jeudi 7 mars 2013

كيف تنمو المصارحة بين االزوجين؟



يقول زوج:
(فوجئت أن زوجتي تفشي أسرار خلافاتنا للغير، ففي حين أكتم أنا تذيع هي بين الصديقات الأخبار، فلم أعد أشعر بالاستقرار معها، لكن أطفالي لا يستغنون عن أمهم, والزواج الثاني ليس سهلًا, لكنني جريح وأفقد الثقة في زوجتي).
أخي الزوج/ أختي الزوجة:
إذا أرادت الزوجة أن يصارحها زوجها، وتريد زوجًا مخلصًا، لابد أن تبدأ بزرع الثقة في قلبه أولًا وذلك بأمرين:
1. ألا تفشي سره.
2. ألا تبتزيه بسره.
1- ألا تفشي سره:
من صفات الزوجة الصالحة أنها لا تفشي سر زوجها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير النساء التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره) [صححه الألباني].
(ألا تستشعرين أهمية هذه الصفة (الحفظ) في الزوجة، خاصة عندما يصف الله تعالى بها الزوجة التي لا يكون بينها وبين زوجها مشاكل....يقول تعالى: {قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: 34]
يقول سيد قطب في تفسيره:
(من طبيعة المرأة المؤمنة الصالحة, ومن صفتها الملازمة لها ـ بحكم إيمانها وصلاحها ـ أن تكون حافظة لحرمة الرباط المقدس بينها وبين زوجها في غيبته، وبالأولى في حضوره، فلا تبيح من نفسها في نظرة أو نبرة ما لا يُباح إلا له هو، بحكم أنه الشطر الآخر للنفس الواحدة) [في ظلال القرآن، سيد قطب، (2/652)].
فالزوجة الصالحة تحفظ زوجها في نفسها وماله، ومن طبيعة المرأة المؤمنة الصالحة أن تحفظ زوجها أيضًا في سره، فإن إفشاء السر من حيث المبدأ أمر منهي عنه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المجلس أمانة).
أي: ما يُقال في المجلس من حديث هو أمانة لا يصح التفريط فيها بإنشائها، ويقول صلى الله عليه وسلم, (إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة) [صححه الألباني].
هذا من حيث العلاقة العامة بين الناس، أليس أولى بذلك العلاقة الخاصة بين الزوجين؟) [بالمعروف، د/ أكرم رضا، ص185-186، باختصار].
سر العلاقة الخاصة:
إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر، والحياء شعبة من الإيمان، وللفراش أسرار؛ لذا كان من حق الزوج على زوجته، وحقها عليه أن لا يتحدث أحدهما أو كلاهما بما يكون بينهما من أسرار الاستمتاع.
فالحياة الزوجية (مليئة بالأسرار الكثيرة التي يجب ألا يطلع عليها أحد، فللزوج أسراره التي لا يعلمها إلا الزوجة، وللزوجة أسرارها التي لا يعلم بها إلا الزوج، ولكل منهما أسرارهما المشتركة.
وقد وصف الله تعالى الزوجين بأبلغ وصف وأجمعه لمعاني التكامل ولأسرار الحياة الزوجية, فقال تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]
وكل من الزوجين ستر للآخر, وحافظ لأسراره أمين عليها, فلا يجوز إفشاء هذه الأسرار ولا البوح بها على الإطلاق.
ومن أهم ما يجب على الزوجين كتمانه وعدم البوح به ما يكون من مباشرة كل منهما الآخر.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أشر الناس منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها) [رواه مسلم].
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (يفضي وتفضي) أي: يباشر أحدهما الآخر ويجامعه) [عش الزوجية، سلمان بن ظافر عبد الله الشهري، ص101 – 102 بتصرف].
على قارعة الطريق:
عن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء تعود عنده، فقال: (لعل رجلًا يقول ما يفعل بأهله، ولعل امرأته تخبر بما فعلت مع زوجها، فأرحم القوم فقلت: أي والله يا رسول الله، إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون، قال: (فلا تفعلوا، فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريقه، فغشيها والناس ينظرون) [صححه الألباني].
وفي رواية: (على قارعة الطريق فقضى حاجته منها، ثم انصرف وتركه).
فقولي لي أختي الزوجة إذا لم يأتمن الزوج على أسراره زوجته فمن يأتمن؟ فكوني كاتمة سر زوجك, ولا تبوحين بسره لأحد لأن (المسلمة تحفظ الغيب يعني تحفظ السر، فالسر غيب عن الناس، فإذا كان إفشاء السر بصفة عامة من المحرمات، لأنه أمانة من الأمانات التي يجب حفظها وعدم تضييقها، فإن إفشاء أسرار الزوج وخاصة أسرار الفراش من المحرمات التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم....ومن النساء من تجد عندهن ولع بذكر ما يحدث بينهن وبين أزواجهن....وإن هذا من التفحش الذي تأباه أخلاق الإسلام). [أخطاء شائعة تقع فيها الزوجات، عادل فتحي عبد الله، ص11، بتصرف].
استثناء:
ومع تقرير هذا الحكم الشرعي في التحدث بأمر الفراش (إلا أنه يُستثنى من ذلك حالات الضرورة، كالاستفتاء عن أمر شرعي يتعلق بذلك، أو للعلاج أو ما يشبه ذلك) [صفة الزوجة الصالحة في الكتاب والسنة، عبد الله بن يوسف الجديع، ص53].
أسرار العمل:
هناك أسرار في العمل لو عرفها من هو خارج العمل لتسبب في خسارة أو مشاكل، وفي الحديث الشريف: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) [صححه الألباني].
فلا تسعى المرأة لمعرفة أسرار عمل زوجها، وما يخفيه عنه: وبعض النساء قد تتطلع على أشياء تخص الزوج وقد لا تفيدها في شيء، (وهذا لا شك لا يرضي الزوج، ويخدش الثقة بين الزوجين، فامنحي ثقتك لزوجك يمنحك ثقته ويأمنك، لأن الثقة لا تولد إلا الثقة، والريبة لا تولد إلا الريبة، واجعلي بيتك المكان الآمن لحفظ الأسرار حتى ينشأ الأبناء على احترام أسرار الغير، ويتعلموا منذ نعومة أظفارهم أن كل إنسان له خصوصياته ويجب أن تحترم هذه الخصوصيات ولا يطلع عليها أحد) [أخطاء شائعة تقع فيها الزوجات، عادل فتحي عبد الله ص12].
وتأملي معي هذه القصة:
(عرضت إحدى النساء شكواها على عالم نفس فقالت: إن زوجي يتحدث كثيرًا إلى والدته, ولا يتحدث إلي مثلها، وإذا أردت معرفة سير يوم عمله، أصغي إلى حديثه مع والدته...وهنا أخبرها العالم النفسي: ربما يثق زوجك في والدته أكثر مما يثق فيك) [أنت لا تفهمني، ديبورا تانين ص166].
وقد يتصرف الزوج كذلك لأن النساء تتحدث كثيرًا ويرى أنه (من الصعوبة أن تحتفظ المرأة بالسر...مع العلم أن المرأة من أشد الناس حرصًا على حفظ أسرارها الخاصة ولكنها متطوعة أو شغوفة بإفشاء أسرار الآخرين لعدة أسباب من أبرزها كثر أحاديثها، وثقتها المطلقة والسريعة بكل من تقابل) [الشهد والشوك في الحياة الزوجية، صالح بن عبد الله العثيم ص139].
وربما توصف المرأة بكثرة الكلام وهذه طبعًا صفة سيئة حتى لا تتعرض المرأة للمشاكل والوقوع في الأخطاء.
انظري إلى الشاعر الحطيئة يصل به مقت هذه الصفة في امرأة يعرفها إلى أن يهجوها، فيقول:
تنحي فاجلسي مني بعيدًا أراح الله منك العالمينا
أغربالًا إذا استدعيتِ سرًا وكانونًا على المتحدثينا
حياتك ما علمت حياة سوء وموتك قد يسر الصالحينا
احفظ زوجتك:
إن الزواج علاقة، لها خصوصيتها وأسرارها، وهي علاقة يؤتمن فيها الزوجان على أسرار بعضهما، فلا يفشي أحدهما سر صاحبه، لأنه من الأمانة أن يحفظ المرء كلام من يحدثه حديثًا وهو يعتبره من الأسرار.
وكما نبهنا الزوجة إلى خطورة إفشاء سر الزوج، فإننا نرجو من الأخ الكريم الزوج أن يحفظ سر زوجته؛ فلا يتحدث عنه للآخرين من الأهل والأصدقاء فيقول زوجتي تفعل كذا، أو تقول كذا، مما لا يحب أن تبوح به الزوجة للآخرين وخاصة أسرار الفراش والاستمتاع، فما يحدث بين الرجل وزوجته أمانة في عنق الزوجين وخاصة الزوج.
2- ألا تبتزيه بسره:
عندما يفاجأ الزوج بأن امرأته قد استخدمت سره الذي أسر به إليها كنوع من أنواع الابتزاز والتهديد فهل تراه يصارحها بعد ذلك؟
وهل يثق بها بعد ذلك؟
إن من أسباب بناء الثقة بين الزوجين حفظ الأسرار الخاصة بينهما, وحفظ الأسرار المالية, وغير ذلك التي تعتبر من خصوصيات الزوجين, ففي الحياة الزوجية السعيدة لابد أن تكون الثقة متوافرة بين الطرفين حتى يستطيعا العيش بسعادة (وحين تُفقد الثقة بين الزوجين بضعف الولاء والارتباط بالأسرة ليحل الشك محل الثقة...حتى إذا انعدمت الثقة فشل الزواج في منتصف الطريق، أو ربما عند أول خلاف بين الزوجين...) [حتى يبقى الحب، د/ محمد محمد بدري ص683].
ماذا بعد الكلام؟
من أسباب بناء ونمو الثقة بين الزوجين؛ حفظ أسرار كل منهما للآخر, ولذلك:
1. احفظ/ احفظي أسرار الطرف الأخر لتكسبي ثقته.
2. احفظ/ احفظي الأسرار والخصوصيات في العلاقة الخاصة والأمور المادية وغيرها.
3. حافظ/ حافظي على نقاء الحب وطهار العلاقة ووفاء العهد

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire