vendredi 29 mars 2013

بطاقة زفافي


الزواج أحكامه ، آدابه ، أخطاؤه ،نداء الأبناء


بقلم
مهنا نعيم نجم
عفا الله عنّه وعن والديّه بمنّه وكرمه

تقديم فضيلة الشيخ
فهمي اسعد جرادات
عضو محكمة الاستئناف الشرعية العليا – فلسطين
مفتش المحاكم الشرعية لشمال فلسطين

اعتنى بالقسم الطبي في الكتاب
الدكتور مروان عثمان الخطيب
دكتوراه في جراحة الكلى والعقم والاضطرابات الجنسية


المقدمة
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ،ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، اللهم صلي وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن صار على نهجه وسنته إلى يوم الدين . ثم أما بعد :
} يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ إلا وانتم مسلمون { (آل عمران 102)
}  يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً & يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً{  ( الأحزاب 70-71 )
} يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً { ( النساء 1 )
فإن أصدق الحديث كتاب الله  تعالى ، وأحسن الهديّ هديّ محمد r ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله ، وكل ضلالة في النار[1] .
فبين يديك أخي المسلم / أختي المسلمة ؛ رسالة موجزة ومختصرة لكل عروسين ، خفيفة الظل لطيفة الأسلوب ، غنيّة بالأحكام ، مشوّقة للقراءة والمطالعة ، فلقد ضمت بين صفحاتها ما ينبغي للمسلم والمسلمة معرفته من الأحكام الشرعية وآداب الزفاف وبعض الأخطاء التي تقع في الزواج بشيء من الاختصار مع الحفاظ على المعنى والجوهر .
فكان نهجي بها أن جعلتها بمثابة بطاقة دعوة ، توزع في مثل هذه المناسبات ( الأفراح / الزواج / الخِطبَة / الزفاف ...) ويسرني أن أقدمها لكم برقة أسلوبها وعمق منبعها ، حاملةً معها من شغاف القلوب أحر التهاني وأحلى الأماني لكل شاب وفتاة ، ارتبطا برابطة الزواج الشرعي .
وقد تحريّتُ فيها أن لا أضع إلا الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله r ، وأقوال أهل العلم المعتبرين المتقدمين منهم والمعاصرين . سائلاً المولى أن يعلمنا ما ينفعنا ، وينفعنا بما علمنا ، وأن يجعل هذا العمل خالِصاً لوجهه ، وذخراً لكاتبه وناشرِه ومن قرأه وانتفع به ، ويجعله حجّة لهم لا عليهم ، إنه خير مسؤول ، وأكرم مأمول ، وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن صار على دربه إلى يوم الدين ، والحمد لله رب العالمين .
المؤلف
2 / رمضان / 1424هـ


تعريف الزواج
الزواج لغةً : هو اقتران أحد الشيئين بالآخر ، وإزدواجهما – أي صار زوجاً بعد ان كان كل واحداً منهما فرداً .
ومنه : الضم ، كأن الزوج ضم زوجته إلى صدره ضمّاً يشبه ضم أم الغلام لغلامها إلى صدرها ، في حنان وشوق ورأفة ، ويطلق على العقد والوطء[2] .
الزواج عند الفقهاء : المعنى الشرعي لكل من الزواج والنكاح هو ما يطلق على العقد الذي يعطي لكل واحد من الزوجين حق الاستمتاع بالآخر على الوجه المشروع[3] .
وعرفه العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - بأنه ( تعاقد بين رجل وإمرأة يقصد به إستمتاع كل منهما بالآخر وتكوين أسرة صالحة ومجتمع مسلم ، ومن هنا نأخذ أنه لا يقصد بعقد النكاح مجرد الاستمتاع ، بل يقصد به مع ذلك معنى آخر هو : تكوين الأسر الصالحة والمجتمعات السليمة ، لكن قد يغلب أحد القصدين على الآخر لإعتبارات معينة بحسب أحوال الشخص )[4].

حكم الزواج
يختلف حكم الزواج حسب الشخص ، فقد يكون واجباً ،وقد يكون مندوباً أو مستحباً أو مكروهاً أو محرماً . وهو مقرون بالاستطاعة المالية والجنسية فهو واجب في حق من استطاع مؤنته ، وخاف العنت والضرر على دينه من العزوبة ، لحديث ابن مسعود t قال : قال النبي r " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "[5] ، ومستحب للقادر الذي لا يخاف العنت والضرر ، يأمن عدم الوقوع في المحظور[6] ، ويكره تركه لغير عذر لحديث أنس بن مالك t قال ( جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي r ، يسألون عن عبادة النبي r ، فلمّا أخبروا ، كأنهم تقالوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي r ، قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال أحدهم : أما أنا فأصلي الليل أبداً ، وقال الآخر : أنا أصوم ولا أفطر ، وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً . فجاء رسول الله فقال : أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أي والله إني لأخشاكم لله ، واتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني )[7] .

حكمة مشروعية الزواج

لا يخفى على كل ذي لب وفهم أن الأحكام الشرعية كلها حِكَم وكلها في موضعها ، وليس فيها شيء من الخطأ أو العبث ... وذلك لكوّنِها من لدن حكيم خبير .
لذا ، كان علينا الرضا بها ، سواءً علِمنا الحِكمة فيها أم لم نعلم . فإن لم نعلم حكمتها فمعنى ذلك عقولنا وأفهامنا قاصرة عن إدراك الحكمة ، ومن هنا نجد أن " بقاء الإنسان وحفظ جنسه لا يتحقق إلا باجتماع الذكور والإناث ، تلك فطرة الله التي فطر الخلق عليها ، والتي بها تعمر الدنيا ، وتأخذ زينتها وتظهر خيراتها وثمراتها "[8]، فالزواج الشرعي فيه منافع عظيمة أعظمها أنه وقاية من الزنى ، وقصر للنظر عن الحرام " ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا "[9]، ومنها حصول النسل وحفظ الأنساب ، ومنها حصول السكن بين الزوجين والاستقرار النفسي ، ومنها تعاون المسلم ، ومنها قيام الزوج بكفالة المرأة وصيانتها ، وقيام المرأة بأعمال البيت وأداؤها لوظيفتها الصحيحة في الحياة[10].
فلذلك اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن ينزل التشريع الإلهي فيما يعود على الإنسان بالخير ، ومنها أمور الزواج وما فيه من أحكام وحقوق وواجبات . فكفل فيه حق كل من الزوجين ، وبين لهم أصول العلاقة بينهما وأوضح لهم طريق السعادة والراحة والسكينة في علاقتهم الزوجية ، لنيل سكينة الدنيا وطمأنينة الآخرة .


من فوائد الزواج

v     امتثال لأمر الله ورسوله الذي هو غاية العبد في الدنيا والآخرة
v     اتباع سنن المرسلين والأنبياء
v     قضاء وطر وفرح النفس وسرور القلب
v     تحصين الفرج وحماية العرض وغض البصر والبعد عن الفتنة
v     تكثير الأمة الإسلامية وبالتالي تقوى الأمة
v     تحقيق مباهاة النبي r الأمم يوم القيامة
v     ترابط الأسر ، وتقوية أواصر المحبة بين العائلات
v     النكاح سبب لكثرة الرزق والغنى ، لقوله تعالى " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله "
v     الإبقاء على النوع الإنساني بالتناسل والتكاثر
v     السكن النفسي والجسمي والروحي لكلا الزوجين
v     تلبية الرغبة الطبيعية المستقرة في الرجل والمرأة
v     تعظيم علاقة الرجل والمرأة من تبادل الحقوق والواجبات والتعاون والاحترام
v     نيل الأجر والثواب ، إذا ما نفذت أحكام الله وشريعته وسنة نبيه r
v     تمام الدين وطهارة النفس والبدن وحفظ السمعة الطيبة
v     دعاء الولد الصالح لهما بعد الممات
v     لتحصن من الشيطان ودفع ضرر الشهوة والابتعاد عن الزنا
v     حفظ الأنساب والحقوق في المواريث
v     الزواج هو عبادة لله عز وجل[11]


الغاية من الزواج

v     امتثالاً لأمر الله ورسوله r الذي هو غاية العبد في الدنيا والآخرة
v     تلبية الغريزة الجنسية بطريقة شرعية ، فبالحديث " فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج "
v     حفظ نسب الأولاد إلى آبائهم
v     استمرار النوع الإنساني بالتناسل عن طريق الزواج
v     الحماية من الأمراض الجنسية الناشئة نتيجة العلاقات الجنسية الغير شرعية
v     تحقيق الرغبة البشرية في الإنجاب والتنعم بالأولاد
v     استمرار الحياة الزوجية في ظروف هادئة مناسبة
v     تحمل الزوجين لمسئوليتهما بقيام كل منهما بواجباته
v     تربية النشء الصالح في أسرة صالحة ، ليصلح المجتمع
v     ترابط الأسر بالمصاهرة والتعارف[12]

الخِطْبَة
الخِطبة : هي طلب الزواج من المرأة بالوسيلة المعروفة بين الناس ، فإن حصلت الموافقة فهمي مجرد وعد بالعقد ( الزواج ) ، وهنا ليست الخِطبة ملزمة لأنها ليست عقداً كما ذكرت ، إنما هي وعد ، والوعد بالعقود غير ملزم بعقدها عند جمهور العلماء ، ولكنه يستحب له الوفاء بوعده إذا لم يكن هناك سبب مانع من ذلك ، والشرع لم يجعل لإخلاف الوعد عقوبة ماديّة أو جزائية .
وتجوز خِطبة المرأة الخالية من الأزواج ، ولا يوجد أي مانع شرعي آخر يمنعها من الزواج ، ولا مانع من أن تكون إعلان الرغبة في الزواج من الفتاة – أي الفتاة تشير لأبيها أو أخيها أو لوليها بأنها ترغب بالزواج من فلان وتقبله إذا تقدم لخِطْبتها ، لما ترى فيه من الصلاح والدين وحسن الخلق[13] .

ما الذي يراه الخاطب من مخطوبته ؟!
قد علمنا الإسلام أنه إذا وقع في قلب الرجل خِطبة امرأة شُرِعَ له النظر إليها قبل أن يخطبها ، فجاز للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته في حدود ومواضع محددة ، بيّنها العلماء والفقهاء – جزاهم الله عنا خير الجزاء – وتلك المواضع هي :
ما يظهر غالباً كالرقبة والساقين – ونحوهما – وهو رواية عن الإمام أحمد لا بأس أن ينظر إليها ، وإلى ما يدعوه إلى نكاحها من يد أو جسم ونحو ذلك . وقال ابن الجوزي : نص أحمد على جواز أن يبصر الرجل من المرأة التي يريد نكاحها ما هو عورة يشير الى ما يزيد على الوجه .
وللإمام أبي قدامة المقدسي كلام طيب في المغني ( 7/ 454 ) إذ يقول " ووجه جواز النظر ما يظهر غالباً أن النبي r لما أذن إليها من غير علمها ، علم أنه أذن في النظر إلى جميع ما يظهر عادة ، إذ لا يمكن إفراد الوجه بالنظر مع مشاركة غيره له في الظهور ، لأنه يظهر غالباً فأبيح النظر إليه كالوجه . ولأنها امرأة أبيح له لنظر إليها بأمر الشارع ، فأبيح النظر منها إلى ذلك كذوات المحارم " .
ومن الأحاديث الواردة في هذا الباب كثيرة أذكر منها حديث محمد بن مسلمة قال : خطبت امرأة ، فجعلت أتخبأ لها ، حتى نظرت إليها في نخل لها ، فقيل له : أتفعل هذا وأنتَ صاحب رسول الله r ؟ فقال : سمعت رسول الله r يقول : " إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة[14]، فلا بأس أن ينظر إليها "[15]
وعن المغيرة بن شعبة قال : أتيت النبي r فذكرت له امرأة أخطبها ، فقال : " اذهب فانظر إليها ، فإنه أجدر أن يؤدم بينكما "[16].
وهنا " ينبغي للخاطب أن يعلم أن مخطوبته ما زالت محرمة عليه ، فلا يجوز له الخلوة بها ، ولا مصافحتها ، لأن الشرع لم يرد بغير النظر "[17]، ولك أخي الخاطب أن تردد النظر إلى مخطوبتك ، وتتأمل محاسنها " لأن المقصود لا يحصل إلا بذلك ، لكن على أن يكون هذا النظر من غير تلذذ وشهوة ولا لريبة "[18] .

تنبيه هام لكل خاطب ومخطوبة
وجدير بالذكر أن تعلم - أخي الشاب - أنه " لا يسوغ للرجل أن ينظر لمن لم يرد خطبتها ، وكذلك لا ينظر إليها في خلوة أو مع ترك الحشمة ، إنما يباح له النظر إليها مع عدم علمها أو مع علمها وأهلها إذ كانت رؤيته لهذا ممكنة ، وأما عرض الأهل بناتهن بحجة الخِطبة فهذا مما لا يسوغ ولا يفعله أهل الغيرة ، وإنما يباح النظر لمن علم منه الصدق في الزواج ، أو بعد الخِطبة ، والله أعلم "[19].
ولا يجوز للخاطب الخلوة بمخطوبته لأنها ما زالت أجنبية عنه ، بل يجتمع معها بحضور أسرتها أو أحد محارمها لتحصل الرؤية فقط في غير خلوة ، وهذه النظرة ضرورية لكلا الطرفين ، ويفضل هذا قبل " كتابة العقد " لكي لا يسبب ردود فعل وآثار غير متوقعة إذا تم التراجع والعدول عن الفتاة أو الشاب .
وعلى من ارجع عن الخِطبة أن يخبر بذلك بأدب واحترام ، وألا يشهر تراجعه ، حفاظاً على سمعت الفتاة وأهلها ، إضافة للعادات السيئة المنتشرة – وذلك نتيجة البعد عن شريعة الله – فما يلبث الناس حتى يسمعوا سبب التراجع إلا وقد ضاقت المجالس في السؤال عن سبب التراجع وإثارة المشاكل وانتشار الغيبة والنميمة .
واعلم أخي الحبيب : أن اللبيب يفكر فيما يعنيه ، ويفيد مجتمعه ، بل فوق ذلك قد علم أن كلامه من عمله ، فقلّ كلامه إلا فيما يعنيه وينفعه ، فافهم يرحمك الله .

الشروط المستحبة في المخطوبة [20]
1. يستحب أن تكون ودوداً : بمعنى حريصة على حب زوجها لها ، وميلِهِ إليها ، ورغبته فيها ، إذا كانت كذلك ، فإنها تحرص دائماً على إرضائه وفعل ما يرغبه فيها ، فتتحمل له وترضى رغباته وتتعهد نفسها بكل ما يسعده ، ويجعله يسكن إليها ويلذ عشرتها ، ويكره فراقها ، ويتمتع بمحادثتها ومؤانستها ، وهو مطلوب من الرجل أيضاً ، مع حرصه على الكلام الطيب وملاطفة الزوجة وحسن معاشرتها .
2. أن تكون ولوداً : إن هناء الأسرة وسعادتها واستقرار حياتها إنما يتم بإنجاب الأولاد ، الذين هم أمل كل زوجين ، فبهم تقر العين ، ويمتد النسل ، ويجد الوارث الأصيل ، وفي الكتاب الله يقول المؤمنون  " ربنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرة عين واجعلنا للمتقين إماماً "[21].
3. أن تكون شابة : لما في الصحيحين من حديث جابر أن النبي r قال له " تزوجت ، قلت نعم . قال : بكراً أم ثيباً ؟ قلت : بل ثيباً ، قال : فهلا تزوجت بكراً تلاعبها وتلاعبك "[22]. وقال r " عليكم بالأبكار ، فإنهنّ أعذب أفواهاً وأنتق أرحاماً , وأرضى باليسير "[23] . ولأن الزواج من الشابة " محصلة لمقاصد النكاح ، وأحسن عشرة ، وأفكه محادثة ، وأجمل منظراً ، وألين ملمساً ، وأقرب إلى أن يعودها زوجها الأخلاق التي يرتضيها "[24] ، وهذا لا يعني أن لا يتزوج الرجل الفتاة التي تجاوزت سن الشباب ، أو الثيب ، وإنما هذه من صفات الزوجة العامة التي يُرغب بها الإسلام ويَرغبها أيضاً المتقدم للزواج .
4. يستحب له أن يتزوج ذات نسب أصيل معروف بأصالته وشرفه بين الناس ، فذلك يعود عليه وعلى أولاده منها بالخير – إن شاء الله .
5. أن تكون صالحة ، ذات دين وخلق كريم ، قال r " الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة "[25]. فأن دينها وخلقها يجعلها معينة لزوجها وخير مريبة لأطفالها ، وحسبك أنها تخاف الله وتسعى لإرضائه ، مما يجعلها حريصة في تطبيق شريعة الله وتأدية واجبها لنيل حقها . قال r " ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً ، ولساناً ذاكراً ، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة "[26]. فكلما كانت المرأة أدين وأكمل خُلقاً ، كانت أحب إلى النفس وأسلم عاقبة .
6. يستحب أن تكون جميلة[27] : فالجمال محبوب للنفس ، ويشتاق إليها كل راغب بالزواج مما يساعده على العفة ، وكما جاء في الحديث " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك "[28]. وكلما كانت المرأة جميلة المنظر ، عذبة المنطق ، قرّت العينُ بالنظر إليها ، وأصغت الأذن إلى منطقها ، فينفتح لها القلب وينشرح لها الصدر ، وتسكن إليها النفس ، ويتحقق فيها قوله تعالى : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة "[29] .
7.   أن تكون ملتزمة بتعاليم الإسلام الحنيف قولاً واعتقاداً وعملاً
8.   أن تكون حافظة لسر الزوج ، حريصة على إرضاء الله ثم رسوله r ثم زوجها .

الشروط المستحبة في الخاطب [30]
1.   أن يكون ملتزماً بتعاليم الإسلام الحنيف اعتقاداً وقولاً وعملاً
2. أن يكون محافظاً على الجمع والجماعات ، والشاب الملتزم بأحكام الله وسنن نبيه r إن أحب زوجته أكرمها ، وإن كرهها لم يظلمها .
3. أن يكون الخاطب متمسكاً بالسنة المطهرة عموماً ، معفيّاً للحيته حريصاً على تطبيق السنة طاعة لله ولرسوله r
4.   أن يحسن لزوجته وأن يعاشرها بالمعروف قولاً وفعلاً
5. أن يلتزم صحبة الأخيار المطيعين لله والبعد عن أصحاب السوء والعصاة ، قال r ( فالمرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ) .
6. أن يكون بعيداً عن المحرمات من سكر ومخدرات ودخان وتدخين وغيرها مما حرم الله على عباده ، من المهلكات والخبائث[31] .
7. أن يكون ذو خلق حسن ، فلا يكثر من السب والشتم واللعن والألفاظ التي ليست من صفات المؤمنين .
8.   أن يقوم بحق الله ورسوله r ، وكذا حق زوجه وأولاده


حق الزوج على زوجته
عن تميم الداري y أن رسول الله r قال ( حق الزوج على المرأة ألا تهجر فراشه ، وأن تبر قسمه ، وأن تطيع أمره ، وألا تخرج إلاّ بإذنه ، وألا تُدخِل عليّه من يكره )[32]، لذا نعلم من الحديث أن حق الزوج على زوجته باختصار هي :
1. طاعة الزوج : يجب على الزوجة طاعة زوجها في كل ما يأمرها به من المباحات التي أحلها الله تعالى ، ما لم يأمر بحرام إذ أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . قال r ( إذا صلت المرأة خمسها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت )[33] .
2. أن لا تهجر فراش زوجها : إن الجماع بين الزوجين أهم مقصود من الزواج إذ هو أصل في وجود حياة الكائنات ، وبه يصون الرجل والمرأة نفسيهما من الوقوع فيما يغضب الله تعالى ، لذا لا يجوز للزوج حجر المرأة أو ترك المرأة زوجها ، قال r ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح )
3. لا تخرج المرأة من بيت زوجها إلا بإذنه : عن معاذ بن جبل y أن رسول الله r قال ( لا يحل لامرأة أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره ، ولا تخرج وهو كاره ...)[34]
4.   الحرص على مال الزوج والقناعة بما قسم الله : على الزوج أن ينفق على أسرته بالقدر اللائق به يساراً وإعساراً في إسراف ولا تقتير ، قال تعالى ( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا )[35]، والزوجة المؤمنة بالله ترضى بما قسمه الله تعالى لها ولزوجها ، وتساهم معه في الحفاظ على ماله وولده .
5. خدمة المنزل : يجب على الزوجة خدمة زوجها ورعاية أولاده وتدبير أمور بيتها والاهتمام بواجبها المنزلي من طبخ وفرش وتنظيف وغيرها من عمال النساء في البيت والبيئة التي تحيط بها . وفي الحديث ( أن فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله r كانت تخدم زوجها بنفسها حتى أكلت الرحى من يديها)[36] .
6. التزين والتجمل للزوج : إن من صفات الزوجة التقية أن يأنس بها زوجها ، ويرى منها التجمل والزينة والمنظر الحسن في نفسها وبيتها وفراشها وغيرها ، قال r لأم سليم رضي الله عنها لما ذهبت تنظر إلى امرأة ( شمي عوارفها وانظري إلى عرقوبها )
7.   تربية الأولاد : قال r ( المرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها )
8. العفة والأمانة على العرض : ففي حديث أبي موسى الأشعري عن النبي r ( من حفظ ما بين فكيه ورجليه دخل الجنة )[37].
9.   وهناك حقوق أخرى ، مثل التلطف مع الزوج والأبناء ، وحسن المعاشرة مع أهل الزوج ...

حق الزوجة على زوجها
1.   حسن المعاشرة : قال تعالى ( وعاشروهن بالمعروف )
2.   المداعبة والملاطفة : قال r ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله ) .
3. النفقة على الزوجة والأولاد : صح في الحديث عنه r ( أن تطعمها إذا أكلت ، وتكسوها إذا اكتسيت ) ، وقال r ( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت )[38]
4. عدم ضرب الزوجة ضرباً مبرحاً : قال تعالى ( واهجروهنّ في المضاجع واضربوهن ) وقال r ( لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم )[39]
5.   حقوق أخرى ، المحافظة عليها وحمايتها ومنع اختلاطها بالفاسقات ، السماح لها بزيارة أهلها ، أمرها بالمعروف ، تعليمها ، مشاركتها في أفراحها إذا كانت شرعية ومنعها منها إذا كانت غير ذلك ، النصيحة والإرشاد والتوجيه ، التزين والتجمل لها ، توفير المسكن ، الاهتمام بتربية الأولاد معها ، حسن معاملتها ...

العزيمة الصادقة في الزواج
فإذا بلغ الكتاب أجله ، وأقبل الشاب عازماً على أهله ، طالباً نكاحاً وعفافاً ، وخِطبة الفتاة التي اختارها بعد تروي ونظر ، قد اجتهد كل الجهد أن تجمع الصفات التي ذكرناه ، فهو الآن مسرور القلب منشرح الصدر ، مرتاح البال ، أقبل على سنة نبيه r فتوضأ وأحسن الوضوء ، ووقف في محرابه يصلي لله[40]، فقد قيل : ما خسر من استخار ، ولا خاب من استشار .
وصلاة الاستخارة كما في حديث جابر t أنه قال : كان النبي r يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها ، كالسورة من القرآن " إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم يقول : اللهم إني استخيرك بعلمك ، واستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنتَ علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ( أو قال : عاجل أمري وآجله ) فاقدره لي ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ( أو قال : عاجل أمري وآجله ) فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثمّ رضِّني به ،ويسمي حاجته "[41]. وهنا ننبه لأمور هامّة :
1.   الاستخارة تكون ركعتين منفصلتين عن الفريضة
2.   دعاء الاستخارة يكون بعد الصلاة وليس أثنائها
3.   يجوز للمرء تكرار الاستخارة فيه دعاء لله
4.   صلاة الاستخارة مستحبة وليست واجبة
5. لا يشترط في الاستخارة الرؤيا ، فالبعض يظنّ ظنّ الجاهلية أنه إذا لم يرى في منامه رؤيا ، يجب أن يعيد الاستخارة ، وهذا غير وارد . بل الاصل أن يصلي المرء الاستخارة ، فإن اطمأن قلبه بعدها وانتقضت حاجته فحسن ، وإن لم يطمئن قلبه بها ولم تنقضي حاجته فحسن ، فهذا معنى الاستخارة .
6. عن ابن عمر t قال " إن الرجل ليستخير الله تعالى فيختار له ، فيسخط على ربه عز وجل ، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو خير له "[42]. لذا فلا يتعجل الانسان بعدم الرضا والسخط ، فكما قال تعالى " عسى أن تحبوا شيئاً وهو شرّ لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم "

ومن الأهمية بمكان أن أنبه تكراراً على كتمان الخِطبة حتى يتم الموافقة الكاملة ، فإن تمت فاشهرها على بركة الله ، ولقد أخرج ابن حبان من حديث أبى أيوب الأنصاري t أن رسول الله r قال : " أكتم الخِطبة ، ثم توضأ وأحسن وضوءك ، ثم صلّ ما كتب الله لك ، ثم احمد ربك ومجدّه ، ثم قل : اللهم إنكَ تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم علام الغيوب ، فإن رأيتَ أن فلانة = ويسميها باسمها = خيراً لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي ، وإن كانت غيرها خيراً لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي "[43]

إعلان وإشهار النكاح
يستحب ضرب الدف للنساء حتى يعرف ويشتهر ، ويكون ذلك للنساء خاصّة ، دون الرجال . ولا يصحبه موسيقى أو آلات لهو وطرب ماجن وفاجر ومحرم .ولا بأس بشيء من الشعر بمثل هذه المناسبات بحيث تكون خاليّة من المحرمات ولا يسمعها الرجال إذا كانت النساء ينشدنها . قال رسول الله r " فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح "[44]. فهذا الحديث يدل على الفرق بين الحلال " الزواج الشرعي " وبين الحرام " الزنا " وهو ضرب الدف للنساء لإعلان النكاح .
وعن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار ، فقال النبي r " يا عائشة ، هل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني ؟ قلت : تقول ماذا ؟ قال : تقول
اتيناكم اتيناكم            فحيونا نحييكم
لولا الذهب الاحمر    ما حلت بواديكم
لولا الحنطة السمرا              لما سمنت عذاريكم "[45]
وقال العلامة الشوكاني " في ذلك دليل على أنه يجوز في النكاح ضرب الأدفاف ورفع الصوت بشيء من الكلام نحو     :      اتيناكم اتيناكم          فحيونا نحييكم
                           لولا الحنطة السمرا      لما سمنت عذاريكم
ونحوه ، لا بالأغاني الخليعة المشتملة على وصف الجمال والفجور ومعاقرة الخمور ، فإن ذلك يحرم في غيره ، وكذلك سائر الملاهي المحرمة "[46].

أما ما نراه اليوم من مبالغة وإسراف بحفل الزفاف وإعلان النكاح ، وموسيقى وغناء ومحرمات ومنكرات ، واختلاط النساء مع الرجال ، وأحياناً رقص الفتيات على مرأى من الرجال ، لهو من أشد الفتن التي تحيط بمجتمعاتنا الإسلامية اليوم . وهذا مما لا شك فيه أنه ليس من شريعة الإسلام في شيء . بل كل هذا من الحضارات الغربية الهابطة المتأخرة عن قيم الأخلاق والإنسانية، ومن نداءات الفساد التي تطلقها المجتمعات الغربية والحاقدة على الإسلام وأهله .


متى تستأذن الفتاة ، ومتى تجبر ؟!
لا تخلو المرأة التي يراد تزويجها من ثلاث حالات ( أن تكون صغيرة بكراً ، أو بالغة بكراً ، أو ثيباً ) ولكل واحدة حكم خاص بها .
1. البكر الصغيرة : لا خلاف أن لأبيها أن يزوجها بدون إذنها ، لأنها لا رأي لها ، إذ أنها لا تعلم أي مصلحتها لحداثة سنها وقلة خبرتها . ولأن " أبو بكر الصديق t زوج ابنته عائشة – رضي الله عنها – رسول الله r وهي بنت ست سنين وأدخلت عليه وهي بنت تسع سنين " متفق عليه .
2. البكر البالغة : ولا خلاف أنها لا تزوج إلا بإذنها وإذنها صمتها ، لقوله r " لا تنكح البكر حتى تستأذن ، قالوا يا رسول الله فكيف إذنها ، قال أن تسكت " متفق عليه .
قال العلامة ابن القيم الجوزية - رحمه الله : " وهذا هو قول جمهور السلف ومذهب أبي حنيفة وأحمد في إحدى الروايات عنه ، وهو القول الذي ندين الله به ولا نعتقد سواه ، وهو الموافق لحكم رسول الله r وأمره ونهيّه "[47]
3. الثيب : لا تزوج إلا بإذنها بالكلام ، بخلاف البكر ، قال العلامة ابن قدامة المقدسي - رحمه الله : " أما الثيب فلا نعلم بين أهل العلم خِلافاً في أن إذنها الكلام للخبر ، ولأن اللسان هو المعبر عما في القلب ، وهو المعتبر في كل موضع يعتبر فيه الإذن "[48]
قال شيخ الإسلام أحمد بن تيميه - رحمه الله  : " المرأة لا ينبغي لأحد أن يزوجها إلا بإذنها ، كما أمر النبي r ، فإن كرهت ذلك لم تجبر على النكاح إلا الصغيرة البكر ، فإن أباها يزوجها ، ولا إذن لها .
وأما البالغ الثيب فلا يجوز تزويجها بغير إذنها لا لأب ولا لغيره بإجماع المسلمين . وكذلك البكر البالغ ليس لغير الأب والجد تزويجها بدون إذنها بإجماع المسلمين ... ويجب على وليّ المرأة أن يتق الله فيمن يزوجها ، وينظر في الزوج هل هو كفء أو غير ذلك ، فإنه إنما يزوجها لمصلحتها لا لمصلحته "[49]
ويقول – يرحمه الله - في موطن آخر : " وإذا رضيت رجُلاً ، وكان كفؤاً لها ، وجب على وليها كالأب ، ثم الأخ ، ثم العمّ ، أن يزوجها به . فإنه عضلها أو امتنع عن تزويجها زَوْجَها الوليّ الأبعد منه أو الحاكم بغير إذن باتفاق العلماء . فليس للولي أن يجبرها على نكاح من لا ترضاه ، ولا يعضلها عن نكاح من ترضاه إذا كان كفؤاً لها باتفاق الأئمة .
وإنما يجبرها ويعضلها أهل الجاهلية والظلمة الذين يزوجون نساءهم لمن يختارونه لغرض ، لا لمصلحة المرأة ويكرهونها على ذلك ، أو يخجلونها حتى تفعل ذلك . ويفصلونها عن نكاح من يكون كفؤاً لها لعداوة أو غرض ، وهذا كله من الظلم والعداوة وهو مما حرمه الله ورسوله r ، واتفق المسلمون على تحريمه "[50]


منكرات الأفراح والأعراس
مما لا شك فيه أن الزواج نعمة من أنعم الله على خلقه – كما مرّه ذكره – ولكن الذي يحزن القلب ارتكاب ما ينفي شكر هذه النعمة ، ووقوع كثير من المخالفات والمنكرات التي تتعلق بها ابتداءً من الإقدام على النكاح ، وانتهاءً بوليمة العرس بل وأحياناً في الجماع والمعاشرة .
غير أن تلك المنكرات تختلف باختلاف الأزمان والأماكن . مما يحتم على كل مسلم التنبه لها والتنبيه عليها والقيام بما أمر الله عز وجل . ونظراً لتعدد تلك المنكرات فأكتفي بذكر أبرزها وأشهرها بين الناس – والله المستعان والمسؤول أن ينقذنا من شرّها :

أولاً : قراءة الفاتحة
إن الناس قد ابتدعوا أموراً كثيرة مخالفة لهدي النبي r فيما يتعلق بقراءة القرآن بشكل عام ، وبقراءة سورة الفاتحة بشكل خاص .
فالبعض يخص قراءة سورة الفاتحة بعد الآذان ، أو إبرام البيع ، أو بنية التوفيق ، أو في مراسم الصلح ... أو عند الاتفاق على النكاح وقبول الطرفين ، أو عند كتابة " عقد الزواج " .
وكل ذلك من البدع المبتدعة في الدين التي ليس عليها دليل من الشرع ، ولم يثبت عن رسول الله r شيء في ذلك . ولا يجوز شرعاً لأحد أن يخص سورة الفاتحة أو آية من القرآن الكريم بالتلاوة في وقت معين أو لغرض معين ، إلا ما خصّه الرسول r . والوارد في سنة النبي r عند النكاح أن نقرأ ( خِطبة النكاح ) وهي تلك الخِطبة التي تسمى ( خِطبة الحاجة ) . هذه هي السنة الثابتة عن رسول الله r ، فعلينا اتباعها ، فإن الخير كله في الاتباع ، والشر كل الشر في الابتداع [51].

ثانياً : خاتم الخطوبة ( الدبلة / المحبس )
ما أن يلبث الشاب أن يخطِب عروسه إلا وقد سارع لشراء خاتم فضي يسمونه ( خاتم الدبلة ) وكثير من الناس - وللأسف – يعتقد أن " العقد " مرتبط بهذه الدبلة خاصّة إذا كانت من الذهب . وقصة ذلك الخاتم أن النصارى زعموا أن وفي إصبعه البنصر عرقٌ يتصل مباشرة بالقلب فلذا يكتبون اسم المرأة عليه ( العروس ) . ظانين أن ذلك له تأثير في المحبة !!
ومما لا شك فيه أن لبس الذهب حرام شرعاً لرجال ، ففي الحديث الذي رواه ابن عباس – رضي الله عنهما - أن رسول الله r رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال : " يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده !! فقيل لرجل بعدما ذهب رسول الله r خذ خاتمك وانتفع به ، فقال : لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله r "[52] .
وبذلك يكون الذهب حرام على رجال الإسلام ، وأما ما يسمى ( الدبلة ) فهو تقليد للنصارى فيما يخصهم ويعتقدون به ، وهذا لا يجوز شرعاً – نعوذ بالله من مشابهة الكفار وأهل النار .[53]

ثالثاً : التشريعة عند الزفاف ( لبس الثوب الأبيض )
ومن المؤسف أن يرضى الزوج لزوجته يوم زفافها ، وفي لحظة تكون أجمل ما تكون فيها من لحظات حياتها ، أن تظهر جمالها ولا يكتفي بذلك ، بل البعض يدخل ويسلم عليها على مرأى من الناس .
وإذا بالعروس قد لبست ثوب أبيض كبير الحجم ، وجلست في مكان يراها الناس فيه عند دخول الزوج ليجلس لجوارها ويتناول معها أطراف الحديث ، وربما رقص معها – والله المستعان – وهنا عدّة محاذير منها : أن ذلك ليس من عادات المسلمين بل هو من عادات الكافرين .
وفيه إسراف وبذخ وفخفخة وريّاء وسمعة ، والله تعالى يقول " كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين "[54].

رابعاً : المنصّة
وهو مكان مرتفع ( أو طاولة مرتفعة بشكل ملفت للانتباه ) يدخل العريس والعروس فيجلسا عليها . ويقول العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله : " ومن الأمور المنكرة التي استحدثها الناس في هذا الزمان وضع منصّة للعروس بين النساء ويجلس إليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات ، وربما حضر معه من أقاربه وأقاربها من الرجال . ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية ما في هذا العمل من الفساد الكبير ، وتمكن الأجانب من مشاهدة الفاتنات المتبرجات ، وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة . فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسماً لأسباب الفتنه وصيانة للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر "[55].

خامساً : خروج النساء متطيبات ( متعطرات )
ومن منكرات الأفراح خروج النساء من بيوتهن متطيبات ، بل هو منكر ظاهر في الأفراح والأسواق وغيرها . ولا شك في أن خروج المرأة معطرة حرام شرعاً ، فعن أبي موسى الاشعري t قال : قال رسول الله r " أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية "

سادساً : الاختلاط
ولا يخفى على ذي لب ، ما يحدث في بعض بل أغلب الأعراس اليوم من اختلاط مباشر ، ويظهر ذلك بشكل واضح لما يدخل أقارب الزوج وأقارب الزوجة عند وقت المنصة ، وهو منكر واضح .
قال r " إياكم والدخول على النساء فقال رجل : أفرأيت الحمو يا رسول الله ؟ قال : الحمو الموت "[56]. ولبيان آثار الاختلاط يقول الشيخ العلامة ابن عثيمين " أيها المؤمنون ! تصوروا حال الزوج وزوجته حينئذ أمام النساء المتجملات المتطيبات ينظرن إلى الزوجين ليشمتن فيهما – إن كانا قبيحين في نظرهن – ولتتحرك كوامن غرائزهن – إن كانا جميلين في نظرهن – تصوروا كيف يكون الحال والجمع الحاضر في غمرة العرس وفي نشوة النكاح ؟! فبالله عليكم ماذا يكون من الفتنة ؟! ستكون فتنة عظيمة ، ستتحرك الغرائز ، وستثور الشهوات .
أيها المسلمون : ثمَّ تصوروا ثانية ماذا ستكون نظرة الزوج إلى زوجته الجديدة التي امتلأ قلبه فرحاً بها إذا شاهد في هؤلاء النساء من تفوق زوجته جمالاً وشباباً وهيئة ؟! إن هذا الزوج الذي امتلأ قلبه فرحاً سوف يمتلئ قلبه غمّاً ، وسوف يهبط شغفه بزوجته إلى حد بعيد فيكون ذلك صدمة وكارثة بينه وبين زوجته "[57].

سابعاً : التصوير
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله : " فإني أضيف إلى ما سبق من المحاذير التي تقع ليلة الزفاف هذا المحذور العظيم . فلقد بلغنا أن من النساء من تصطحب آلة التصوير لتلتقط صور هذا الحفل ، ولا أدري ما الذي سوغ لهؤلاء النساء أن يلتقطن صور الحفل لتنشر بين الناس بقصد أو بغير قصد ؟! إنني لا أظن أن أحداً يرضى بفعل هؤلاء ، إنني لا أظن أن أحداً يرضى أن تؤخذ صور ابنته ،أو صور زوجته ، لتكون بين أيدي أولئك المعتديات ليعرضنها على من شئن متى ما أردن !! هل يرضى أحداً منكم أن تكون صور محارمه أيدي الناس ، لتكون محل للسخرية إن كانت غير جميلة ، ومثالاً للفتنة إن كانت جميلة ؟! وبقد بلغنا ما هو افدح وأقبح أن بعض المعتدين يحضرون آلة فيديو ليلتقطوا صورة الحفل حيّة متحركة ، فيعرضونها على أنفسهم أو غيرهم كلما أرادوا التمتع بالنظر إلى هذا المشهد !! ولقد بلغنا أن بعض المصورين من الشباب الذكور في بعض البلاد يختلطون بالنساء أو يكونون منفردين ، ولا يرتاب عاقل عارف بمصادر الشريعة ومواردها أن هذا أمر محرم وأنه انحدار إلى الهاوية في تقاليد الكافرين المتشبهين بهم "[58]



ثامِناً : الموسيقى والغناء
وللأسف تجد البعض - في ظل المؤامرات التي تحاك للإسلام وأهله ، ويذبح بها أبناؤه ، وتستباح أعراضهم من قبل أعداء الإسلام – ترى هذا الشاب المقبل على استكمال الشطر الثاني من الدين ، يسعى بالوقت ذاته لنسف ما معه من الدين !!
ألا تراه يجلب الفرق ويقيم الحفلات الموسيقية والغنائية المحرمة ،والمغضب لله عز وجل ، ناهيك لما فيها من منكرات وإسراف وتبذير واختلاط وغيرها .
ويصر بعضهم إن عجز عن جلب تلك الفرق والحفلات على معصية الله – نسأل الله العفو والعافية – فيحضر الأشرطة الموسيقية والغنائية ويستخدم مكبرات الصوت ، لا يحرم ما حرم الله ولا يراعي مسجد قريب ولا جار أو صديق ...
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله : " والغناء ليلة الزفاف ليس بمنكر ، وإنما المنكر الغناء الهابط المثير للشهوة ، الموجبة للفتنة . وقد كان بعض المغنيات يأخذن الأغاني المعروفة التي فيها إثارة للشهوات ، وفيما إلهاب للغرام والمحبة والعشق ، ثم إن هناك محذوراً آخر يصحب هذا الغناء ، وهو ظهور أصوات النساء عالية في المكبر . فيسمع الرجال أصواتهن ونغماتهن فيحصل بذلك الفتنة لا سيما في هذه المناسبة ، وربما حصل في ذلك إزعاج للجيران لا سيما إن استمر ذلك إلى ساعة متأخرة من الليل . وعلاج هذا المنكر أن يقتصر النساء على الضرب بالدف وهو المغطى بالجلد من جانب واحد ، وعلى الأغاني التي تعبر عن الفرح والسرور دون استعمال مكبر الصوت ، فإن الغناء في العرس والضرب عليّه بالدف مما جاءت به السنة "[59]

تاسِعاً : الإسراف
ولقد ذمّ الله الإسراف في اثنتين وعشرين آية من القرآن الكريم ،وعاب فاعله ، قال تعالى " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً "[60]. وقال عز وجل " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين "[61] .

عاشِراً : تقديم الدخان للضيوف
لا يخفى على كل ذي لُبْ أن الدخان حرام شرعاً لِما فيه من إسراف للمال، وإلحاق الضرر بالنفس والعقل ، ناهيك لما فيه من أذى لصاحب والجار والجليس . وبذلك تكون آذيت المسلمين بغير حق !! ثم يكفيك أن كل مدخن يتمنى الفكاك وترك تلك المعصية والعادة السيئة ، لذا ما الذي يجبرك على الإقدام عليها ، فالمدخن قطع المرض فيه بسبب التدخين حتى أنهك صحته ، واصبح كالعجوز الهرم ، ولم يبقى منه إلا المنظر ، بينما الرئة لم تعد قادرة على القيام بعملها كما ينبغي لها !!!
والذي يؤسف أن بعض المدخنين المجاهرين بمعصيتهم يحرصون على نشر هذه المعصية والآفة والعادة السيئة في أوساط المجتمع ، كيف لا ، فلو كان ملتزماً سنة نبيه r ما ارتكب مثل هذه المعصية !!
ومن الأجواء التي تنشر بها هذه المعصية ، المجالس العامة أو مناسبات الأفراح والأتراح ... لذا إياك أن تجعل من يوم زفافك وسيلة لنشر ما يغضب الله ورسوله r .

الحادي عشر : دعوة الأغنياء وذوي الجاه ، دون الفقراء
ومن المستحب للزوج أن يولم بمناسبة زواجه ، والوليمة " اسم للطعام في العرس خاصة " وهي واجبة وقيل سنة مؤكدة ، فلا بد من عمل الوليمة ، لما ورد عن رسول الله r .
ولا يجوز دعوة الأغنياء وذوي الجاه دون الفقراء لطعام الوليمة ، قال r " شر الطعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويمنعها المساكين ، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله "[62]. وقال r " لا تصاحب إلا مؤمِناً ، ولا يأكل طعامُكَ إلا تقيّ "[63] .



الثاني عشر : جعل الوليمة قبل الدخول خلافاً للسنة
الكثير من الأزواج يجعلون الوليمة ويجعلونها قبل الزفاف بيوم أو أكثر ، وهذا خلاف لسنة نبينا r ، فلقد أمر النبي r عبد الرحمن بن عوف t بها كما تقدم ، ولحديث بريّدة بن الحصيب قال : " لما خطب عليٌّ فاطمة – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله r " إنه لا بد للعرس من وليمة "[64] .
وينبغي أن يلاحظ في الوليمة أمور :
1. أن تكون بعد الدخول بثلاثة أيام ، لأنه هو المنقول عن النبي r فعن أنس t قال : " بنى رسول الله r بامرأة ، فأرسلني فدعوت رجالاً على الطعام "[65]، وعنه t قال : " تزوج النبي r صفية ، وجعل عتقها صداقها ، وجعل الوليمة ثلاثة أيام "[66] .
2. أن يدعو الصالحين إليها ، فقراء كانوا أو أغنياء ، لقوله r " لا تصاحب إلا مؤمِناً ، ولا يأكل طعامُكَ إلا تقيّ " .
3. أن يولم بشاة أو أكثر إن وجد سعة ، ويجوز أن يؤدي الوليمة بأي طعام تيَسر ، ولو لم يكن فيه لحم ، لحديث أنس t قال : " أقام النبي r بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبني عليه بصفيّة ، فدعوت المسلمين إلى وليمته ، وما كان فيها من خبز ولا لحم ، وما كان فيها إلا أن أمر بالأنطاع فألقي بها من التمر والأقط والسمن ، فكانت وليمته "[67]

الثالث عشر : تهنئة العروسين بألفاظ جاهلية
يهنئ البعض العروسين قائلاً ( بالرفاء والبنين ) وفي ذلك خلاف لسنة نبي الله r . إذ يقول شيخنا العلامة صالح بن غانم السدلان - حفظه الله ، ونفع به " وهذه الضلالة الشائنة شاعت في عصر الجاهلية وهي تهنئة جاهليّة ... ولعل الحكمة في النهي عن استعمال هذا الأسلوب في الدعاء للمتزوج بالرفاء والبنين هي : مخالفة ما كان عليه أهل الجاهلية لأنهم كانوا يستعملون هذا الدعاء ، ولما فيه من دعاء للزوج بالبنين دون البنات ، لخلوه من الدعاء للمتزوجين . ولأنه ليس فيه ذكر اسم الله وحمده والثناء عليه "[68] . وإنما الوارد في السنة أن يقال للعروسين ( بارك الله لك وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير )

الرابع عشر : شهر العسل ( شهر الكسل والخمول )
وهذا والله ما عرفناه – إلا في عصر التقليد الأعمى لنصارى – أن يصحب الزوج زوجته ويسافر بها إلى مدينة أخرى وربما إلى خارج البلاد !! وتلك والله من العادات المنكرة والظواهر السيئة . بل هي " من عادات الكفار ، ويزيد هذا السفر قبحاً إذا كان إلى بلاد الكفار إذ يترتب عليه مفاسد كثيرة وأضرار تعود على الزوج والزوجة معاً ، إذ قد يتأثر الزوج بمظاهر الكفار من تبرج واختلاط وإباحية وشرب خمور وغيرها فيزهد في دينه وعاداته الطيبة ، وتتأثر المرأة كذلك فتخلع تاج الحياء وتتجرف في تيار الفساد . وليس قليلاً إذا قلنا إنه من التشبه بالكفار المنهي عنه شرعاً – نسأل الله تعالى أن يقي المسلمين شر هذه المنكرات ، ويهدينا جميعاً إلى سواء الصراط "[69]. ونحن لا نمنع الزوج من السفر مع زوجته ، لكن ننبه أن لا يكون ذلك السفر من باب ما يسمى " شهر العسل " لمَا ذكرناه آنفاً .

الخامس عشر : تنبيهات عامة على بعض المخالفات التي تقع في الزواج [70]
1.   التغالي في المهور والإسراف في حفلات الزفاف والزواج
2.   منع المرأة من الزواج بكفئها ، وقد قال r " إذا خطب إليكم من ترضون خلقه ودينه فأنكحوه "
3.   تزويج من لا يصلي ، قال تعالى " لا هنّ حِلٌّ لهم ولا هم يحلون لهنّ "[71]
4.   السهر على ما حرم الله من لهو ولعب واستعمال آلات المعازف والطرب
5.   تبرج النساء وسفورهنّ أمام الرجال وهنّ عورة وفتنة
6.   نكاح الشغار ، والتحليل ... وغيرها من أنواع التزاوج المحرم . وفي ذلك تفصيل وشرح أوسع في كتب علماؤنا – جزاهم عنا وعن الإسلام كل خير .
7.   استئجار الفنادق أو صالات الأفراح وما شابهها بأجره باهظة ومبالغ فيها
8. التجمل والتزيّن بالحرام ، كحلق اللحية ، وكشف العورات للنساء ونتف الحواجب أو نمصها ، أو إطالة الأظافر وصبغها " بالمناكير " لما فيه من مخالفة الفطرة . ومنها قص النساء شعورهن كالرجال
9.   اشتراط أولياء المرأة على الزوج أشياء مكلفة ، قد لا يستطيعها الزوج
10.   اشتغال بعض المدعوين بالغيبة والنميمة والكلام في أعراض الآخرين
11.   ترك الآداب الشرعية والأدعية المشروعة للمتزوج ليلة الزفاف
12. اطلاع النساء على عورة العروس بحجة تهيئتها للزفاف ، وهذا حرام شرعاً . فلا يجوز أن تنظر المرأة لعورة المرأة ، لقوله r : " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ، ولا المرأة إلى عورة المرأة "[72]. وقال ابن الجوزي - رحمه الله : " وعموم النساء الجاهلات لا يتحاشين كشف العورة أو بعضها ، والأم حاضرة أو الأخت أو البنت . ويقلن : هؤلاء ذوات قرابة ، فلتعلم المرأة أنها إذا بلغت سبع سنين لم يجز لأمها ولا لأختها ولا لأبنتها أن تنظر إلى عورتها "[73]
13.  الذهاب لما يسمى الكوافيرات أو صالونات التجميل [74] ، وهذا من " أشد المنكرات التي أصبحت عادة لا تنكر ، بل يُنْكَر على من هجرها . ولا يخفى القدر الذي يراه ويلمسه = الكوافير = من العروس ، ولا يخفى في هذه الأماكن وفي هذه المناسبات ، فبالله كيف سمحت الفتاة المسلمة بإسلام جسدها لرجل أجنبي يعبث به ، أو امرأة تنشر سرها وتنظر إلى عورتها ؟! ثم يا لِعار زوجها = الديوث = الذي لا يغار على أهله "[75]. ولا يخفى على أهل المروءة بما يلحق الفتيات من كشف العورات التي نسمع بها عند عودة العروس أو الفتاة من عند الكوافير أو الصالون – نسأل الله العفو والعافية .

السادس عشر : أخطاء وخرافات عن الجنس ليس لها أصل
1.   تعدد مرات الجماع في الليلة الواحدة ، يؤدي إلى حمل التوائم !!
2.   كثرة المعاشرة الزوجية لا تؤثر على الجسم !!
3.   زعم أن المنشطات ضرورية عند الجماع والمعاشرة !!
4.   الاعتقاد أن الرجل هو المسؤول عن الجماع دون مشاركة المرأة !!
5. الظن السيئ في العروس إذا لم يلاحظ الدم من غشاء البكارة في الليلة الأولى ، منبهاً أن لأهل الاختصاص من الأطباء أكثر من قول وتحليل في هذا الباب . فمنهم من عازه
ü   إلى صغر الفتاة .
ü   قد ينزل دم قليل لا يلاحظه الزوجان .
ü   إلى قوة تماسك ذلك الغشاء وسمكه .
ü إلى أن بعض الفتيات لا تتمكن من الخلاص منه إلا بعد الولادة ، ويرجع ذلك لأن هناك نوع من غشاء البكارة يسمح بالإيلاج دون ألم ودون نزول دم ، وهذا النوع لا يهتك إلا بالولادة .
ü   أحياناً تكون فتحة الغشاء دائرية ، وتكون متموجة منتظمة وأوسع من الفتحة العادية ، وهذا معناه أن يتم الجماع عبر هذه الفتحة الواسعة دون أن يتمزق الغشاء وبالتالي لا ينزل دم .
ü إلى حادثة حدثت للفتاة في صغرها كانت سبباً في زواله مثل : وقوعها على شيء وهي تلعب أو نتيجة ممارستها للعادة السرية ، أو لسوء التغذية أو سوء استعمالها الدش المهبلي بطريقة خاطئة ، أو مرض معين يعمل على إزالة ذلك الغشاء دون ذنب منها أو ارتكاب لمعصية[76] .

الدعوة إلى الله في الأعراس
أخي الزوج / أختي الزوجة ، لاشك أن لدينا من الشوق والمحبة والرغبة لدخول الجنة ما الله به عليم . لذا كان الأجدر بنا أن ننصر الله ، وذلك بتطبيق شريعته والاقتفاء بسنة نبيه r . ومن تلك السنن والواجبات والشرائع الدعوة إلى الله التي هي أساس نشر الدين الحنيف لإخراج الناس من الظلمات إلى النور .

فكيف تدعو إلى الله أخي الزوج يوم زفافك ؟!
نعم ، لماذا لا تستغل هذه المناسبة ، وهذا الجمع الغفير من الناس الذين جاءوا ليشاركوك الفرحة معلنين لك المحبة ، مظهرين لكَ الفرحة والسرور ... نعم أخي الزوج فهذه بعض الوسائل التي تساعدك على جعل زفافك يوماً حافلاً بالدعوة إلى الله ، وبذلك تكون قد سننت سنة حسنة في الإسلام ، وسلكت طريقاً قد لا تجد الكثير سلكوه قبلك ، وعساني أن أساعدك في بعض الوسائل التي تمكنك من تحقيق ذلك :
1. اختار " بطاقة زفافك " بشكل يكون فيه الطابع الدعوي !!  وإذا رغبت في اختيار بطاقة زفاف عادية فما المانع أن ترفق معها - نشرة أو مطوية – تحتوى على ذكر آداب الزفاف والتهنئة ... علماً أنها غير مكلفة كما يتصورها البعض ، بل هي اقل ثمناً من بعض بطاقات " كرتات " الزفاف .
2. احرص على تطبيق السنة النبوية في يوم زفافك ، وذلك من خلال ملبسك ومعاملتك وكلامك وخدمتك لضيوفك .
3. اجتهد في دعوة الصالحين لحضور زفافك ، وإياك أن تدعوا الرجل لمكانته الاجتماعية أو الحكومية أو المادية أو ... ولقد مرّ بك حكم ذلك . إذاً من الأهمية بمكان أن تدعو الصالحين ومن فيهم سمة الصلاح :
وأحب الصالحين ولست منهم             لعلي أنال بهم شفاعة
وأكره من كانت بضاعته معاصي       وإن كنا سويّاً بالبضاعةِ
4. احرص أن يكون يوم زفافك يوماً حافِلاً بالعلم ، وتطبيق السنة المطهرة . وبذلك بدعوة أحد العلماء أو الدعاة أو طلبة علم من بلدك أو قريب من مكان زفافك ، لكي يتسنى له إعطاء موعِظة وكلمة طيبة ، يظهر بها سنن الزواج والزفاف وآداب التهنئة ... وبذلك تعم الفائدة وتطبق السنة ، وتمحق البدعة ، وتقطع دابر الغيبة والنميمة التي نراها اليوم في كثير من حفلات الزفاف .
5.   إياك والتهاون في الصلاة أو تركها في ذلك الوقت [77]، فأنت تسعى لتكمل دينك ، فإياك أن تفرط بما لديك منه .
6. احرص على احترام مشاعر إخوانك المسلمين ، وكن مقتصد في زفافك ولا تسرف ولا تبذر ، فهناك مئات الآلاف من المسلمين لا يملكون قوت يومهم .
7. احرص على أن يكون زفافك بأقل وقت وأقصر مدّة ، فالوقت ثمين في حياة المسلم ، فاجتهد أن تحدد وقت زفافك من ساعة كذا حتى كذا .
8.   إياك ثم إياك أن تتبع عادات الناس المخالفة لسنة نبيك r ، فأنت الداعي وهو المدعوين .
9. حبذا لو تجعل " النقوط [78]" في صندوق أمام الحضور معلِناً أنها ستكون صدقة خالِصةً لوجه الله تعالى في مشروع كذا الخيري ، إذ أن الكثير من الناس الذين يكنون لك الاحترام لا يحضرون زفافك بسبب هذه العادة ، إذ أنهم لا يجدون مالاً كافياً ليقدموه لك .
10.       الحرص كل الحرص على عزل النساء في مكان مخصص لهنّ ، مع التنبيه على عدم رفع الأصوات أثناء النشيد الخاص بِهنّ – كما تم بيانه – وإياك والاختلاط . وحبذا لو يخصص لهنّ يوم خاص قبل يوم الرجال .


من آداب التهنئة بالزواج
من أفضل المشاركات التي يشارك المسلم بها أخاه المسلم هي يوم زفافه ، ونجاحه ، وعودته من غربته أو سفرهِ ... فالمؤمن للمؤمن كالبيان يشد بعضه بعضاً ، لذا تجد " من محاسن الشريعة تهنئة المسلم أخاه المسلم بما حصل له من الخير ، والدعاء له بالبركة ودوام النعمة وشكرها ، لهذا كان النبي r يدعو للمتزوج بالبركة ودوام التوفيق وطول العِشرة "[79].
ومن الآداب الشرعية في التهنئة ، والمستحبة لمن حضر الدعوة للعريس ، وذلك بعدّة ألفاظ منها :
1. عن أبي هريرة t أن النبي r كان إذا رَقأ الإنسان إذا تزوج ، قال " بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير "[80]
2. عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قالت : تزّوجني النبي r فأتتني أمي ، فأدخلتني الدار ، فإذا نسوة من الأنصار في البيت ، فقلّنَ : " على الخير والبركة ، وعلى خير طائر "[81]
3. عن عبد الله بن بسر t  أن أباه صنع للنبي r طعاماً فدعاه ، فأجابه ، فلما فرغ من طعامه قال : " اللهم اغفر لهم ، وارحمهم ، وبارك لهم فيما رزقتهم "[82]
4. ومن الأدعية المشروعة التي يستحب قولها إذا دعيّ أحد على طعام – سواء زفاف أو غيره – أن يقول " أكل طعامك الأبرار ، وصلت عليكم الملائكة ، وأفطر عندكم الصائمون "[83] . وقوله r " اللهم أطعم من أطعمني ، واسق من سقاني "[84]. وورد عنه r قوله " اللهم بارك فيهما ، وبارك لهما في بنائهما "[85].


من آداب الدخول والجماع
أيها الزوج الكريم ، إن من الأهمية بمكان أن تحيط بالآداب الشرعية ، والسنة المحمديّة ، وتحرص عليها ، لتكون على نور وبيّنة من دينك العظيم وشريعتك التي جاء بها نبينا محمد r ليخرج الناس من الظلمات إلى النور .
ومن تلك الآداب والسنن ما يخص ليلة الدخول والبناء في الزوجة ، لذا أحببت أن أجمعها لكَ من كتب الفقه بإيجاز في هذه النقاط ، لتكون على علم بها ، وتتحلى بأدبها ليلة زفافك ، وسائلاً الله لكَ الذريّة الصالحة البارّة ، وهي :
1.   الابتسامة والكلام الطيب مع أهلك ( زوجتك )
2. ضع يدك على مقدمة رأس زوجتك ، وقل : " بسم الله ، اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بِكَ من شرّها وشر ما جبلتها عليّه "[86]
3.   استحباب صلاة ركعتين قبل البناء ( الجماع ليلة الدخول ) لأنه منقول عن السلف الصالح
4. التسوّك ، يستحب للزوجين قبل أن المعاشرة أن يطرها أفواههم ، فهذا أدعى لدوام العِشرة والألفة بينهما . فواحسرتاه ما حال زوجة المدخِن ، فإلى الله تشتكي حالها ، ولسانها يصرخ ويصيح : رب خذ لي حقي من أبي الذي زوجني من مدخِن !!
5.  لا تباشر زوجتك بطريقة أشبه بالاغتصاب، وحبذا لو تؤجل اللقاء الجنسي في الليلة الثانية ، وتكون الليلة الأولى فيها شيء من الملاطفة والتعارف وإزالة الخوف والحاجز النفسي والحياء المفرط من قبل الزوجة . ويستحسن تقديم شيء من الشراب أو الحلوى أو غيرها ، بحيث يساعد على كسر الخوف الحاصل لدى الزوجين . مع التنبيه الضروريّ على الملاطفة بالقول الطيب والرفق واللين[87] .
6.  التسميّة والدعاء عند الجماع والمباشرة ، ويستحب أو تقول : " بسم الله ، اللهم جَنبنا الشيطان وَجَنِبْ الشيطان ما رزقتنا " وقال r : " فإن قضى الله بينهما ولداً ، لم يضره الشيطان أبداً "[88].
7. يستحب للزوج مداعبة زوجته قبل وأثناء الجماع ، وفي حديث جابر t أن النبي r قال له : " ما لكَ وللعذارى ولعابها "[89]. والحديث " فيه إشارة إلى مصّ لسانها ورشف ريقها ، وذلك يقع عند الملاعبة والتقبيل . فإذا قضى وطره منها فلا يقوم عنها حتى تأخذ حاجتها ، فإن ذلك أدعى لدوام العشرة والموّدة "[90] .
8. يجوز للزوج أن يأتي أهله من خلفها أو من أمامها ، واعلم أخي الزوج أن المُحرّم هو الجِماع في الدبر ، وأما " التلذذ بغير إيلاج الفرج بين الإليتين وجميع الجسد فلا بأس به إن شاء الله تعالى "[91].
9.   يتوضأ بين الجماعيّن ، فإنه أنشد له ، والغسل أفضل .
10.        ينبغي أن ينويا بالنكاح إعفاف أنفسهما ، وإحصانهما من الوقوع فيما حرم الله عليهما .
11.   يحرم جماع الزوجة في الحيض والنفاس ، ففاعله ملعون ، فإن فعل ، فعليّه أن يستغفر الله ويتوب إليه مما فعل .
12.        على الزوجين أن يتطاوعا ويتناصحا بطاعة الله وطاعة رسوله r .
13.        على الزوجين أن يسألا الله أن يرزقهما الذريّة الصالحة .
14.   يحرم نشر وإفشاء الأسرار الزوجيّة كبرت أو صغرت ، قال r : " لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟! فأرمَّ القوم ، فقلت – أسماء بنت يزيد – إي والله يا رسول الله ! إنهنّ ليفعلّنَ ، وإنهم ليفعلون . قال : فلا تفعلوا ، فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون ".
ورويّ عن أحد السلف أنه أراد أن يطلق زوجته ، فقيل له ما يسوؤك منها ؟! قال : أنا لا أهتك ستر زوجتي !!! ثم بعد ايام طلقها . فسئل لِمَ طلقتها ؟! قال : ما لي وللكلام عن امرأة أجنبية عني ، فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه !!!

نداء الأبناء إلى الآباء
هذا نداء منا لكم ، من فلذات أكبادكم إلى رحب صدوركم ، من القلب إلى القلب ، خرج مع الدموع الخائفة من الله ،إلى ضمائركم الحيّة ومشاعركم الطيبة التي تربينا عليها .
هذا نداء منا نحن الأبناء لكم أنتم أيها الآباء ... عساكم تأذنون لنا بالتناصح معكم . هذا نداءنا إلى الآباء الذين جنحوا وراء العادات والتقاليد البعيدة عن سنة رسول الله r ، في التباهي والتفاخر بمهر ابنته أو كريمته ، ظانّاً في نفسه أنه أنصف ابنته !! فوالله ما أنصفها ، بل أهلكها وجعلها تتحسر باقي أيام حياتها ... فهي الآن تعاني شدّة العناء ، وأرهقها ذلك الاسم البغيظ لكل أنثى على وجه الخليقة " عانس " !!!
فلماذا أيها الآباء تكونوا سبباً في إتعاس أسرة مسلمة – ينتظر ولادتها – بإذن الله . نعم فانتم تملكون القرار ، فمتى ستطبقون سنة النبي r من تزويج كريماتكم وبناتكم من ذوي الدين والخلق الحسن ، ففي ذلك يخاطبكم رسول الله r حيث قال : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "[92]، وكثير من الناس اليوم – للأسف – يردون الشاب الملتزم صاحب الدين والخلق ، لا لشيء سوى أنه فقير ، قليل المال والزاد .
فواعجباً لهؤلاء الآباء !!! كيف يخالفون سنة النبي r ، وهو يخاطبهم " إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة "[93]، نعم أقلهنّ مهراً أكثرهنّ بركة ، فلا يخفى على ذي لب أن من نتائج غلاء المهور ( الطلاق المبكر ) وذلك بسبب كثرة الديون التي ألقيت على عاتق الشاب ، فما يلبث الشاب حتى يدرك حقيقة المأزق الذي آل إليه !! فما الحل والمخرج ؟!
فينطلق مُسرِعاً إلى زوجته التي لطالما سعى للوصول إليها ، طالِباً منها مساعدته في سدّ دينِه ، ولكن الفاجعة أنها لا تلتفت إليه ، لا تبالي به ، بل قد تتلفظ ببعض قائلة له : ( إليّ معوش ما بلزملوش ) .
فما الحل والمخرج لذلك الشاب في نظرِهِ القاصر ؟! ( الطلاق ) وتبدأ حينئذٍ المشاكل الأسرية والتي تعتبر أساس المشاكل الاجتماعية ، وهكذا يبقى المجتمع في دوامة العنوسة والطلاق !!

أيها الأب هل تريد سعادة أبنتك ؟!
أيها الأب الحنون ، أظنك لا تخالفني الرأي أن غايتك من تزويج ابنتك أو كريمتك هو السعادة لها في الدنيا والآخرة – وهذا مما لا شك له – إذا فدونك الحل وأمام ناظرك الطريق ، فسر على بركة الله ، فزوج ابنتك ممن ترضى دينه وخلقه وحسن سيرته الطيبة ، فبذلك تنال أجر تطبيق السنة النبوية المطهرة ، وأسعدت انبتك في الدنيا وأعنتها على اقتفاء الصراط المستقيم لتنال سعادة الآخرة .

        نعم فالشاب المسلم – صاحب الدين والخلق – لهو أشدّ حرصاً منكَ على إسعاد ابنتكَ ، فهي زوجته وأم أطفاله وشطر دينه . نعم كما في الحديث " إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين ، فليتق الله في النصف الآخر "[94].
أبي الحبيب ،،، أما علمت أن صداق – أمهات المؤمنين – أزواج النبي r وبناته كان سور من القرآن الكريم ، قال r : " اذهب فقد أنكحتكها بما معك من القرآن "[95].
ومواقف السلف فكثيرة ، فهذا إمام التابعين سعيد بن المسيب t يزوج ابنته الزاهدة العابدة العالمة أحد تلاميذه ، حرصاً منه على اختيار الزوج الصالح وتطبيق السنة النبوية المطهرة .
نعم لقد شكا الشباب الصالح من المغالاة في المهور التي تبالغون بها يا معشر الآباء من مبالغ خاصّة لعمّ العروس وخالِها ، وما يسمى بفستان الزفة وفستان السهرة والحناء ... وهديّة أم العروس وأخواتها وعماتها وخالاتها ... إضافة إلى ذلك ما يطلب من استئجار صالة الأفراح ، وفرقة الغناء ، وسهرات متتابعة لليوم أويومين أو أكثر ، وبعدها يحلقها شهر الكسل ...
نعم يا أبي ، لِم كل هذا – علما أن فيه من الحرام وارتكاب المنكرات ما الله به عليم – فالغناء كما تعلم حرام ، وكذا التبذير والإسراف ، وكشف العورات والاختلاط ، وأما شهر الكسل والخمول وأسبوع النوم الأول ... وغيرها من مسميات لا نعرف لها أصلاً في ديننا وشريعة الإسلام .
يا معشر الآباء – حفظكم الله وهداكم – من لهذا الدين إن لم تكونوا أنتم ؟!! من القدوة لأبنائكم إن تخليتم أنتم ؟!! أما كان الأجدر بكم أن تكونوا المثل الطيب للابن والبنت ؟!!
يا معشر الآباء ، فاروق الأمة عمر بن الخطاب t إذ يقول " ألا لا تغالوا في صدقات النساء ، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان أولاكم بها رسول الله r ، وما أصدق النبي r امرأة من سنائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية "[96] والأوقية : أربعون درهماً .
، لقد قرأت في رسالة سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله : " إن الله عز وجل أخبر عن صفات المؤمنين التوسط والاعتدال في الإنفاق ، فقال تعالى " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بيّنَ ذلك قواما "[97]، وقال تعالى " وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم إن يكونوا فقراء يغنِهم الله من فضله والله واسع عليم "[98]، فأمر بنكاح الأيامى أمر مطلقاً ليعم الغني والفقير ، وبين أن الفقر لا يمنع من التزويج لأن الأرزاق بيده سبحانه . وهو القادر على تغيير حال الفقير حتى يصبح غنيّاً ، وإذا كانت الشريعة الإسلامية قد رغبت في الزواج ، وحثت عليه فإن على المسلمين أن يبادروا إلى امتثال أمر الله وأمر رسوله r بتيسير الزواج وعدم التكليف فيه ، وبذلك ينجز الله لهم ما وعدهم . قال أبو بكر الصديق t " أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى " وعن ابن مسعود t قال " التمسوا الغنى في النكاح " فيا عباد الله اتقوا الله في أنفسكم وفي من ولاكم الله عليهِنَّ من البنات والأخوات وغيرهن ، وفي إخوانكم المسلمين واسعوا جميعاً إلى تحقيق البر في المجتمع وتيسير سبل نموه وتكاثره ودفع أسباب انتشار الفساد والجرائم ولا تجعلوا نعمة الله سٌلماً إلى عصيانه ، وتذكروا دائماً أنكم مسؤولون ومحاسبون على تصرفاتكم كما قال تعالى " فو ربك لنسئلنهم أجمعين * عما كانوا يعملون "[99]- انتهى قوله يرحمه الله )[100]


الخاتمة نسأل الله حسنها
وختاماً أحبتي في الله ، فهذا ما يسّرَهُ الله لي بمنّه وكرمهِ جمعه في هذه الرسالة الموجزّة الهادفة من بطون أمهات الكتب للعلماء وأهل العلم ، معتذِراً عن خطأ وقع أو نسيان حدث ، فالصواب من الله ، والخطأ والزلل مني ومن الشيطان ، والله ورسوله r منه براء . وأسأل الله أن ينفع بهذه الرسالة الأخوة والأخوات ، وأن يجعل لها القبول ، وأن يجعلها لي ذخراً ينفعني بها يوم ألقاه " يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم " وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين تسليماً كثيراً .


وكتب
الفقير إلى رحمة ربه
أبو الحارث / مهنا بن نعيم النجم
قلعة الصمود جنين - فلسطين
في ضحى يوم الاثنين الثاني
من شهر رمضان المبارك لعام 1424هـ



على المغلف من الخارج
أفراحنا طابت وفاح عبيرها              فجذورها تُروى بسنة أحمدِ
فتفضلوا ، نلقاكم بعيـونِنا                وقلوبِنا تَهنأ بحُسن المشهدِ
ودعاؤنـا لله يجـمع شملنا                ويذيقنا طَعم الحياة الأرغد




[1]  تسمى هذه المقدمة بـ ( خطبة الحاجة ) وورد عن النبي r أنه كان يستهل بها جميع خطاباته ومجالسه
[2]  تهذيب اللغة للأزهري
[3]  المغني مع الشرح الكبير ( 7 / 333 )
[4]  كتاب الزواج – الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله
[5] متفق عليّه
[6]  رسالة إلى العروسين – سيد الصبيحي – بتصرف
[7]  متفق عليّه ، ومعنى ( ليس مني ) أي ليس على سنتي وهديي وطريقي
[8]  رسالة الى العروسين
[9] سورة الاسراء – آية 32
[10]  كلمة ( المرأة ) تطلق على الفتاة التي بلغت الرشد وتجاوزت سن البلوغ ، ولا يشترط كما يظن البعض أنها تقال فقط للفتاة المتزوجة أو المدخول بها .
[11]  وله تبيان في كتب الفقه والتشريع
[12]  أخذت هذه الفوائد والغايات من كتاب ( رسالة إلى العروسين – سيد الصبيحي )
[13]  وأشير إلى ما ذكره العلماء الأفاضل من  عدم جواز المرأة أن تهب نفسها لرجل ، بل كان ذلك خاص بالرسول r ، قال تعالى ( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين ) الأحزاب – آية 50 ، ولكن في حديث سهل بن سعد الذي أخرجه البخاري ومسلم ، ما يدل على جواز أن تعرض المرأة نفسها على الرجل الصالح ، أو تخبر بذلك وليها ، أما أن تهب نفسها له فلا .
[14]  خطبة امرأة : أراد وعزم على طلب يدها وخطبتها ، وهنا أشير إلى معنى مغلوط لدى عوام الناس ، وهو : أن الخِطبة لا يكون فيها كتابة العقد ( كتاب الكتاب ) وتكون فيها الفتاة ما زالت محرمة وأجنبية على الرجل ( الخاطب ).
[15]  صحيح سنن ابن ماجة 1510
[16]  صحيح سنن الترمذي 868 ، وقوله " أجدر أن يؤدم بينكما : أولى أن يجمع بينهما ويتفقا على ما فيه صلاحهما ، وأكثر ألفته ينسج بينهما "
[17]  رسالة إلى العروسين – سيد الصبيحي
[18]  المغني مع الشرح الكبير – العلامة ابن قدامة المقدسي 7/453
[19]  المنظار إلى بيان كثير من الأخطاء الشائعة ص 141
[20]  رسالة إلى العروسين – بشيء من التصرف
[21]  سورة الفرقان : آية 74
[22]  صحيح البخاري ، كتاب النكاح 5079 ، وصحيح مسلم كتاب الإيمان 715
[23]  رواه الطبراني ، وابن ماجه 1861 ، وقال العلامة الألباني - رحمه الله – في صحيح الجامع حديث حسن .
[24]  شرح النووي على صحيح مسلم ص9
[25]  رواه الإمام مسلم والنسائي وابن ماجه
[26]  رواه ابن ماجه ، كتاب النكاح  1856 – وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه رقم 1505 ، انظر السلسلة الصحيحة 2176
[27]  ويختلف معيار الجمال من شخص إلى آخر، فالبعض يرى الجمال في الجسد والجسم ، وآخر يراه في الروح والأخلاق ، وآخر يراه في لون البشرة والعيون ، وهكذا ...
[28]  متفق عليه
[29]  سورة الروم : آية 21
[30]  رسالة إلى العروسين – بشيء من التصرف
[31]  لقد اجمع العلماء على حرمة التدخين والدخان، وانظر كتابي ( الدرر النافعة في نصح شباب الجامعة )
[32]  رواه الطبراني في الأوسط ، مجمع الزوائد 4 / 314
[33]  رواه ابن حبان 4151 ، وأبو نعيم في الحلية 6/ 308
[34]  رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات ، مجمع الزوائد 4 / 313 / والحاكم 2 / 190
[35]  سورة الطلاق : آية 7
[36]  فتح الباري شرح صحيح البخاري 9 / 4117
[37]  رواه أحمد 4 / 398 ، والحاكم 4 / 358 بسند صحيح
[38]  رواه أحمد ، وأبو داود ،وابن حبان ، عن عبد الله بن عمرو
[39]  رواه البخاري 5204 ، وابن حبان 4178
[40]  يصلي ركعتي الاستخارة، والمقصود لكلا الخاطبين ( الشاب والفتاة )
[41]  رواه البخاري 6382 – والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه
[42]  عودة الحجاب – للشيخ محمد إسماعيل
[43]  صححه ابن حبان ، وأخرجه من حديث أبي أيوب t الإمام الطبراني في " الكبير " وقال في " مجمع الزوائد " رجاله كلهم ثقات
[44]  رواه الترمذي 1088 ، والنسائي 3369 ، وحسنه الألباني في الارواء 1994
[45]  رواه ابن ماجة 1900 – وحسنه الألباني في الارواء 1995
[46]  نيل الاوطار 6 / 200
[47]  زاد المعاد في هدي خير العباد 5 / 96
[48]  المغني مع الشرح الكبير 6 / 493
[49]  مجموع الفتاوي 32 / 39 – 40 ص
[50]  المرجع السابق ص 38
[51]  يسألونك 3 / 154 - الشيخ د. حسام الدين عفانة
[52]  رواه مسلم
[53]  وللعلامة الألباني - رحمه الله – فتوى فيما يسمى ( بالدبلة ) يشير فيها إلى حرمته وأن لا بسه قد تشبه بالكفار – نسأل الله العفو والعافية .( آداب الزفاف ص 140 )
[54]  سورة الأعراف : آية 31
[55]  الرسائل والأجوبة النسائية ص44 – لسماحة العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله .
[56]  رواه البخاري ومسلم
[57]  منكرات الأفراح صفحة 8 – للعلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله
[58]  منكرات الأفراح صفحة 11
[59]  من منكرات الأفراح ص 5 ، ولقد أوضحت المراد من كلام شيخنا - رحمه الله – ويمكنك أخي / أختي قراءة كتاب العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله – ( آداب الزفاف )
[60]  سورة الفرقان : آية 67
[61]  سورة الأعراف : آية 31
[62]  رواه مسلم ، والأرجح في الوليمة أنها واجبة كما ذكره فضيلة الشيخ د.عبد العظيم بدوي في كتابه ( الوجيز في فقة السنة والكتاب العزيز ) وكذا قال العلامة الألباني في آداب الزفاف .
[63]  رواه أبو داود ، وقال العلامة الألباني إسناده صحيح ، انظر آداب الزفاف ص 74
[64]  صحيح الجامع الصغير 2419
[65]  أخرجه البخاري ، والبيهقي واللفظ له ، وغيرهم
[66]  صحيح ( انظر آداب الزفاف 79 )
[67]  متفق عليه ( انظر آداب الزفاف 79 ) الأنطاع : جمع نطع ، بساط متخذ من الأديم وهو الجلد المدبوغ . الأقط : لبن محمص يجمد حتى يستحجر ويطبخ أو يطبخ به .
[68]  الأحكام الفقهية للصداق ووليمة العرس ص 112 بتصرف
[69]  المرجع السابق – وفي هذا يذكر فضيلة الشيخ سليمان الجبيلان في شريطه ( وهم الحب ) أن من بين ثمانية عشر حالة زواج في سنة واحدة بالمملكة العربية السعودية ، حدثت خمسة عشرة حالة طلاق منها في شهر العسل المزعوم .
[70]  رسالة إلى العروسين – سيد الصبيحي ، بتصرف
[71]  سورة الممتحنة : آية 10
[72]  فقه السنة للنساء – أبو مالك كمال بن السيد سالم
[73]  انظر أحكام النساء – لابن الجوزي - رحمه الله – ص 76
[74]  حبذا لو تسمع / تسمعي شريط فضيلة الشيخ خالد الصقعبي بعنوان ( عندما فتحت الباب ) ففيه الفائدة والبيان إن شاء الله
[75]  فقة السنة للنساء – كمال بن السيد سالم
[76]  كتب الطب والعلم الحديث كثيرة فلتراجع فهي متوفرة . وأنا ما ذكرت هذا إلا لضرورة تنبيه الأزواج قبل اتهام أزواجهم بأعراضِهنّ أن يعلموا أن الأمر جدّ خطير ، وأنهم قد يرموا بتلك المعصية أناس أبرياء ، ويهتكوا بها ستر الأنقياء ، ويهدوا بها بيوت السعداء . فتنبهوا يرحمنا ويرحمكم الله .
[77]  وللأسف البعض يترك الصلاة وهذا حرام شرعاً ، إذ يظن البعض أنه إذا تزوج بكراً فإنه يجوز له ترك الصلاة في الأسبوع الأول من زفافه ، وإذا تزوج ثيباً يتركها ثلاثة أيام !!! وهذا خطأ فظيع وأمر شنيع ، ولا أصل له في دين الله ولا سنة نبيه r . قال تعالى ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ) وقال ابن حزم - رحمه الله : ولا يحل له في كل ما ذكرنا كانت عنده زوجه غيرها أو لم تكن ،أن يتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد ولا عن صلاة الجمعة ، فإن فعل فهي معصية ، وجُرمُه فيه كسائر الناس ولا فرق .
[78]  هي عبارة عن دفع مبلغ من المال للعريس وأحياناً للعروس أيضاً ، وتكون بدل هديّة عينيّة ، أو رد " نقوط " سابق
[79]  فقه الزواج – الشيخ العلامة د. صالح بن غانم السدلان - حفظه الله ونفع به
[80]  رواه أبو داود ، والترمذي وغيرهم ، وفي رواية ( جمع بينكما على خير ) وصححه الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله – في آداب الزفاف ص 103
[81]  أي على أفضل نصيب ، وطائر الإنسان نصيبه . والحديث رواه البخاري ومسلم والبيهقي
[82]  رواه ابن أبي شيبة ، ومسلم وأبو داود ، وصححه الترمذي 4 / 281
[83]  رواه أحمد والبيهقي ، وابن عساكر ، وصححه العراقي في " التخريج 2 / 12
[84]   رواه مسلم 6 / 128 ، وأحمد
[85]  رواه الطبراني في الكبير 1 / 112 / 1 ، بسند حسن
[86]  رواه أبو داود وابن ماجه ، وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي
[87]  وهذه وسيلة لتهدئة الأعصاب ، وإزالة الحاجز النفسي كما ذكرت ، بحيث أن الفتاة كانت معتادة على ستر عورتها وجمالها ، وهي الآن تدخل حياة جديدة يباح لها ، بل يجب عليها كشف ما كانت تحرص على ستره لزوجها – إذ أنه أمر شرعي مأمور بِهِ – لذا تخيّر الوسائل التي تبقي المودّة والشوق المتبادل بينك وبينها ، وكما ذكر بكتب الطب والعلم المختص أن أول ليلة يلتقي بها الزوجان لها الأثر الواضح في تحديد العواطف والأحاسيس والمشاعر ، ورسم صورة متكاملة لدى الآخر .
[88]  رواه البخاري في صحيحه ، انظر " الإرواء 2012 "
[89]  رواه الإمام البخارى في صحيحه 5080
[90]  فقه السنة للنساء – كمال بن السيد سالم
[91]  كتاب الأم 5 / 137 ، وكذا ذكر العلامة ابن قدامة المقدسي - رحمه الله – في المغني مع الشرح الكبير
[92]  أخرجه الترمذي ،وقال : حديث حسن . ورواه ابن ماجه والحاكم
[93]  رواه أحمد والبيهقي في شعب الإيمان
[94]  رواه البيهقي في شعب الإيمان
[95]  متفق عليه
[96]  منكرات الأفراح والأعراس – القسم العلمي بدار الوطن - الرياض
[97]  سورة الفرقان : الآية 67
[98]  سورة النور : الآية 32
[99]  سورة الحجر : الآيتان 92-93
[100]  التحذير من المغالاة في المهر والإسراف في حفلات الزواج – لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire