lundi 4 mars 2013

خصائــص المـرأة المسلمـة


خصائــص المـرأة المسلمـة
خطبة صلاة الجمعة
الشيخ رضا السيد شطا
مسجد الامان
ولاية نيوجرسي
الولايات المتحدة الامريكية

الحمد لله رب العالمين أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً وكفي بالله حسيباً , نشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير , ونشهد أن محمداً عبد الله ورسوله , اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد حق قدرة ومقداره العظيم , وارضى اللهم عن الأربعة الخلفاء , الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي , وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم بإيمان وعنا معهم بفضلك وجودك وسعة رحمتك يا أرحم الراحميـن وبعد ........ , لقد أكرمنا الله عزوجل وتحدثنا بمدد من الله تعالى من على هذا المنبر المبارك في يوم الجمعة الماضية عن خصائص الرجولة في القرآن الكريم , وبينا بالدليل والبرهان صفات الرجولة في القرآن , وأن الرجولة ليست هي الذكورة , فليس كل الذكور رجالاً , وليس كل المؤمنين رجالاً , وليست الرجولة بالأشناب المبرومة ولا باللحى الطويلة , ولا بالعضلات المفتولة , إنما الرجولة أعظم من ذلك وأرقى من ذلك وأقدس , واليوم نتحدث بمدد من الله تعالى عن المرأة القرآنية , تحدثنا عن الرجل القرآني , والحديث اليوم عن المرأة القرآنية , تحدثنا عن الرجل القرآني وحديثنا اليوم عن المرأة القرآنية , عن خصائص المرأة في القرآن , المرأة التي رضيت بالله رباً , وبالإسلام ديناً وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً , لها خصائص تختص بها , ولها ميزات لابد أن تظهر عليها والحجاب هو أدناها لأن بعض الأخوات تظن أنها ما دامت لبست الحجاب وأقامت الصلاة فقد أدت ما عليها لله تعالى , الله تعالى قال في تشريع الحجاب " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً " قال العلماء : أدنى دليل يعني أقل دليل يدل على أن المرأة مسلمة هو الحجاب , أقل دليل وهذا يسمى دليل ضعيف وليس دليل يقين , مثل تماماً عندما ترى شاباً يلبس لبس المدارس , فلبس المدارس هذا دليل ضعيف على أنه تلميذ في مدرسة , إنما قد يكون هاربا ًمن المدرسة , قد يكون فاشلاً , قد يكون طالب ضعيف , فهذا ليس دليل يقين , وهو دليل ضعيف على أنه تلميذ , كذلك الحجاب فهو دليل ضعيف على إسلام المرأة , إنما هناك خصائص وميزات لابد أن تظهر في المرأة المسلمة , هناك ميزات إذا وجدتموها في إمرأة فبشروا هذه المرأة برضا الله عزوجل عليها , وبشروها أيضاً بمحبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , إذا رأيتم هذه الصفات الخمسة في امرأة فبشروها أنها لن تجيء غداً إلى موقف من موقف القيامة إلا ووجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في استقبالها , بشروها إذا وجدت فيها هذه الخصائص بأنها لا تجيء غداً إلى الجنة إلا وقيل لها ادخلي الجنة من أي أبوابها شئتِ , هناك صفات إذاً لابد أن تكون في المرأة المسلمة , هي ميزات للمرأة المسلمة كما تحدثنا عن الرجل القرآني , فهناك خصائص قرآنية للمرأة ولابد لكل امرأة أن تنظر في نفسها هلى هي فعلاً متصفة بهذه الأوصاف التي جاءت من الله ومن حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم , أين هي من هذه الصفات ؟ هل هي سائرة على الصراط المستقيم أم قد انحرفت عنه ؟ هناك خمس خصائص وخمس صفات لابد أن تظهر على المرأة حتى يحكم بإسلامها وبقرآنيتها وباتباعها النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم .

الصفــة الأولى : الخوف من اله الواحد الأحد سبحانه وتعالى :   

هي أكبر وأهم وأول صفة ولابد أن تظهر وأهم ميزة للمرأة المسلمة عن غيرها , هو خوف من الله يصاحبها في حلها وفي ترحالها , خوف يجعلها تستشعر رقابة الله عزوجل عليها في سرها وعلانيتها , في سراءها وفي ضراءها , في خلوتها وفي ظهورها أمام الناس , خوف من الله تعالى , خوف يظهر في غضها لبصرها , يظهر في امساكها للسانها , يظهر في حفظها لفرجها , يظهر في اختيارها لمجالسها , ووالله يا مسلمون أكثر مجالس النساء في عصرنا هي مجالس غيبة ونميمة إلا من رحم الله وقليل ماهم , الخوف من الله تعالى مهم للمرأة المسلمة حتى يمنعها من أن تسير في الحرام , حتى يمنعها من أن تسرق من مال زوجها , بدعوى أنها تأخذ مايكفيها وولدها بالمعروف , حتى يمنعها من أن تحمل زوجها على الحرام , وإذا إمرأة فقد منها الخوف من الله قم عليها مأتماً وعويلاً , ذلك لأن الخوف من الله هو الذي يجعل المرأة تزن الأمور بميزان أدق من ميزان الذهب , تعالوا معي بعدما تصلوا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , تعالوا إلى سيدة جليلة , إلى صحابية كريمة من أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , إلى السيدة " عمرة بنت رواحة " , صاحبة النبي صلى الله عليه وسلم , وأخت " عبد الله بن رواحة " الإمام الشهير رضي الله عنه وأرضاه , هذه الصحابية الجليلة تزوجها " البشير بن سعد " بعد زوجته الأولى كزوجة ثانية له , ولما تزوج بها أنجب منها ولداً صغيراً وهناك فارق كبيرفي السن بينه وبين اخوته , وأسماه " النعمان بن بشير بن سعد " رضي الله عنهما , وهو من رواة الإمام " البخاري " عليه الرضوان الأعلى , فلما تزوجها وأنجب منها هذا الولد أراد أن يجاملها , أراد أن يختص ابنها بشيء دون بقية الورثة , إكرامـــاً لأمه , بسبب صغر سن الولد , أراد أن يخصه بشيء من تركته دون بقية الورثة , وهذه الصورة متكررة في مجتمعنا , لو أن " البشير بن سعد " أراد أن يفعل ذلك في عصرنا ما لامه أحد , ولو أن " البشير بن سعد " فعل هذا مع امرأة من نساء عصرنا لفرحت وطرب قلبها من شدة الفرح , لكنه لما أراد أن يكتب شيئاً من تركته لابن " عمرة بنت رواحة " وأراد أن يخص ابنها بشيء من ماله , أراد أن يعطي فلذة كبدها شيئاً من ماله , فماذا قالت " عمـــرة " ؟ ماذا قالت زوجة " البشير بن سعد " لما أراد أن يخص ولدها " النعمان " بشيء دون بقية اخوته ؟؟ قالت : يا " بشير " والله لا أرضى بذلك حتى تشهد على ذلك حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم , وهذا بالطبع خوف من الله تعالى , هذا خوف فهي لم تشهد أي شخص بل أرادت أن تشهد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم , لأنها تعلم أن رسول الله هو حامل لواء الحق , اللهم أحينا على ملته , وأمتنا على شريعته , وأحشرنا في زمرته يارب العالمين , تعلم أن رسول الله لا يمكن أن يحيد عن الحق صلى الله عليه وسلم , فهو الذي قال   " لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه " هذه الصورة  , صورة عجيبة جداً , فهي امرأة أراد زوجها أن أن يختص ولدها بشيء  , لو كانت احدى النساء الآن لأمرت زوجها أمراً عسكرياً أن يفعل لها ذلك , لو كانت احدى النساء الآن لأننا في عصر انعدم فيه الخــوف من الله تعالى , لو كانت احدى النساء الآن لنكدت على زوجها معيشته حتى يفعل لها ما تريد , " وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ " , ولكن لما أراد رضي الله عنه أن يختص ابنها قالت : لا .. , والله لن أرضى حتى تشهد حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويذهب "
البشير بن سعد " إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول : يا رسول الله : إني أريد أن أختص ولدي       " النعمان " من زوجتي " عمرة بنت رواحه " بشيء من مالي فأبــت علي ! وقالت والله لا أرضى حتى تشهد علي ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , فماذا ترى يا رسول الله ؟ فسأله النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً يثير كوامن النفس الإنسانية في قلب " البشير بن سعد " فقال له يا بشير : أكل ولدك أعطيتهم مثلما أعطيت النعمان ولدها ؟ أكل ولدك أعطيتهم مثلما أعطيت هذه الزوجة ؟ هذه المرآة سترث منك , هي لها ميراث , لا تأخذ شيء دون بقية الورثة , فقال " البشير بن سعد " لا والله يا رسول الله , فقال له يا " بشير " أشهد على ذلك غيري فإني لا أشهد على باطل أبداً , وفي رواية أخرى فإني لا أشهد على ظلم أبداً , هذه امرأة وفي قلبها خوف حقيقي من الله تعالى , اللهم أرزقنا قلوباً توجل من خوفك يارب , وأرزقنا عيوناً تبكي من خوفك يارب , هذه امرأة لم تنل دبلوم ولا ليسانس ولا بكالوريوس ولا تحمل درجة الدكتوراة , إنما كانت تحمل بين جنبيها قلب يخاف من الله الواحد الأحد , سبحانه وتعالى .

الصفــة الثانية : طـــاعة الله تعالــــى :
طاعة تظهر في طبخها , تظهر في كنسها , تظهر في نظراتها , تظهر في كل حركاتها , ووالله يا أخوة يمكن للمرأة أن تعيش بلا زواج , وبلا فيللا , وبلا سيارات , وتكون أسعد الناس عندما تكون مطيعة لله عزوجل , وإذا كانت تملك السيارة والفيللا والزوج وبعيدة عن طاعة الله تعالى فهي أتعس الناس وأغضب الناس لله عزوجل , والمرأة عندما وصف الله تعالى النساء قال فيهن " فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّه " وقانتات أي مستمرات على الطاعة فهي في طبيخها طاعة , في كنسها طاعة , في حركاتها طاعة , تعمل كل شيء وتبتغي به وجه الله عزوجل , فإذا كانت المرأة متزوجة فأفضل طاعة لها هي أن تطيع زوجها , اللهم صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال " لا شفيع للمرأة عند الله أفضل من طاعتها لزوجها " هذا أفضل شفيع يشفع لها , لماذا ؟ لأن زواج المرأة هو كل فصول حياتها , زواجها كله فصول هذا الكتاب , أما زواج الرجل فهو بعض فصول حياته , فالمرأة إذا أطاعت الله في زوجها وأطاعت الله في تربيتها لأولادها , هذا يجري عليها أنهاراً من الحسنات , ولما يقول الإمام " أبو يوسف البزاز " أن " رياح القيسي " وهو من أكابر العرفاء والصلحاء من أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , تزوج بامرأة فلما أصبح في ليلة الدخلة , لما أصبح وجد امرأته قامت لتعجن وتخبز في البيت !! فقال لها يا امرأة : هلا نظرت من يكفيك هذا ؟ أي هلا تبحثي لك عن خادمة ؟ أو أي شخص يقوم بهذا ؟ فقالت له : إني تزوجت " رياح القيسي " ولم أتزوج جباراً من الجبابرة , أنا تزوجت الرجل العالم والصالح ولم أتزوج جباراً , أوما تعلم أنني إذا عجنت وخبزت وأكلت أنت كان أجر الله لي حسنات مابقى هذا الطعام في بطنك تطيع به من لا يغفل ولا ينام , ألبستك ثوباً , لها أجر عظيم ولها من الحسنات الكثير مادام هذ الثوب على رجل يطيع به الله عزوجل , وأنا أقول يا أخوة بعدما نصلي على سيدنا محمد أنا في عقيدتي أنه إذا أطاعت المرأة ربها في زوجها , هذا الرجل يجيء يوم القيامة بأعماله كلها في ميزان حسنات هذه المرأة , بأعماله كلها واللهّ ! , لأنه لولا أنه مرتاح في بيته , لولا أن عنده امرأة جعلت ذهنه صافياً , لولا أن عنده امرأة مريحة ما استطاع أن ينطلق في الحياة , أن ينطلق في العمل , أن ينطلق في العلم , أن ينطلق في الدعوة , أن ينطلق في نصرة دين الله عزوجل , لولا أن عنده امرأة جازاها الله ألف خير تعينه ما استطاع أن يفعل هذا , لذلك فهذا الرجل يأتي بكل أعماله في ميزان حسنات هذه المرأة , تريدون الدليل على ذلك ؟ صلوا على سيدنا محمد , لما جاءته " أسماء بنت يزيد الأنصاري " وقالت له : يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك , وما من امرأة تسمع بمثل مخرجي هذا إليك إلا ودت أن تكون مكاني يارسول الله , يا رسول الله لقد آمنا بك , وبما جئت به عن الله عزوجل ,  وصدقناك , وإن الله تعالى فضلكم علينا معاشر الرجال بالجماعة والجمعه وعيادة المريض , واتباع الجنائز وفوق كل ذلك يا رسول الله : الجهاد في سبيل الله تعالى , وإن معاشر النساء مقصورات , محسورات في بيوتكم , وإن الرجل منكم إذا خرج غازياً أو حاجاً أو معتمراً , جلسنا في بيوتكم نغزل أثوابكم , ونحفظ أولادكم , ونرعى بيوتكم , أفما نشارككم الأجر يا رسول الله ؟! أفما نشارك الرجال في الأجر يا رسول الله ؟! فالتفت الحبيب صلى الله عليه وسلم ( اللهم أرزقنا بنظرة إليه في الجنة يارب , اللهم أكرمنا بصحبته في الجنة يارب ) , التفت إلى أصحابه وقال , أسمعتم كلاماً أحلى من هذا الكلام ؟! فقال الصحابة : لا والله يا رسول الله , ما سمعنا أحلى من هذا وما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا الكلام ! فقال صلى الله عليه وسلم مخاطباً المرأة : إعلمي أيتها المرأة وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل احداكن لزوجها وإتباعها لرأيه وموافقته يعدل كل ذلك عند الله عزوجل , بل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن المرأة التي تعد الطعام للضيوف , أو حتى كوب من الشاي هي شريكة لزوجها في هذا الأمر , فزوجها الذي كدح وعمل وجاء بالمال هي شريكته في أجر هذ الكوب , بل لو أن عنده ولداً قدم شيئاً وخدم على ضيوفه يكون شريكاً لأبيه وشريكاً لأمه عند الله تعالى .

الصفــة الثالثة : الحيـــــــــــــــــــاء  :
النساء من غير حياء كالحديقة من غير ماء , كما قال الشاعر :

إن النساء حديقة وحياءهــا                                                    كالماء موقوف عليه بقاؤهـا

امرأة لا حياء عندها هي امرأة يمقتها الله عزوجل , امرأة يمقتها رسول الله صلى الله عليه وسلم , لذلك جاء في القرآن "  فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ " قال " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه وأرضاه , ليست بسلفع من النساء , وما أكثر سلافع النساء في عصرنا , سلفع من النساء أي امرأة جريئة تدخل على الرجال وكأنها تدخل على مجموعه من النساء , تدخل على مجامع الرجال وكأنها مجامع النساء , هذه اسمها سلفع من النساء ( سليطة , جريئة على الرجال ) والحياء إذا كان جميلاً في الرجل فهو في المرأة أجمل , وإذا كان فضيلة في الرجل فهو في المرأة أفضل , وإذا كان حسن في الرجل فهو في المرأة أحسن , وعلامة الخير , علامة الإسلام في المرأة أن يكون عندها حياء , وعلامة الشر , وعلامة انعدام الإسلام عند المرأة أن تكون قليلة الحياء , بل سأصارحكم بشيء بعدما تعطروا أنفاسكم بالصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , علامة وجود الخير في الأرض وجود الحياء في النساء , وعلامة بداية الشر في الأرض هي انعدام الحياء من النساء , طالبوني بالدليل ؟ اللهم صلي على سيدنا محمد قال " إذا كان آخر الزمان ينزع الله أربعة أشياء من الأرض , ينزع الله البركة من الأرض , وينزع الله العدل من الحكام , وينزع الغيرة من رؤوس الرجال , وأخيراً ينزع الحياء من النساء " تجد المرأة لا تبالي , تكون مرتدية للخمار ونصف شعرها يظهر , أو أنها لا تلبس الخمار أصلاً وتخرج بشعرها على الناس , والنبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج يقول صلى الله عليه وسلم : مررت ليلة أسري بي , بنساء من أهل أمتي معلقات من شعورهن , فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء نسوة من أمتك كن يرين شعورهن الرجال الأجانب , والرجل الأجنبي عن المرأة هو كل من يجوز له أن يتزوج بها , بعض النساء لا تبالي أن يرى رقبتها , أو يرى نصف صدرها , أو ترى أجزاء من رجلها أو من يدها , وهؤلاء يظهر شعرهن فقط !! وقد نطق فم حبيبكم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " الحياء حســن وفي المرأة أحســـن " اللهم صلي على سيدنا محمد , وما أحوجنا إلى هذا التوجيه منك يارسول الله , وما أحوجنا إلى هذا التوجيه منك يا حبيب الله , لما خرج صلى الله عليه وسلم من المسجد ذات يوم فوجد الرجال والنساء يمشون مع بعضهم في خارج المسجد , فنظر إليهن صلى الله عليه وسلم , في الحديث الذي صح عنه وقال " استأخرن , فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق  ( أي لا يجوز لكن أن تمشين في وسط الطريق ) ولكن عليكن بحافات الطرق " فهل قالت واحدة منهن لماذا يارسول الله لا نمشي وسط الطريق ؟! أو لماذا هذا الحق للرجال فقط يا رسول الله ؟! هل قالت احداهن أنا معي دكتوراة يا رسول الله ؟! أو انني أحمل الجنسية الأمريكية مثلاً !! اسمع ماذا قال الراوي , قال : فكانت المرأة بعد ما سمعوا كلام رسول الله  تلتصق بالجدار حتى ان ثوبها ليلتصق بالجدار من شدة لصوقها به , لأنها نفذت كلام النبي عليه الصلاة والسلام , الذي رضيت به نبياً صلى الله عليه وسلم .

الصفـــة الرابعة : الحنــان والعطــف والشفقــة :                 
المرأة التي ليست في قلبها حنان أو عطف على زوجها , المرأة القاسية , المرأة الغليظة , هذه امرأة بعيدة من الله تعالى , لماذا ؟ لأن الله طبع جميع النساء على الحنية , على الشفقة , قلما تكون امرأة ليس في قلبها شفقة ولا حنية , يكون مختوماً على قلبها من الله تعالى , مطبوع على قلبها من الله , اللهم صلي على سيدنا محمد لما أراد أن يمدح نساء قريش ماذا قال عليه الصلاة والسلام , قال " خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ! لماذا يا رسول الله ؟ قال عليه الصلاة والسلام : أحناه على ولدٍ في صغره وأرعاه لزوج في ذات يده " فهي عطوفه ورحيمة على ابنها , اللهم إملاً قلوب نساءنا بالحنية يارب , اللهم املأ بيوتنا بالشفقة والرحمة يارب , قال عليه الصلاة والسلام " إن الله إذا رضي عن أهل بيت أشــاع الرحمــة بينهم " الرجل يرحم المرأة والمرأة ترحم الرجل ولما يكون في قلب المرأة حنية , تكون هذه المرأة أسبق من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجنة ! صدقوني !! فرسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال " أنا أول من يفتح له باب الجنة فأجد امرأة سبقتني فأقول من أنت ؟ فتقول : أنا امرأة حبست نفسي على أولادي , والله ما أرى أختاً يا اخواني فرغت نفسها لأولادها , تعتني بزوجها , تعتني بأولادها , تعتني بنظافتهن , تعتني بدروسهم , تعتني بصحتهم , تعتني بتثقيفهم , تعتني باسلامهم , إلا قلت في نفسي والله قلامة ظفر من أظفار هذه المرأة يزيد عند الله تعالى ملايين من الرجال الشاردين عن الله عزوجل , لأنها عطفت على بيتها , عطفت على زوجها , وأنا أقول للمرأة المسلمة , أقول لكل امرأة مسلمة والله يا أختي المسلم يبذل من وقته , يبذل من ماله , يبذل من صحته , في نصرة دين الله تعالى , لايرجو على ذلك ثواباً إلا من لله تعالى , لايرجو إلا وجه الله تعالى , لا تقولي هذا لما يعاملني بهذه الطريقة سأعامله بها !! هذه صفه أساسية في المرأة أن تكون صاحبة حنان , صاحبة عطف , ويا عظم أجرها عند الله تعالى يوم القيامة .

الصفــة الخامسة : الرضا والقناعة :             
بإيجاز بعدما تصلوا على سيدنا محمد يجب أن يكون عندها رضا وقناعة , والمرأة المسلمة مميزة بهذه الميزات , انها امرأة قنوع , اللهم صلي على سيدنا محمد قال " من يمن المرأة ( أي المرأة التي تقول عنها مبروكة ومحبوبة ومن تقول عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ) تيسير صداقها ورضاها بما يأتي به زوجها " أن تكون راضية بما يأتي به , هذه امرأة غنية بالله تعالى , راضية , واللهم صلي على سيدنا محمد قال " ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس  " ليس الغنى أن يكثر مالك , انما الغنى أن تكثر حسناتك عند الله تعالى , ليس الغنى أن تكون معظماً عند الخلق , إنما الغنى أن تكون معظماً عند العظيم يوم القيامة سبحانه وتعالى , لما قلنا لكم من قبل , الفتاوي السداسية التي كانت بين موسى وبين رب البرية سبحانه وتعالى , لما سأل موسى ربه ستة أسئلة في الفتاوى الموسوية لرب البرية سبحانه وتعالى , قال لله تعالى يارب أي عبادك أتقى ؟! فقال : الذي يذكر ولا ينسى ( اللهم اجعلنا من الذاكرين لك يارب ) , فقال : فأي عبادك أهدى ؟! قال : الذي يتبع الهدى , قال : فأي عبادك أعلم ؟ قال : الذي يضم علوم الناس إلى علمه , قال : فأي عبادك أحكم ؟! قال : الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه , قال : فأي عبادك أقوى ؟ قال الذي إذا قدر غفر , قال : فأي عبادك أغنى ؟! قال : الذي يرضى بما يؤتى , اللهم اجعلنا من الراضين يارب , أي من في قلبه رضا عن الله تعالى , راضية عن زوجها , راضية بحال زوجها , راضية بوضع زوجها , والإمام " الأصنعي " رضي الله عنه وأرضاه يقول : اجتزت بالبادية فمررت بامرأة من أحلى الناس وجهاً , تحت رجل من أقبح الناس وجهاً !! فقلت لها : سبحان الله كيف رضيت مثلك بمثله يا هذه ؟ أرضيت على نفسك أن يكون هذا الرجل زوجك ؟ وأنت بهذا الجمال ! فقالت له : اسكت يا هذا ! واتق الله فلعله أحسن فيما بينه وبين الله فجعلني ثوابه , ولعلي أسأت فيما بيني وبين الله فجعله عقابي ! أفلا أرضى لنفسي بما رضيه لي ربي ؟ قال " الأصنعي " فأخرستني وأسكتتني بعز قناعتها وعظم رضاها بالله عزوجل , إذاً : إذا رأيتم هذه الصفات والميزات في النساء فبشروهن بالجنة , إذا رأيتم هذه في امرأة قولوا لها أنت حبيبة محمد صلى الله عليه وسلم , الخوف من اله تعالى , الطاعة لله ورسولة , الحياء , القناعة , الحنان ,   أيها المسلمون :  البر لا يبلى , والذنب لا ينسى , والديان لا يموت , اعمل ما شئت كما تدين تدان أو كما قال صلى الله عليه وسلم : ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة .                       


   

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire