يسهل عليك الاستمرار معه .
× كن منتبها لأدق التفاصيل وكن صادقا ولا تكذب فسوف تذكر تلك الكذبة دائما .
o      لا تفضلي أبنائك على زوجك ولقنيهم الحب والاحترام والتفاؤل .
× صلة الرحم واجبة عليك وعليها وتذكر أنها أمانة عندك لا يستردها أبواها .
o      بيتك هو مملكتك . . . وأنت وبيتك للملك . . . زوجك .
× والآن تسلم أنت الراية فأنت معلمها وأستاذها ومليكها ورب منزلها إذا أحسنت حرثك بارك الله لك ورزقك منها خيرا إن شاء الله .

الهدف الخامس :- بيت مسلم تتوازن فيه مطالب الدنيا والآخرة
يجب أن يتحقق في البيت المسلم التوازن بين أمور الدنيا والآخرة وذلك بإتباع النهج الرباني في هذا التوازن فالتوازن والاعتدال من أهم سمات المنهج الإلهي القويم الذي يعلق قلب العبد بالآخرة وفي نفس الوقت لا يحرمه أن يأخذ بقسط من المتاع في هذه الحياة حتى لا يزهد فيها ويهملها وهذا المعنى يتجلى واضحا في قوله تعالى {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }القصص77
فلقد خلق الله الطيبات ليستمتع بها الناس وليعملوا في الأرض حتى تنمو الحياة وتتجدد وتتحقق خلافة الإنسان في الأرض على أن تكون وجهتهم في هذا المتاع الآخرة فلا ينحرفون عن طريقها ولا ينشغلون بالمتاع عن تكاليفها . فالمؤمن يجب ألا ينشغل بالدنيا عن الهدف الذي خلقه الله من أجله فيتحقق فيهم قوله تعالى {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ}النور37
{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }الجمعة10 ، فمن هذه الآية يتضح لنا التوازن الذي يتسم به المنهج الإسلامي والتوازن بين مقتضيات الحياة في الأرض من نشاط وكسب وبين عزلة الروح فترة عن هذا الجو وانقطاع القلب وتجرده للذكر ؛ فذكر الله لابد منه في أثناء ابتغاء المعاش والشعور بالله فيه هو الذي يحول نشاط المعايش إلى عبادة ولكنه مع هذا لابد من فترة للذكر الخالص والانقطاع الكامل والتجرد الخالص لله .
الهدف السادس :- حسن تدبير المعيشة وزيادة الدخل
للبيت المسلم خصائص يتبعها في الإنفاق فهذا الإنفاق ينبع من عقيدة يعمل بها المسلم وهي الاعتدال في النفقات فلا إسراف ولا تقطير .
وللاقتصاد خصائص عدة :-
1- اعتدال وتوازن .
2- الكسب الطيب .
3- فصل الذمة المالية للرجل عن الذمة المالية للمرأة .
4- الالتزام بأولويات عند الإنفاق .
أولاً: اعتدال وتوازن
لا إسراف ولا تقتير فهو قائم على توازن بين إشباع مادي وإشباع روحي وتوازن بين متطلبات الحياة الدنيا وبين العمل للآخرة .
ثانيًا : الكسب الطيب
يجب على البيت المسلم تجنب الخبائث فليس بها منفعة مشروعة وما يسببه من أضرار.
ثالثًا : فصل الذمة المالية للرجل عن الذمة المالية للمرأة
فقد أقره الإسلام ، فللمرأة حق تملك الصداق والحق في الميراث كما لها حق التملك كما جعلها مستخلفة في بيت زوجها وهي مأجورة إن أحسنت وعليها وزر إن أساءت فقال النبي – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :- " والمرأة في بيت زوجها راعية ومسئولة عن رعيتها "
رابعًا : أولويات الإسلام التي يفترض الالتزام بها :
هي تقسيم الأولويات إلى :
1-   ضروريات.
2-   حاجات.
3-   تحسينات.
الهدف السابع :- حسن تربية الوالدين لأولادهما
اهتم الإسلام بصحة الإنسان عامة ، ودعا الآباء والأمهات إلى رعاية أولادهم وإرشادهم إلى السلوك الحسن وما يحفظ سلامة أجسادهم وصحتهم ، وفي هذا الصدد دعا إلى تقليم الأظافر ، واستعمال السواك ، وغسل اليدين قبل الطعام وبعده ، والشرب قاعداً ، والامتناع عن التنفس في الإناء ، والبعد عن الشراهة والتخمة ، وتجنب السهر فهو لا فائدة فيه ، كما دعا إلى النوم على الشق الأيمن ، والاستيقاظ مبكراً ، ومما يروي في هذا أنه ( استرضع لابنه إبراهيم امرأة ، لأن أمه مارية كانت قليلة اللبن ، ودخل على ابنته فاطمة وهي نائمة فأيقظها وقال : قومي فاشهدي أضحيت . وحينما رأى علي ابن عمه الفضل بن عباس – وكان صغيراً – خرزة أو تميمة وضعت لتحمية – بزعمهم – من العين ، قطعها لأنها من أفعال الجاهلية ، وأرشدهم إلى الرقية بأدعية الكتاب والسنة .
ففي الإسلام يرُبَي الطفل قبل أن يكون شيئاً ، منذ بدء تفكير أبويه في الزواج ، ثم بعد زواجهما عندما يكون نطفة ، فإذا جاء إلى الحياة ورأى الدنيا ، يكون له ( منهج ) مكثف ، في التربية والحفظ من المخاطر ، وتعليمه ، وتأهيله ، كي يكون إنساناً مسلمًا ( حقاً ) ، فإذا تم ذلك ، بالأسلوب الصحيح والطريقة المثلى ، وجدناه ( إنساناً ) آخر ، غير الملايين التي تعيش كالسوائم ، ليس لها من نصيب في التربية والتأهيل ، كما أراد الله .
وكذلك اهتم الإسلام بالأولاد وتنشئتهم على الخشونة والرجولة وبتهيئة فرص العمل لهم في سن مبكرة ونهى الإسلام عن الميوعة والإنحلال المستورد من بلاد الفساد الأخلاقي فالقرآن الكريم دستور الأمة يقول فيه الله عز وجل { فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}النساء6

الهدف الثامن :- مشاركة أفراد البيت في الدعوة
فإذا تحققت الأهداف السابقة كان بإمكان البيت المسلم حمل عبء الدعوة إلى الله على أكتافه وهناك أمثلة للبيت الحامل لدعوة الله عز وجل :
ـ  بيت النبي صلى الله عليه وسلم ودور السدة خديجة في مساندة الدعوة ودور أبنائه كذلك .
ـ ونذكر بيت آل إبراهيم عليه السلام الأب والأم هاجر والابن سيدنا إسماعيل عليه السلام وما يعرف عن دورهم في حمل الدعوة إلى الله وتعمير مكة كذلك بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه
ـ ودور السيدة أسماء خاصة في الهجرة وما بعدها من تقديم نماذج صالحة تحمل الدعوة أمثال (عبد الله بن الزبير) و(عروة بن الزبير) وغيرهم من البنات والبنين الذين حملوا مشاعل الدعوة
ـ  وكذلك بيت آل ياسر وثباتهم على الإسلام رغم الشدائد وتحملهم في سبيل الله وهناك من الأمثلة الكثير مما لا يتسع له المجال لذكره في السابق وفي العصر الحديث كذلك ممن حملوا على أكتافهم عبء الدعوة إلى الله كبارا وصغارا
والله نسأل أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا به وجميع المسلمين .





[1] تحرير المرأة في عصر الرسالة ج 6ص

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire