mercredi 20 mars 2013

في بيتنا مشكلة . .( لا قدر الله )



 
في بيتنا مشكلة . .



بسم الله الرحمن الرحيم


المقدمة:

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه ، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد ....

فإن أمية الكثير من الأزواج في الأحكام الأسرية وجهلهم بآداب العشرة الزوجية بلغ حداً لا يكاد يصدق .. فالزوجان قبيل زواجهما يعنيان بكل شيئ إلا التفقة في أحكام الزواج و آداب العشرة الزوجية.

وإذا كان الناس لا يجيزون لأ حد قيادة سيارته دون علم بأصول القيادة ودراية بآداب السير حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات، فإنك تعجب أشد العجب من سماحهم لكثير من الأزواج قيادة أسرهم دون علم بأحكام الأسرة الشرعية وآدابها المرعية. ولذلك كثرت المشكلات وتعمقت الخلافات وراجت سوق الشيطان في التفريق بين المرء وزوجه وأصبح الطلاق البدعي شائعاً بين الكثير لجهلهم كيفية إيقاع الطلاق بالصورة الشرعية، هذا فضلاً عن وقوعه لأسباب تافهة وحجج ساذجة.

ومما زاد الطين بلة، قيام فئام كثيرة من العلمانيين وعبيد الأهواء والشهوات بالكتابة عبر الصحف والمجلات عن شؤون الأسرة وقضايا المرأة وأخذوا يُستشارون فيشيرون ويسألون فيجيبون، فكانت إجاباتهم تعكس إعوجاج منهجهم وأتت مشورتهم مطابقة لخبث فكرهم وسوء مسلكهم فضلوا وأضلوا وصدق من قال. كل إناء ينضح بما فيه. كل ذلك كان دافعاً لأعنى بالمشكلات الأسرية وتوضيح أسس ومبادئ العشرة الزوجية كما وردت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ورجعت في فقه أحكامهما لكتب الأئمة الفقهاء وأهل الفضل الحكماء من سلف هذه الأمة، وما أشكل عليّ حكمه كنت أسأل عنه بعض مشايخنا الفضلاء أسأل الله أن يبارك في أعمارهم، وينفع بهم... وأخيراً، فإنما أردت الإصلاح ما استطعت.

وحسبي أني بذلت جهدي لأسهم في رتق خرق قد اتسع في وقت عز فيه الراقع، ولذلك فإني أرجو من إخواني وأخواتي أن يحسنوا الظن بي إذا وقفوا على خطأ وقع مني أو خلل، ويستروا ما رأوه من عيب أو زلل وينصحوا لي فإنما الحق أردت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

مازن بن عبد الكريم الفريح

الرياض – الروضة /2
هاتف: 4918251





س:  منذ شهرين فقط تعرفت على هذه المجلة(1) فقد أعطتني إياها صديقتي لأن أختها تكتب بها فأعجبني باب الأسرة وتأثرت ببعض المواضيع وفي الوقت نفسه  تأثرت بعض المعلمات بالمدرسة فصار الـتأثير مضاعفاً..
أعاني من مشكلة لا أعرف كيف أتخلص منها، إنني فتاة بالصف الثاني الثانوي، مجتهدة في دروسي، جدية في اهتماماتي، شخصيتي قوية وجريئة، قبل عام اتصل ببيتنا شاب وتكرر اتصاله فحصل بيننا تعارف واستمر لليوم، والحمد لله لم أتبادل معه كلام الحب وإنما كنت أكلمه كأي واحدة من صديقاتي نتناقش ونذكر الأخبار الفنية ـ مثلا ـ ونعلق عليها، كتبت له بعض الرسائل وأرسلتها عبر (الفاكس) وهي رسائل عادية ولا يوجد بها كلام عاطفي وقد تركتها دون توقيع فهي لم تحمل اسمي ولم أرسل له أية صورة مع أنه كرر طلب ذلك، وخلال هذين الشهرين تأثرت وتضايقت من هذه العلاقة ولكن لا أعرف كيف أتخلص منها فأنا معروف عني عند أهلي أنني جدية ولا همَّ لي سوى الدراسة ولا أظن أن لديهم أدنى شك بوجود علاقة خاصة لي مع شاب وأنا محتارة الآن أحياناً أفكر وأقول أرسل له رسالة نصح فلعله يهتدي.. وأحيانا أفكر أن أخبر أمي ولكن أخاف من العواقب .. وأحياناً أقول أريد أن أصارحه .. وأحياناً .. إنني محتارة وأجد أن هذه المشكلة تسبب لي التقاعس كلما أردت أن أقوم لأصلي الليل أو أصوم التطوع أو أعمل أي عمل صالح فأتذكر هذه الخطيئة أنتكس وأعود .. أرشدوني و بأسرع وقت وسأطبق ما تقولون.

ج:   لقد قرأت رسالتك مرات وكرات .. وبقدر ما أفرحتني فقد أحزنتني ، وبعظم ما سرتني فقد آلمتني، أما فرحي وسروري فلإحساسك بمرارة الخطيئة، وشعورك بالضيق من هذه المعصية، ولتأثرك بالصالحات من المعلمات أو صويحباتك الطالبات.. ولكن كدر هذه الفرحة تلك الحيرة وذلك التردد الذي منعك من الإقلاع عن الحديث مع هذا الغادر، وغفلتك عن مراقبة من لا يزال يسترك ويحلم عليك وهو عليك قادر ـ سبحانه ـ .
يا ابنة الإسلام .. أنت ـ والله ـ أعز و أشرف من أن تتحدثي إلى فاسق ، أذكى وأرفع من أن تسترسلي في الكلام مع ذئب غادر همه أن يسلبك أعز ما تملكين، ويتركك في العار المهين .. ألم يكن لك في غيرك عبرة؟! .. فكم من فتاة سقطت في أوحال المعاكسات، واستهانت بهذه المحرمات فانكشف أمرها، وفضح الله ـ عز وجل ـ سرها، فأصبحت تتوارى من الناس من سوء ما تلطخت به، وتخبئ وجهها من قبح ما وقعت فيه..
أيتها الأخت: إن لهؤلاء الذئاب خدعاً كثيرة، وطرقاً خبيثة في إيقاع فرائسهم في الرذيلة .. فأول الأمر تعارف وكلام ـ كما تقولين ـ عن الأفلام.. وغداً يتظاهر بالحب والغرام .. ثم يكون اللقاء الذي تحمل الفتاة ـ بعده ـ عاره وتتلظى بناره وشناره والعياذ بالله .. فالأمر أخطر مما تتصورين، وعاقبة هذه المعاكسات أعظم مما تتوقعين.. ولذا يجب عليك التوبة النصوح والإقلاع عن هذه الخطيئة فوراً ، والعزم على المضي في طريق الاستقامة والهداية صدقاً وجداً ، ولكي تثبت على طريق الاستقامة قدمك عليك بصحبة الصالحات وتوثيق الصلة بهن، ثم شغل الوقت بالعمل الصالح كقراءة الكتب النافعة والاطلاع على المجلات الإسلامية والاستماع للمحاضرات الإيمانية ، وأخيراً فإني أؤكد على أمرين مهمين.
أما الأمر الأول: فأوصيك بعدم الرد على الهاتف ابتداء ـ لا سيما ـ في الأشهر القادمة، وليكن الرد بواسطة محارمك أو أمك إو إحدى أخواتك.
والأمر الثاني: هو أن تلتزمي الآداب الشرعية في حديث المرأة مع الرجال غير المحارم والتي من أهمها:
    1-            أن يكون الكلام لحاجة وضرورة.
    2-            أن يكون الكلام بقدر هذه الحاجة.
    3-            أن يكون الكلام فصلاً خالياً من التميع والخضوع والخنا كما قال تعالى ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً) الأحزاب،الآية: 32. ولك في فتاتي مدين قدوة حسنة حيث خاطبت إحداهما موسى عليه السلام قائلة: ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) القصص ،الآية: 25. فنلاحظ أنها عندما تكلمت أسندت الكلام إلى أبيها. (إن أبي يدعوك) فكأنها أرادت أن تؤكد لنبي الله موسى عليه السلام أن حديثها إليه كان تنفيذاً لأمر أبيها لها بتبليغ رسالته إلى موسى  فمهمتها إذن التبليغ ليس إلا.. أما كلامها معه فلم يتجاوز الثماني كلمات صيغت صياغة محكمة خالية من فضول الكلام ولغوه المفضي إلى التبذل وإثارة الفتنة؛ لكنه ـ في الوقت نفسه ـ كلام واضح جلي تضمن الدعوة وسببها لتزول الريبة التي قد تخالط قلب المخاطًََب وهو يسمعها تقول: ( إن أبي يدعوك) .. فقالت: ( ليجزيك أجر ما سقيت لنا) ألا ما أشد حياءها واستقامة سلوكها وقوة شخصيتها و ما أحراك ـ أيتها الأخت ـ أن تقتدي بها .. أسأل الله أن يحفظك ويقيك شر نفسك والشيطان.
في بيتنا مشكلة . .






س: أنا امرأة متزوجة وأسكن مع أهل زوجي وأنا مرتاحة ولله الحمد معهم ولكني دائماً في دوامة مع نفسي حيث أنني أخاف العقاب .. زوجي ولله الحمد ملتزم ـ أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحداً ـ ولكن إخوته جميعهم يدخنون والبعض منهم لا يصلي والبعض يصلي في البيت أحياناً ووالدهم نفس الشيء أغلب الأوقات يصليها في البيت مع أنه غير معذور زيادة على ذلك الصور منتشرة في كل مكان .. الخادمات غير مسلمات ناهيك عن المخدرات وعن الغناء وعن المعاكسات وعن الدش الذي وضع في رمضان هذا العام ولا حول ولا قوة إلا بالله لا تقل لي مريهم وأنهيهم فأنا امرأة وهم رجال.زوجي وللأسف لا يقول لهم سوى صلوا إن رآهم أمامه وإلا تركهم أنا خائفة جداً من ذلك ولكن ماذا أفعل إن طلبت منزلاً مستقلاً فسيرفض زوجي لأنه لا يريد أن يفارق أمه حيث إنه الوحيد البار بها. فماذا أصنع لأن الشر يعم والخير يخص أنا قلقة نفسياً طوال الأيام. أرشدوني ماذا أصنع وجزاكم الله خيراً.

ج: نشكر لك ـ أيتها الأخت ـ غيرتك على حرمات الله وأسأل الله أن يثبتنا وإياك على الحق، وأرى أن هناك ثلاث مسائل تحتاج إلى بيان لرفع شيء من الحرج الذي تشعرين به طوال الأيام.

أما المسألة الأولى: فلا بد أن تعلمي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الرجل والمرأة على حد سواء كل حسب قدرته واستطاعته. قال الله تعالى واصفاً المؤمنين: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف ينهون عن المنكر) التوبة، الآية: 17 ، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره .. " الحديث، و"من" من ألفاظ العموم التي يدخل تحتها كل مسلم ومسلمة؛ ولذا فإن قولك "لا تقل لي مريهم وأنهيهم فأنا امراة وهم رجال" قول غير صحيح، وقد احتسبت الكثير من نساء السلف على رجال محارم وغير محارم ]ولعلي أنصحك بقراءة كتاب: مسئولية النساء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء النصوص وسير الصالحات، للدكتور فضل إلهي[.

 

و المسألة الثانية: تتعلق بمراتب إنكار المنكر، فالله عز وجل ـ بمنه وفضله ـ لم يكلف المسلم إلا بما هو في حدود قدرته واستطاعته؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه" الحديث؛ ولذا فأنت وزوجك إن لم تستطعا الإنكار باليد سقط الوجوب عنكما وانتقل إلى المرتبة التي تليها وهي الإنكار باللسان.. وهكذا، وأما مرتبة الإنكار بالقلب فهي واجبة على كل مسلم تحت أي ظرف.


وأما المسألة الثالثة: فهي أن المسلم متى ما أدى واجبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد برئ من الإثم ولا يضره ضلال من ضل بعد ذلك لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) ، وقوله صلى الله عليه وسلم " إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع" الحديث رواه مسلم، قال الإمام النووي رحمه الله : معناه: من كره بقلبه ولم يستطع إنكاراً بيد ولا بلسان فقد برئ من الإثم وأدى وظيفته ، ومن أنكر بحسب طاقته فقد سلم من هذه المعصية ومن رضي بفعلهم وتابعهم فهو العاصي.
وعليه، فعليك أن تتعاوني مع زوجك في أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بحسب الاستطاعة، كما أنصحك أن تكرري محاولتك في إقناع زوجك بالاستقلال عنهم بالسكن حفاظاً عليكما وعلى أطفالكما من المنكرات، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.



في بيتنا مشكلة . .



س: مشكلة فعلاً مشكلة وإن كانت حدود الشكوى فيها لا تتعدى حدود ثلاث كلمات (زوجي لا يصلي) مع محاولتي الدائمة للنصح ولكنه أصبح يطلب مني أن لا أفتح معه هذا الموضوع بأي شكل كان فإن حاولت غضب وتوعد. ماذا أفعل وعندي منه أربعة أطفال والخامس بالطريق؟

ج: ترك الصلاة تهاوناً وتكاسلاً كفر أكبر على القول الراجح من أقوال أهل العلم، لما ثبت عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم، ولحديث بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه أهل السنن بإسناد صحيح، وعليه، فلا يجوز لك البقاء معه لأن الكافر لا يحل للمسلمة أن تبقى معه قال الله تعالى:( فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) الممتحنة، الآية: 10 .. فلا يجوز لك أن تمكنيه من نفسك لأن عقد النكاح بينكما منفسخ حتى يتوب ويعود إلى الإسلام فحينئذ تبقى الزوجية.
فإن قالت امرأة : ليس لي من ينفق علي وعلى أولادي إلا زوجي الذي لا يصلي فماذا أفعل؟ قلنا لها: لا يجوز البقاء مع هذا الزوج ولو كان حالك كما ذكرت، وأما الأولاد فالزوج ملزم بالإنفاق عليهم بعد الطلاق وقبله.. وأما أنت فلك قول الله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) الطلاق، الآيتان: 2 ،3  وقول  رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه" ، نسأل الله له  ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق للتوبة النصوح.


في بيتنا مشكلة . .






س: أنا فتاة ملتزمة .. ولله الحمد .. وزوجي كذلك، المشكلة التي تواجهني أن أهلي وأقاربي أناس غير حريصين، فوضع الحجاب مثلاً عند الكثيرات غير مضبوط إضافة لتساهلات كثيرة كركوب المرأة مع السائق وحدها بدون محرم إضافة لنوعية الاهتمامات المحصورة في الأفلام والمجلات والسفر للخارج..، فتجد مجالسهن تدور حول هذه الأمور وأنا أحاول دائماً أن أنصح وأوجه وأعمل بعض النشاطات كالمسابقات التي تتخللها أسئلة مفيدة وكذلك توزع فيها الأشرطة و الكتيبات ولكن الفائدة ضئيلة .. فالاهتمامات ذاتها والمنكرات كما هي .. على الرغم من مرور فترة ليست قليلة على هذا وأنا أشعر أن مخالطتي لهم تؤثر في أحياناً سلباً وأحياناً إيجاباً فحينما أرى منكراً كالتساهل بالحجاب مثلاً ـ أتحمس لدعوتهن والبحث عن الطرق المعينة على التأثير بهن وتارة أجد حسي متبلدا وكأن هذا التساهل أصبح أمراً عادياً لا إنكار فيه .. إنني في حيرة من أمري فأنا أحمل هم دعوة الأقارب ولكن أخشى على نفسي من كثرة المنكرات.

ج: هناك قاعدتان في الدعوة لا بد أن تكونا حاضرتين في خلد كل داعية حتى لا يشعر بالفتور أو يقع في المحظور..

القاعدة الأولى: تحمي قلبه من الإحباط واليأس الناشئين من إعراض الناس عنه وعدم استجابتهم له، حيث يقول الحق عز وجل في تقريرها: ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) القصص ، الآية: 56. فجعل الله أمر هداية الخلق إليه وحده سبحانه، وما على الداعية إلا الاجتهاد في البلاغ والإخلاص فيه بالأسلوب السليم كما قال تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.. ) النحل، الآية :125 وهنا نذكر كل داعية أن العديد من أنبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه لم يستطيعوا هداية بعض أقربائهم على الرغم من بذلهم الجهود الكبيرة في دعوتهم، والقرآن الكريم يعرض علينا أمثلة كثيرة من ذلك، فهذا نوح عليه السلام يعرض دعوته على ابنه وفلذة كبده ولكن دعوته لم تجد القبول في قلب هذا الابن الشقي، ومن بعد نوح،إبراهيم عليه السلام حيث كانت نتيجة محاولاته في دعوة أبيه وبني قومه ما أخبرنا الله عنه حيث قال الله عز وجل على لسان أب إبراهيم : ( قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني ملياً) مريم،الآية: 46. ومن بعدهما سيد الأنبياء وخاتم المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم فقد حاول مراراً وتكراراً هداية عمه أبي طالب ولكنه أبى إلا أن يموت على كفره، فأنزل الله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).. إذا ثبت هذا ، فاعلمي أن عدم استجابة أهلك وأقربائك للدعوة لا ينقص من أجرك شياً بإذن الله، وهذا الأمر ينبغي أن يدفعك للصبر على دعوتهم لعل الله يكتب الهداية على يديك، ولكي في رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه أسوة حسنة في صبرهم واحتسابهم وثباتهم على دعوتهم.

وأما القاعدة الثانية: فهي تحفظ قلبك من لوثة المنكرات التي يقترفها من تحرصين على هدايته، وقد قال الله تعالى في تقريرها: ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) الأنعام،الآية: 68. وفي هذه الآية يأمر الله عز وجل كل داعية أن لا يجلس في مجلس فيه منكر إلا إذا قام بإنكاره وحاول تغييره وإلا وجب عليه الإعراض عنه والتحول إلى موضع آخر يكون فيه بعيداً عن رؤية المنكر. وبهذه القاعدة تدركين ـ أيتها الأخت ـ أنه يجب عليك أن تنكري ما ترينه من المنكرات (بالأسلوب الحكيم) حتى لا يتبلد الإحساس من كثرة ما ترين من المنكرات، فإن لم تستطيعي الإنكار فعليك بالإعراض.. فإن وسوس الشيطان في قلبك قائلاً : إن تركت المجلس فسيغضب عليك بعض الأهل والأقرباء ، فقولي له: " من التمس رضا الله بسخط الناس، كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، وكله الله إلى الناس" صححه الألباني، وفقك الله وسددك وزادك إيماناً وثباتاً على الحق، والله الموفق.

في بيتنا مشكلة . .




صوت إبليس



س: أنا فتاة أحب الخير وأدعو إلى الخير وأستمع للأشرطة الدينية ولكن أستمع للأغاني وقد حاولت استبدالها بالأناشيد ولكن لم أتركها... فهل من نصيحة؟!

ج: إن الغناء من أعظم وسائل الشيطان التي يضل بها العباد، ويصدهم بها عن ذكر الله ويجعله ثقيلاً على قلوبهم، وهو سبب لخواء القلب من الإيمان، هذا بالإضافة إلى ما في كلمات الأغاني ـ عادة ـ من دعوة للرذيلة والتحريض على الفاحشة واستثارة الشهوة .. ولهذا روي أن الغناء رقية الزنا، وقد جاء تحريمه بالكتاب والسنة، فقد صح أن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ سُئل عن قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) لقمان،الآية:6. فقال : والله الذي لا إله غيره إنه الغناء.. كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" رواه البخاري، وقد أجمع الأئمة على ذم الغناء و النهي عنه وعدوه من الذنوب المفسقة التي ترد بها الشهادة وتسقط بها العدالة. قال الإمام أحمد رحمه الله : الغناء ينبت النفاق في القلب، وقال الإمام مالك ـ رحمه الله ـ إنما يفعله عندنا الفساق، وقال الإمام الشافعي (عن المغني والمغنية) : لا يجوز شهادة واحد منهما ومن صنع هذا كان منسوباً إلى السفه وسقوط المروءة، وقال أيضاً : هذه دياثة (السنن الكبرى للبيهقي 10/223)؛ ولذا فإن محب الخير؛ بل من في قلبه غيرة ومروءة ينأى بنفسه عن هذه المهلكة ويترفع عن هذه المذمة والسفاهة ، ولا يتهاون بشأنها، ولا يغتر بكثرة من أضلهم الشيطان فاستعبدهم بصوته وشغلهم بمزاميره، ولذا ـ أيتها الأخت ـ يجب أن تجاهدي نفسك حتى تكفي عن سماع الأغاني وغيرها من المحرمات وأوصيك بعدة أمور لعلها تكون عوناً لك على الإقلاع عن هذه العادة المنكرة:

أولاً: التخلص من جميع أشرطة الغناء وذلك بإتلافها أو مسحها وتسجيل النافع المفيد بدلا منها، (وهناك تسجيلات تقوم بتسجيل المحاضرات الإسلامية على أشرطة الغناء مجاناً).

ثانياً شغل الفراغ بالعمل الصالح كالاستماع للدروس والمحاضرات. واللقاءات العلمية والندوات التي تبثها إذاعة القرآن الكريم أو التي تعقد في المساجد.

ثالثاً: الالتزام بالرفقة الصالحة من الأخوات الطيبات لكي يكن عوناً لك على طاعة الله  و"المرء على دين خليله".

رابعاً: اجتناب الأفلام والمسلسلات الساقطة والقصص الغرامية الهابطة، واستبدالها بالكتب والمجلات الإسلامية النافعة.

خامساً: الاستعاذة بالله والاعتصام بحبله واللجوء إليه، فإن الله وحده هو العاصم من نزغات الشياطين وهمزاتهم. (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) فصلت، الآية : 36.، فاحفظي الأذكار الواردة عن النبي المختار صلى الله عليه وسلم فإنها حصن يتحصن به المسلم من الشيطان وجنوده.

أسأل الله أن يحفظنا و إياك من نزغات الشياطين وأن يجعلنا جميعاً من عباده الصالحين ، والله تعالى أعلم.




في بيتنا مشكلة . .






س: توفي والدي وأنا على عتبة الوظيفة ثم تبعتني شقيقاتي فتيسرت بفضل الله أمورنا وتزوجنا كلنا ولم يبق سوى أمي وأخي ومن راتبي أنا وأخواتي اشترينا بيتاً وجعلناه باسم أمي.
أخي عمره 24 عاماً وهو شاب هادئ يحب أمي ويحرص على مشاعرها وحينما أراد الزواج كان همه أن تساعده الزوجة على البر بأمي وتكفلنا أنا وأخواتي بجميع نفقة زواجه من المهر إلى الأثاث وخطبنا له فتاة من أقاربنا توسمنا فيها الخير، فقد كان مبدأنا فتاة نعرفها وتعرفنا وتقدر ظروفنا أفضل من أخرى نجهلها.. المهم تزوج أخي قبل عدة أشهر، والآن بدأ يتضح أنه متضايق من أمي .. جاءني اليوم وطلب مني أنا وشقيقاتي أن نجعل الوالدة تتنقل بيننا لتغيير جو كما أننا بناتها أكثر براً بها وأقرب لنفعها وبنفس الوقت زوجته ترتاح وتأخذ راحتها.. أمي امرأة كبيرة السن كثيرة العبادة ولا تحب إطلاقاً الإساءة لأحد أو التدخل في شؤونه وهذا لا أشهد به زورا؛ً بل شهادة الكل، وقد أحضرنا لها خادمة لتتولى خدمتها كما أننا نتكفل بتوفير جميع طلباتها حتى الأشياء الخاصة بالضيافة كالقهوة والشاي؛ وذلك لأن قريباتها وصديقاتها يأتين لزيارتها دائما للاطمئنان عليها .. ولكن أخي أصبح يتضايق من هذه الزيارات مع أن أمي تجلس في جناح منفصل بالبيت وعندها الخادمة وأخي لا ينفق شيئاً من ماله كما أن أمي لا تلزم زوجته بالجلوس معها فغالباً يأتين النسوة ويخرجن وهي بغرفتها أو عند أهلها، كما أنهما يخرجان كثيراً سوياً دون أن تعترض أمي على ذلك. نصحته وذكرته بالله ولكنه لم يلن فأمر أمي لم يعد يهمه فهي كما يدعي امرأة كبيرة أقرب للآخرة أما هو فيزعم أنه يريد أن يبدأ حياته على أساس سليم دون مضايقات ولا أعلم عن نوعية هذه المضايقات.. !! حدثته باللين فلم يستجب فهل نستخدم معه أسلوباً آخر فالبيت لأمي ولو أن هناك احتمالاً لخروج واحد منه لخرج هو وبقيت أمي .. أهذا هو جزاء هذه الأم التي أفنت عمرها وهي تربيه وترعاه ؟! .. آه .. يا زمن العقوق .. نحن لا نريد منه شيئاً .. المهم أمي .. ونحن مستعدون بالتكفل بكل شي .. كل ما أخاف منه أن يصل لأمي شيء من تضايق أخي منها .. زوجة أخي عادية ولا يظهر عليها خير أو شر .. ترددت في محادثتها .. ؟ فأرجو الرد بأسرع وقت فأنا أكتب لكم الرسالة ودموعي تسبقني.


ج: لقد أحسنت صنعاً ـ أيتها الأخت ـ بمناصحتك لأخيك وتذكيرك له بحق أمه عليه وواجبه نحوها، وأرى أن تكرري النصيحة و التذكير بسوء عاقبة من آثر صحبة زوجه أو غيرها على والديه المسلمين وقد جاء رجل للرسول صلى الله عليه وسلم فقال : " من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال أمك . قال ثم من ؟ قال : أبوك" ومن أولئك الذين استثقلوا والديهم فهجروهم، فهجرهم أبناؤهم بعد ذلك جزاء وفاقاً، ومن عجيب ما قرأت قصة ذلك الابن الذي ضاق ذرعاً بسكن والده الكبير معه في البيت فحمل الابن أباه وألقاه في بيت مهجور ولم يجعل عنده حتى ما يفترشه وينام عليه، وعاد الابن فرحاً مسروراً إلى بيته وقد خلى له الجو مع زوجته .. وتمر السنون ويرزق هذا الابن بولد عاق حمل أباه ـ بعد أن احدودب ظهره وشاب شعره ـ فألقاه في بيت خرب وجعل تحته فرشاً ينام عليه، فبكى الأب وقال لابنه: يا بني خذ الفراش من تحتي فإني فعلت بأبي كما فعلت بي غير أني لم أجعل تحته فراشاً !! إذن كما تدين تدان ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ثم ـ بعد ذلك ـ أرى أن تبحثي عن سر هذا التحول الذي طرأ على أخيك، وعن طبيعة تلك المضايقات التي ذكرها، ولا مانع من الحديث مع زوجة أخيك وسؤالها عن تلك المضايقات لكي تحاولي أن تعالجيها. كما أحب أن تؤكدي على أخيك أن الولد أحق وأولى بضم والدته إليه ورعايته لها وسكنه معها من سكن الأم مع أزواج بناتها؛ ذلك لأن الابن ملزم شرعاً بالإنفاق على والديه بخلاف زوج البنت، فإن لم يستجب لنصحك فلا بأس بعرض الموضوع على أخواله أو أعمامه ليقوموا بمناصحته فربما استجاب لهم أكثر من استجابته لك ، إن لم تفلح جيمع الحلول، ولم يستمع لنصح الناصحين، فلا خيار من طرح فكرة أحقية والدتك بالسكنى في البيت بأسلوب رفيق حكيم والله تعالى أعلم.

في بيتنا مشكلة . .




زوجتي .. غيورة جداً



س: أنا شاب متزوج منذ أربعة أشهر وزوجتي طيبة وحلوة ومنسجمين مع بعض ولكن هناك شيء واحد ينغص علينا. غيرة زوجتي من أخواتي خاصة وخالاتي وعماتي فهي تتضايق جداً حينما أتحدث مع أي واحدة منهن مع العلم أنها أجمل و " أشيك " منهن وحديثي معهن جاد ولا مجال فيه للغيرة ولكن هي تشتد غضباً ، ويتضح ذلك على وجهها ومزاجها فكيف أتصرف معها؟!

ج: غيرة زوجتك تدل على شدة حبها لك ، وتعلقها بك ؛ ولذلك فهي تحاول أن تستأثر بك دون أن يشاركها فيك أحد من النساء حتى ولو كانت أمك أو أختك أو عمتك .. والغيرة من طبيعة النساء؛ بل بعض النساء ربما غرن من الجمادات إذا رأت إحداهن أن زوجها قد انشغل بهذه الجمادات عنها والاهتمام بها. قالت زوجة الإمام الزهري وقد أغضبها انصرافه عنها بقراءة الكتب: " والله إن هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر". وربما غارت المرأة من الأموات إذا سمعت زوجها قد لهج بذكرهم. قالت عائشة رضي الله عنها: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة  ما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم، يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول : "إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد" رواه البخاري.. فلا عجب ـ إذن ـ من غيرة زوجتك ، وهل سلم أحد من النساء من الغيرة؟ .. ولذا فإني أقترح عليك أن تحدثها بحبك لها واهتمامك بها، وإعجابك بجمالها وأناقتها، واجعل في ثنايا حديثك تنبهها إلى ضرورة الاعتدال في الغيرة حتى لا يجرها الإفراط والغلو إلى أمور خطيرة عواقبها، سيئة نتائجها كالتنطع في تحليل الحركات والسكنات والاعتساف في تفسير الكلمات والنظرات، ويصبح لا هم لها إلا متابعتك ومراقبتك فتتحول السعادة إلى تعاسة ، والثقة والاطمئنان إلى شك وقلق وهواجس .. وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال : " إن من الغيرة ما يحبه الله ومنها ما يبغضه، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، والغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة" .. ثم إني أدعوك لمصارحتها بهذا حتى تعرف سبب غضبها عند حديثك مع أخواتك ومحارمك، فتصحح لها ما أخطأت فيه وتساعدها على التخلص منه .. وإياك ...إياك أن يحملك حبك لها، وسعيك لنيل رضاها على هجر أمك وأخواتك وذوي رحمك فإن عاقبة ذلك لعنات متتابعة والعياذ بالله، كما أوصيك ـ أخي الحبيب ـ لا سيما وأنت في بداية حياتك الزوجية أن تحسن تربية زوجتك وتتعاون معها على البر والتقوى، حتى يزيد إيمانها وتتغلب على نفسها وشيطانها. حفظكما الله، وجمع بينكما على خير ورزقنا وإياكم الذرية الصالحة.





في بيتنا مشكلة . .




مرض الوسواس



س: لي أربعة أعوام متزوجة وأعاني من عدم الاستقرار في حياتي بسبب "شك" زوجي وسوء ظنه. وأنا والحمد لله من بيت محافظ وحريصة على أداء الفروض والحجاب فلا يوجد أصلاً سبب يجعله يشك فيّ، ولكنه في زيادة مستمرة في الشك حتى أنه الآن ـ مثلاً ـ حينما يكون خارج البيت ويرجع يدخل للبيت ويقف وقتا طويلا في الحوش يتنصت علينا أنا وأطفالي، حتى الهاتف إذا خرج من البيت يقفل عليه وبعد إلحاحي عليه بدأ يتركه ولكن يضع فيه جهازا لتسجيل المكالمات.. إذا ذهبت لزيارة أهلي يتصل كثيراً يسأل عني، إذا جاء أحد يزورني بالبيت يتصل ويرجع للبيت كل ساعة وأخرى، الرجل يزيد في حالة الشك ويضيق علي دائما الحصار داخل البيت وخارجه. والآن أنا أفكر بجد بطلب الطلاق فوا الله كأني أعيش بسجن .. فبماذا تشيرون علي جزاكم الله خيراً؟

ج: إن غلو الزوج في الغيرة على أهل بيته يؤدي به إلى سوء الظن بهم والتجسس عليهم من غير سبب يدعو لذلك؛ وهذا أمر يبغضه الله عز وجل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن من الغيرة ما يحبه الله، ومن الغيرة ما يبغضه الله، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة" حسنه الألباني. وقد يسترسل الزوج في غلوه إلى حد الوسوسة، فيصبح كل همه تتبع حركات زوجته وسكناتها، ويحمل على أسوأ محمل كلامها وتصرفاتها، ولا يرتاح إلا إذا تنصت وتجسس وراقب وتابع ليتأكد من عفة أهله !! وياليته ينتهي عندما لا يجد ما يقدح عرضه ؛ بل يستمر في ظنونه وأوهامه يتعب نفسه ويجرح مشاعر زوجته.
والذي أوصيك به ـ أيتها الأخت ـ أن تكوني عوناً لزوجك في معاناته، وذلك بالصبر عليه واحتمال سوء ظنه بك، ومساعدته على التخلص من وساوس الشيطان وهمزاته وذلك بتذكيره بالله والإكثار من ذكره والاستعاذة به من الشيطان كما قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) الأعراف، الآية: 200، وحاولي باستمرار إقناعه باجتناب هذه التصرفات التي تسبب كراهيتك له ونفرتك منه. وأحب أن أبين لك أن بعض الأزواج ممن أصيبوا بمثل هذا النوع من الوسوسة يشعرون في داخلهم أنهم ظالمون لزوجاتهم بسوء ظنهم بهن دون مسوغ ولكنهم لا يستطيعون التخلص من وسوسة الشيطان وهمزاته؛ ولذلك فإني أدعوك مرة أخرى للوقوف مع زوجك في معاناته ولا تفكري أبداً في الطلاق فالشيطان حريص على التفريق بينكما بمثل هذه العوائق فاصبري واحتسبي أثابك الله وسددك.

في بيتنا مشكلة . .





أم زوجتي "علة"



س: مشكلتي أن أم زوجتي "علة" بمعنى الكلمة (تحشر أنفها في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا الزوجية) .. عكس زوجتي .. ولكن الأم لها تأثير على البنت في بعض الأمور، الأم تحب كل جديد وزين وأنا حالتي المادية عادية، وزوجتي حساسة جداً وتتضايق من عدم تلبية طلبات أمها خاصة أنها ابنتها الوحيدة من بين سبعة أولاد، كما أن الأم نفسها مصابة بارتفاع ضغط الدم والسكر وأي انفعال يؤثر عليها.
أحياناً أفكر في الانتقال لمنطقة مجاورة فمجال عملي يسمح لي بذلك حتى أستطيع أن أبني حياتي على أساس واضح بدون تدخلات خارجية مع العلم أنني متزوج منذ شهرين فأرجو الاهتمام بمشكلتي والإشارة عليّ بالرأي السديد ولكم شكري.

ج: نظراً لكون زوجتك حديثة عهد بالزواج فهي لا تزال مرتبطة مع أمها بعلاقات ما قبل الزواج؛ ولذا فهي تقدم طاعة أمها على طاعتك ورأيها على رأيك، وهي بهذا تجهل ما ينبغي أن تكون عليه المرأة مع زوجها من طاعة بالمعروف وتقديم لحاجته ورأيه على حاجة أمها أو أبيها. وهنا يأتي دورك ـ أيها الزوج ـ في مناصحتها وتعليمها حقوق الزوج على زوجته، وتوضح لها الآثار التي تترتب على تدخل أمها في كل صغيرة وكبيرة في حياتكما الأسرية لا سيما إذا تعارضت بعض آرائها مع وضعك المادي أو المعاشي.. وحتى تعي زوجتك هذه الأمور وتتأقلم معها يحتاج منك إلى صبر وروية وحسن عشرة حتى تقوى أواصر المحبة والألفة بينكما، فالمحبة من أكبر دواعي الطاعة والمتابعة، ثم إني أوصيك بأن تكون حازماً مع زوجتك وأمها أو غيرهما؛ إذا تعارضت آراؤهم مع الشرع، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وكن حكيماً معهما في القضايا التي تتعارض مع رأيك ولكنها لا تخالف أمراً شرعياً فحاول أن تقنع زوجتك بالعدول عنها واجعل بينك وبينها "شعرة معاوية" ـ كما يقولون ـ وقدر المصالح والمفاسد المترتبة على موقفك في كل قضية ، ثم لا بد أن تقدر إشفاق هذه الأم على ابنتها الوحيدة وتعلقها بها، وأن تعلم أن تدخلها في حياتكما إنما هو من فرط الحنان والعطف على ابنتها؛ ولذا فهي تعذر ـ إلى حد ما ـ من هذا الجانب، وينبغي أن تناصحها ـ ولو عن طريق زوجتك ـ بأن تقلل من تدخلها في حياتكما الزوجية. أما ما يتعلق بالسكن، فأنصحك بالاستخارة ثم انظر ما ينجلي عليه الأمر في نفسك علماً أن الهاتف قد جعل في البعيد قريباً ، ولا يصعب على الأم أن ترفع سماعة الهاتف لكي تبدي لابنتها ما شاءت من الآراء والتوجيهات، وفقك الله إلى ما يحب ويرضى وجمع بينكما على خير.

في بيتنا مشكلة . .




كيف أتخلص من الغضب



س: أنا امرأة متزوجة منذ عامين ومشكلتي أنني سريعة الانفعال والأسوء من ذلك أنني أعجز عن حبس مشاعري في صدري، فبمجرد وقوع خلاف بيني وبين زوجي لا يهدأ لي بال ولا يقر لي قرار إلا حينما أحدث شقيقتي أو صديقتي بما حصل فأجد في ذلك متنفساً عما في قلبي من هموم فتهدأ أعصابي وأعود لحالتي الطبيعية، وأنا أفضل أن أتخلص من حالة الشكوى هذه فكيف؛ مع العلم أنني في حياتي الزوجية أشعر بالوفاق والوئام ولكن لا بد من وجود منغصات بين فترة وأخرى.

ج: لا بد أن تعلمي أن أصل مشكلتك هي سرعة الانفعال (الغضب) وليس التشكي للآخرين ؛لأن الأخيرة نتيجة للأولى؛ ولذا فإني أنصحك بمجاهدة نفسك حتى تتغلبي عليها وتخضعيها للحق في غضبها ورضاها؛ ولعل من الأمور التي يستعان بها في علاج الغضب أو سرعة الانفعال:

    1-            البعد عن أسباب الخلاف؛ وذلك بإيثار طاعة الزوج على رغبات النفس طاعة لله عز وجل تماماً كما يمتنع الصائم عن شهوات نفسه حال صومه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، ,وأطاعت زوجها، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت" حسنه الألباني.
    2-            إلزمي السكوت عند الغضب حتى لا تنطقي كلاماً نتدمين عليه؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا غضب أحدكم فليسكت" صححه الألباني.
    3-            اتركي المكان الذي أنت فيه، كأن تنتقلي من الصالة إلى الغرفة أو بالعكس والمهم أن تتحولي عن موقع الشجار. ولذلك خرج علي رضي الله عنه عند خلافه مع فاطمة إلى المسجد ] من كظم غيظاً، ولو شاء يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة" صحيح الجامع.

أما ما يتعلق بإخبارك لأختك والقريبات بما حصل من مشكلات مع زوجك فلا شك أنه خلاف ما ينبغي أن تتصف به المرأة الصالحة من كتمان لأسرار بيتها وعدم إفشائها إلا لمصلحة شرعية كأخذ المشورة والنصيحة ممن ترجى نصيحته ويوثق بمشورته .. وأرى أن تلجئي إلى الله بكثرة الذكر والدعاء. قال نبي الله يعقوب عليه السلام: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) يوسف،الآية : 86 .. كما عليك أن تكثري من الاستعاذة كي يذهب غيظك وتنطفئ جمرة غضبك وتهدأ نفسك، عن سلمان بن صرد قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم : ورجلان يستبان ، فاحمر وجه أحدهما وانتفخت أوداجه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" رواه البخاري .. والله تعالى أعلم.

في بيتنا مشكلة . .





إنها مفتاح الطلاق !



س: أنا فتاة في العشرين من عمري ومتزوجة ولله الحمد ولكن هناك مشكلة تضايقني دائماً ألا وهي شدة الغيرة والحساسية الزائدة التي تجعل زوجي ينفر مني وكذلك أعاني من كثرة التفكير في أمور تافهة.
أرجو الإجابة على هذا السؤال بالدقة الكاملة والتوضيح جزاكم الله خيراً،،،،

ج: إن الغيرة عاطفة تجري في كيان المرأة مجرى الدم في العروق، والمرأة المسلمة ينبغي لها أن تلجم غيرتها بلجام التقوى وتربطها برباط الإيمان كي لا تجنح بها عن الجادة، والمرأة إذا أفلتت لغيرتها الزمام، وأرخت لها العنان قادها الشيطان إلى معصية الرحمن، تكذب وتغتاب وتسيء الظن وتكثر الشكوك حتى بأقرب الناس إليها، وعندها ستحل بدارها التعاسة وسيمتلئ قلبها بالأحقاد وفكرها بالهواجس والأوهام، ولذا كان الإفراط في الغيرة من أكبر أسباب الطلاق نظراً لما يترتب عليها من انعدام الثقة بين الزوجين؛ ولذلك قال عبدالله بن جعفر يوصي ابنته وهي تدخل حياتها الزوجية: "إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتب فإنه يورث البغضاء". فاحرصي ـ بارك الله فيك ـ على تهذيب غرتك بتقوى الله فهي التي تعصم المرء من وساوس الشيطان واتباع الهوى ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم لحفصة رضي الله عنها وقد غارت من صفية رضي الله عنها:"اتق الله يا حفصة" (الحديث صححه الألباني)، فأوصاها صلى الله عليه وسلم بتقوى الله والإكثار من ذكره، كما أن من أسباب تهذيبها أيضاً حسن الظن بالمسلمين عموماً وبالزوج خصوصاً، فلا يليق بك ـ أيتها الأخت وأنت المسلمة ـ أن تجري وراء الظنون وتنساقي خلف الأوهام بسبب الغيرة وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن من الغيرة ما يحبه الله ومنها ما يبغضه، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، والغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة". كما ثبت عنه عليه أفضل الصلاة والسلام وهو يحذر من سوء الظن فقال: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث". كما لا يفوتني أن أذكرك بسلاح المؤمن أمام كل ما أهمّه وأغمّه ألا وهو الدعاء، قالت أم سلمة رضي الله عنها: أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له، فقلت: إن لي بنتاً وأنا غيور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما بنتها فندعوا الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله أن يذهب بالغيرة" رواه مسلم، فاسألي خالقك أن يخفف عنك غيرتك، ويهون عليك لوعتها، ويلهمك الصبر على ما تجدين من حرها ومضضها، وأما ما ذكرته من كثرة التفكير في أمور تافهة فإنما هو نتيجة من نتائج الغيرة وثمرة من ثمارها، والله أعلم.

في بيتنا مشكلة . .



الحياة الميتة



س: إن مسمى "الحياة الميتة" على حياتي الزوجية هو أفضل اسم .. أنا ولله الحمد ملتزمة وحريصة على تطبيق تعاليم ديننا وزوجي محافظ على الصلاة ولكنه ليس حريصاً كثيراً على غير ذلك، ولهذا فنحن ليس لنا هموم ولا أهداف مشتركة فكما يقولون أنا في واد وهو في واد .. لأجل هذا فنحن لا نتناقش في كثير من الأمور لأن مبادئنا ونظرتنا تختلف عن بعض ... وكل واحد منا يحترم مشاعر الآخر فأنا مثلاً أسمع ما أريد من أشرطة المحاضرات والقرآن ولكن لوحدي فإذا جاء زوجي توقفت عن الاستماع وهو يستمع لما يريد من أشرطة الغناء فإذا جئت عنده أغلقه، وقس على هذا أموراً كثيرة، زوجي طلب مني أن لا أعطيه شريطاً ولا كتاباً ولا أنصحه فكل واحد يعيش حسب هواه .. المشكلة أن حياتنا ميتة وأنا قلقة على أطفالي الصغار إذا كبروا وبدأوا يفهمون فكيف يفرقون بين الصواب والخطأ. هل الأفضل لي أن أنفصل أم أستمر وماذا أفعل .. أرشدوني لأني محتارة جداً.

ج: إن ما تعانين منه اليوم إنما هو ثمرة تقصيرك بالأمس، حيث رضيت الزواج برجل ضعيف في إيمانه، مقصر في دينه، وخالفت التوجيهات الربانية والتوصيات النبوية في الحث على أهمية صلاح الزوج واستقامة حاله، حيث قال الله تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم) النور، الآية : 32. وقال (والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) النور، الآية :26. وجاءت السنة لتؤكد على هذه القضية حيث قال عليه الصلاة والسلام: "إذا أتاكم من ترضون دينه فزوجوه" .. وكم من الصالحات اللائي كن شعلة من الحماس في الدعوة تزوجن ليكملن نصف دينهن ـ كما تقول العامة ـ فاصبحن بعد زواجهن برجال غير ملتزمين، بربع دين أو أقل من ذلك !! حيث فترن عن الطاعة وخالطن المعصية فزلت أقدام بعد ثبوتها نعوذ بالله من الحور بعد الكور؛ ولذا فعلى جميع الأخوات أن يتثبتن ويتحرين في السؤال عن دين الخاطب ومدى صلاحه وتقواه؛ لأن الزواج عشرة دنيوية وعبادة ربانية كما أنه أيضاً في الغالب رابطة أخروية حيث يجمع الله عز وجل الزوجة الصالحة بزوجها الصالح في الجنة لتكون زوجة له قال الله تعالى: (جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم)  الرعد، الآية :23 وقال : (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون)..
وعلى أي حال ـ فالأمر ما دام وقع ـ فإني أوصيك بمعاشرة زوجك بالمعروف وأداء حقوقه والإحسان إليه لتكسبي حبه وتملكي قلبه، فإن الإنسان مجبول على حب من أحسن إليه ويستحي أن يرد له دعوة أو يرفض له نصيحة .. وعليك بتخوله بالنصيحة كلما سنحت فرصة للوعظ ولو كره منك ذلك، وليكن نصحك له بالحكمة والموعظة الحسنة مذكرة إياه بالموت وبالجنة والنار وبنعم الله عليه في الصحة والعافية وسعة الرزق.. يبقى أن نؤكد على أمرٍ مهم لا بد أن تنتبهي إليه وتحذري منه وهو الانحراف معه في تقصيره أو مشاركته في منكراته أو طاعته في معصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، واعلمي أن المعصية ما كانت في يوم من الأيام طريقا للسعادة ..
وأما مسألة الانفصال فلا أرى ذلك لكونه يصلي من ناحية، ولأنه لا يظهر شيئاًَ من المنكرات أمامك ولا يرغمك عليها، من ناحية أخرى، وعليه فاصبري واحتسبي واسألي الله ـ عز وجل ـ له الهداية خاصة في السجود وفي الثلث الأخير من الليل. أسأل الله ـ عز وجل ـ أن يهدينا وإياه وجميع المسلمين.

في بيتنا مشكلة . .




لا يصلي إلا الجمعة



س: والدي يداوم على الصلاة في المسجد وأحياناً يصلي في البيت. أما أخي لا يصلي في المسجد إلا صلاة الجمعة، قد حاول أبي مراراً نصحه ولكن لا فائدة, عندما يسأله عن السبب يقول إن المسجد لا يعجبه وقد كان من فترة مواظباً على الصلاة فيه لكنه انقطع فجأة وحاول أبي إقناعه بالحسنى فلم يفلح ثم بدأ بتوبيخه ومقاطعته وهو الآن غضبان عليه كما أنه حرمه من أشياء كثيرة ولكن مع ذلك لا جدوى فبماذا تنصحون أبي؟

ج: أرى أن ما فعله أبوك صحيحاً؛ ولكن ينبغي أن يعرف السبب الحقيقي وراء انقطاع أخيك عن المسجد، فلعله ارتبط بصحبة سيئة؛ فإن كان كذلك فلا بد من إنقاذه منهم وصده عنهم بسرعة، والله أعلم.

في بيتنا مشكلة . .




يمنعني من زيارة أهلي



س: زوجي رجل طيب ولكنه .. لا يسمح لي بزيارة أهلي إلا قليلاً .. مع أنه باستمرار مشغول خارج البيت، بيت أهلي قريب من بيتي ولا أعلم سبب رفضه فأنا أمل كثيراً حينما أجلس بمفردي وأشتاق لرؤية أهلي وهو يخرج لوقت طويل أحياناً يتجاوز الثماني ساعات متواصلة.. أقوم بأداء أعمالي المنزلية وأحاول الاستفادة من وقتي ولكن أملّ ، ولي سبعة أشهر متزوجة.

ج: نحتاج أن نعرف ـ أيتها الأخت ـ ماذا تقصدين بالقليل، فقد يكون القليل عندك كثيراً عند غيرك، وأرجو أن لا تكوني من النساء اللاتي يردن من أزواجهن أن يسمحوا لهن بزيارة أهلهن كل يوم بحجة الفراغ ودفع الملل التي تشعرين بها حالة مؤقتة ـ بإذن الله ـ ناتجة عن قلة الأعمال المنزلية والواجبات الأسرية وسيتلاشى هذا الفراغ عندما ترزقين ـ إن شاء الله ـ بالأبناء وعندها ستنشغلين بتدبير شئونهم ورعايتهم وتربيتهم. فالذي أراه أن تستغلي هذه الفترة من حياتك الزوجية (فترة ما قبل الإنجاب) بحفظ كتاب الله والتفقه في دينك والتقرب إلى الله عز وجل بالصلاة والذكر، والاستماع إلى الدروس والمحاضرات عبر إذاعة القرآن الكريم أو من خلال الأشرطة المسجلة وتطالعي المجلات الإسلامية لا سيما المجلات التي خصصت بعض صفحاتها لعرض قضايا المرأة . ولا بأس أن تتصلي بأهلك عبر الهاتف إذا شعرت بالملل وأردت أن تروحي عن نفسك و أن أن تطمئني على أهلك بشرط أن لا تسرفي في استعمال الهاتف.. ومع هذا كله ، حاولي إقناع زوجك بحاجتك لزيارة أهلك، وأنا على يقين ـ إن شاء الله ـ أنه سيقبل بذلك إن أحسنت الأسلوب الذي غلبت به الكثير من النساء ذوي الألباب من الرجال كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم...

     ·            همسة في أذن الزوج: لا ينبغي للزوج أن يضيق على زوجته في زيارتها لأهلها إلى حد القطيعة ؛لأن في ذلك حملاً لزوجته على مخالفته وكرهه والنفرة منه لا سيما إذا كانت وحيدة في البيت وكان الزوج كثير الغياب عن بيته، وقد أمر الله عز وجل الزوج بحسن العشرة لزوجته وليس منعها من زيارة والديها من المعاشرة بالمعروف. والله تعالى أعلم.


في بيتنا مشكلة . .


قل لها : إني أحبك....



س: أنا امرأة متزوجة منذ خمس سنوات ولي أطفال، زوجي طيب وأخلاقه حسنة ولكنه لا يعبر لي بالكلام عن حبه أو مودته، وحينما أسأله عن سبب ذلك يقول: إنه لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره، وأحياناً يستحي من ذلك، مع أنني أعبر له باستمرار ولكن هذا لا يؤثر، وأنا أظن أن التعبير مهم بجانب حسن المعاملة وجودة المعاشرة فهذا لا يغني عن هذا فما توجيهكم.

ج: لا شك أن البوح بما يكنه كلا الزوجين للآخر من حب وشوق من موجبات زيادة الألفة والمودة بينهما، ومما يبعث السعادة والطمأنينة في قلبيهما.. ولكن قد يحول دون الإفضاء بتلك المشاعر والعواطف شدة خجل أو عدم قدرة على التعبير أو غيرها من الأسباب النفسية، وعندئذ ينظر إلى واقع الحال، فأحياناً تغني النظرات عن الكثير من الكلمات وقد تفوق الإشارات بليغ العبارات وأصدق من ذلك كله حسن العشرة وطيب الصحبة فإنها الترجمة العملية لما استقر في القلب من حب وتقدير، وما دمت قد ذكرت أن زوجك يعاشرك بالمعروف من خلال حسن أخلاقه وطيب سجاياه فاعلمي أنه يحبك كثيراً وإن لم يتكلم بهذا، ولهذا فلا داعي للقلق لمجرد عدم ذكره ذلك لك، لا سيما وقد اعتذر إليك بعدم قدرته على التعبير عن عواطفه، وأحب أن أكشف لمعاشر النساء سراً من أسرار عالم الرجال، وهو أن فئة ليست بالقليلة من الرجال لا يتقنون الكلام العاطفي، ولا يستطيعون تخطي بعض الحواجز النفسية التي تمنعهم من أن يقول أحدهم لزوجته: "إني أحبك"!، وأرى أن هذا مخالف لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يكشف عن عواطفه ومشاعره لزوجته، وكان يقول: " أحب الناس إليّ عائشة" صحيح الجامع، ولا شك أن إبداء المرء للآخرين ما يكنه لهم من حب من أقوى أسباب الألفة، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر ذلك الرجل الذي قال له : إني أحب فلاناً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هل أخبرته؟" قال: لا .. قال : "اذهب فأخبره"؛ بل صح عنه عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال : "إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه أحبه" صححه الألباني، أقول فما المانع من استخدام الزوج هذا الأسلوب مع زوجته، كي يبدد الجفاف ، ويرطب اليبوسة، التي قرحت قلب زوجته بصمته وانغلاقه على نفسه.

في بيتنا مشكلة . .

الزواج .. قسمة ونصيب ..



س: أنا الوسطى بين شقيقاتي وأقلهن من حيث مستوى الجمال؛ فالفارق بيننا في هذا شاسع جداً حتى إن كثيراً من النساء حينما يشاهدنني مع شقيقاتي يتساءلن باستغراب شديد أأنتن شقيقات؟؟ وهذا يحصل لنا أيضاً في المدرسة. أصبحت دائماً أحتمل نظرات الرحمة وكلمات الشفقة والتي أحياناً تتحول لعبارات سخرية واستهزاء .. والآن أصبحت أفكر في أمر الزواج فأظن أن سوقهن سيكون رائجاً وأما أنا فمن المؤكد أنه سيكون بائراً .. ساعدوني في التخلص من هذه الأحاسيس والخواطر والهموم التي بدأت تسيطر عليّ.

ج: لقد أخطأت ـ أيتها الأخت ـ في أمور عديدة ، وأحطت نفسك بشرنقة أوهام كثيرة أوصلتك إلى ما أنت فيه من هموم وغموم، ومما ينبغي أن نؤكد عليه ابتداءً أن الجمال الحقيقي للإنسان هو جمال روحه بالإيمان والسلوك والقيم. وكم من امرأة جميلة في منظرها، قبيحة في مخبرها، سيئة في عشرتها. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : "تنكح المرأة لمالها ولحسبها ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، فالجمال والحسن قد يطرأ عليهما ما يغيرهما من حوادث الدهر، فهما عرض زائل، أما الدين والسلوك والأخلاق فإنها تبقى؛ لأن ما بالذات لا يتخلف؛ ولذلك جاء في أقوال أهل التجربة، الجمال كاذب، والحسن مخلف (أي زائل) وإنما تستحق المدح المرأة الموافقة (أي المطيعة لزوجها، السهلة القياد اللينة العريكة) .. ثم أراك تسيئين الظن بنظرات الناس وأسئلتهم إليك، فالكثير من الناس من يسأل بتعجب عندما يرى أختين لا تشبه إحداهما الأخرى فيقولون: أأنتما أختان شقيقتان؟! ويكون محل التعجب في عدم تشابههما لا في أن إحداهما جميلة والأخرى قبيحة، وحتى لو كان المقصود هو المعنى الثاني (أي أنهما متفاوتنان في الجمال) فهذا لا يعني بالضرورة أن الأخرى قبيحة، لأن الجمال درجات. وأما مسألة الزواج فهي مسألة "قسمة ونصيب" وهذا بيد الله وحده ـ عز وجل ـ لا يقدمه جمال المرأة وعلو نسبها، كما لا يؤخره دمامتها أو قلة جمالها، وهل العوانس كلهن غير جميلات؟! فعليك أن تتذللي بين يدي مولاك، وأن تسأليه بصدق وإخبات أن يرزقك الزوج الصالح الذي يحسن عشرتك، ويكون عوناً لك على طاعة ربك.

وأخيراً، فلو سلمنا بجميع مبالغاتك، وصدقنا جميع ظنونك وأوهامك، فإن المرأة المسلمة ينبغي أن تصبر على الابتلاء، وأن تحمد الله ـ عز وجل ـ أن جعل مصيبتها في خلقتها ولم يجعلها في خلقها ودينها، فإن كل مصائب الدنيا تهون مهما عظمت ما دامت ليست في دين المرء.

من كل شيء إذا ضيعته عوض
                        وما من الله إن ضيعته عوض

أسأل الله أن يجملنا بالإيمان، وأن يكفينا وساوس الشيطان، والله المستعان.


في بيتنا مشكلة . .




ذو الشق المائل



س: إنني آمل من فضيلتكم توجيه كلمة نصح لزوجي خصوصاً أنه حريص على قراءة هذا الباب . إن زوجي متزوج بأخرى ولا يعدل بيننا أبداً في نواحيٍ عدة منها: تقسيم الوقت (ينام عندها ليلتين) والنفقة و حسن المعاشرة مع أنه كان حسناً. ولكن بعدما تزوج تغير علينا كثيراً مع أنني ـ والله يشهد على ذلك ـ أقوم بكل واجباتي وأراعي مشاعره، ولكنه دائماً يتأفف ويتذمر مني ومن أولادي، فهل تنصحونه على أن يعود لرشده ويعدل بيننا ويعطي كل ذي حق حقه.


ج: ننصحك أنت أولاً ـ يا أمة الله ـ بأن تصبري على هذا البلاء وتحتسبي ، وأن تطيعي وتتقربي إلى ربك فإن فعلت ذلك تثابي ـ بإذن الله ـ وتؤجري، كما قال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) الزمر، الآية :10. واعلمي أن حقوقك عند الله محفوظة، وهي سترد إليك يوم الحساب كاملة غير منقوصة. كما قال تعالى: (ونضع الموزين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) الأنبياء، الآية: 47.

أما نصيحتنا للزوج ـ إن كان كما تقولين ـ فإننا نقول له : اتق الله واعدل بين نسائك، ولا تظلم واحدة منهن بميلك للأخرى، لأن الله حرم الظلم بجميع أنواعه لأي مخلوق حتى ولو كان حيواناً فكيف بمن يظلم زوجته؟ يظلم أسيرته التي ملك أمرها بعهد الله ! ومكنته من نفسها بكلمة الله ! إن الله أدخل امرأة النار بهرة عذبتها فحبستها فلا هي التي أطعمتها ولا هي التي أطلقتها لتأكل من رزق الله، فما بالك بمن يعذب ويظلم أم أبنائه وشريكة حياته وحارسة ماله، ومنظمة معاشه، وملبية رغباته؟

إن جزاء من يفعل ذلك جزاء من جنس عمله، يأتي يوم القيامة وشقه مائل ليوافق ميله وعدم إنصافه وشططه في حق زوجته .. يأتي بصورته تلك لكي تأخذ زوجته حقوقها منه في يوم ليس فيه دينار ولا درهم إن كان له حسنات أخذ من حسناته بقدر مظلمته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات زوجته فطرحت عليه ثم كب في النار .. ولهذا كان السلف الصالح من أشد الناس حرصاً على العدل بين زوجاتهم خشية الوقوع في الظلم، ومن عجيب ما يروى عن الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه أنه تزوج بامرأتين: أم عمر بنت خلاد، والثانية رملة السكونية. وكان من شدة ورعه وعدله بين زوجتيه أنه كان إذا كان يوم إحداهما لا يشرب الماء ولا يتوضأ في بيت الزوجة الأخرى!!

وعندما وقع طاعون (عمواس) توفيت زوجتاه في يوم واحد. وكان الناس في شغل عن حفر قبر لكل إنسان لكثرة الموتى بسبب هذا الوباء، فدفنهما رضي الله عنه في قبر واحد. ولكنه من شدة عدله أسهم (أي عمل قرعة) بين زوجتيه في أيتهما تقدم في اللحد أولاً!!
قلت: في مثل هؤلاء العدول وفيمن سار على نهجهم في العدل والرحمة والشفقة على الزوجة نزل قول الله تعالى : (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) النساء، الآية:3، والله الموفق إلى سواء السبيل.

في بيتنا مشكلة . .



حق الزوج في مال زوجته



س: توفي والدي وترك لنا إرثاً،  والآن بصدد تقسيمه. إخواني خمسة شباب غير متزوجين وأرى أنهم بحاجة للمساعدة وأود التنازل لهم  عن نصيبي من الإرث فأنا معلمة وحالة زوجي المادية جيدة، ولكن زوجي نفسه غير راضٍ عن هذا التنازل لأنه يرى أن أستفيد من نصيبي بدلا من أن أعطيه لأشقائي .. فما رأيكم؟؟

ج: الراجح من أقوال أهل العلم (وهو قول الجمهور) أن المرأة يجوز لها أن تهب وأن تتصدق بمالها دون توقف على إذن زوجها وموافقته .. وهذا من مزايا الشريعة الإسلامية حيث منحت المرأة أهلية أداء كاملة كالرجل ما دامت عاقلة رشيدة، وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه باباً فقال : "باب هبة المرأة لغير زوجها وعنقها" إذا كان لها زوج فهو جائز إذا لم تكن سفيهة، فإذا كانت سفيهة لم يجز قال الله تعلى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم)النساء،الآية: 5، قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ تعليقاً على قول البخاري : وبهذا الحكم قال الجمهور. وعلى هذا ، فلا ينبغي لزوجك أن يمنعك من أن تصلي رحمك بشيء من مالك.

ولكن مع هذا، لا بد أن تعلمي أن من حسن عشرة المرأة لزوجها أن لا تتصرف في مالها بما يكره، فيستحب لك أن تستأذنيه وتقنعيه وتسترضيه حتى يرضى بتنازلك عن حقك في الميراث لإخوانك، فإن لم تتمكني من إقناعه فأرى أن تأخذي حقك من الميراث طاعة لزوجك، وتعطي إخوانك من مالك الخاص ـ غير الميراث ـ ولو دون علم الزوج وبهذا تكونين قد أطعت زوجك ووصلت رحمك وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

في بيتنا مشكلة . .



زوجتي والنظافة



س: إنني متزوج منذ خمس سنوات. أحب زوجتي ومرتاح بالمعيشة معها؛ ولكن فيها طبع يضايقني جداً وهو عدم اهتمامها بنظافتها الشخصية .. فأنا حينما أعود من عملي يكون كل شيء بالبيت نظيفاً وجاهزاً والأطفال على خير حال ولكن زوجتي لا تهتم بنفسها .. فهي تجتهد بالفعل بالبيت وبخدمتي وخدمة الأولاد وتهمل نفسها .. وقد سئمت من هذا الوضع مع تقديري لجهودها وإعجابي بخلقها وقد سعيت لحل ذلك فحدثتها مرة وأحضرت لها بعض الأشرطة والكتيبات فلمست تغيراً ولكنه ذهب سريعاً وعادت لوضعها الأول.. ما الحل فأنا لا أود أن أخبرها فهي لن تهتم ولكني أتمنى أن يكتمل هذا الجانب فيها.

ج: بادئ ذي بدء لا بد أن تعلم أن نشدان الكمال في المرأة أمر محال "فاستمتع بها على عوج"؛ ولذا فإن عدم اهتمام زوجتك بنظافتها الشخصية ينبغي أن لا يقلقك كثيراً، لا سيما وهي قائمة بخدمتك على أحسن وجه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي آخر". إذا ثبت هذا، فإني أوصيك لعلاج هذا الخلل في زوجتك أن تستمر في نصحك لها تلميحاً وتصريحاً بضرورة الاهتمام بنظافتها الشخصية وعنايتها بمظهرها وأناقتها، كما ينبغي أن تعلم أن تقصيرها في هذا الأمر لا يمكن أن يزول في يوم أو يومين نظراً لاعيتادها عليه؛ ولذا فهي بحاجة إلى تذكيرها مرات عديدة لتتأكد أهمية ذلك في نفسها وتستقيم عليه، كما أوصيك بإهدائها الأشرطة والكتيبات النافعة لتزيد من إيمانها من ناحية ولكي تعالج من خلالها جوانب نقصها من ناحية أخرى، وليكن مع هذه الكتيبات زجاجة طيب وشيء من أدوات الزينة بين الحين والآخر، مع حثها على التطيب والتجمل بها. كما عليك أن تكون قدوة لها في ذلك فتهتم بنظافتك وزينتك كما كان ابن عباس رضي الله عنهما يفعل وكان يقول : إنهن يحببن أن نتزين لهن كما نحب أن يتزين لنا.

همسة: هناك رجال ليسوا بالقليل تزوجوا الزوجة الثانية نظراً لعدم اهتمام زوجاتهم بنظافتهن والتجمل لهن.  فاقصص عليها مثل هذه القصص لعلها تتفكر وتعتبر!!


في بيتنا مشكلة . .


زوجي طيب ولكن ...



س: إنني متزوجة منذ عدة أشهر وزوجي طيب ولكن يضايقني منه أمر .. وهو أنه في بعض الأحيان يستخدم معي بعض الألفاظ النابية أو الدعاء عليّ في أمور بسيطة جداً؛ بل حتى أحياناً يستخدم هذه العبارات وهو فرح مسرور وذلك بدون أي تقصير مني .. إنني أتضايق جداً من طريقته وأبكي بكاءاً مريراً ؛ بل أصبحت أشعر بالنفور منه وأخشى إن صارحته أن يتحول الأمر لعناد دائم فأهدم بيتي بيدي خاصة أنني أنتظر مولودي الأول بعد شهرين .. فهل دللتموني على الحل المناسب..

ج: إن المصارحة بين الزوجين من أهم أسباب سعادتهما، والكثير من الأزواج لا يلتفتون لأهمية المصارحة لا سيما في أول سنة من الزواج؛ ولذا تتفاقم السلبيات وتكثر المنغصات التي تنفر أحدهما من الآخر دون أن يستطيع أحدهما أن يصارح بها الآخر. وأرى أنك قد جعلت حواجز وهمية تحول بينك وبين مصارحة زوجك، وبالغت في النتائج المترتبة على هذه المصارحة دون مسوغ معقول .. ولذا أنصحك باستغلال أسرع فرصة مناسبة لتفضي إليه بما في قلبك وما تكنين له من حب واحترام، شارحة له حسن عشرته لك ثم أخبريه بأسلوبك اللبق أن يتجنب الألفاظ النابية والكلمات الجارحة التي تكدر صفو حبك له وتنغص عليك سعادتك معه، مذكرة له بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" وفقكما الله لما يحب ويرضى. وجمع بين قلبيكما بالتقوى.

همسة في أذن كل زوج: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقول الرجل لامرأته قبحك الله أو قبح الله وجهك، فما بالكم بالسب واللعن.. قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حق المرأة’ على الرجل؟ قال: "يطعمها إذا طعم ويكسوها إذا اكتسى، ولا يقبح الوجه، ولا يضربها ضرباً غير مبرح ولا يهجرها إلا في البيت"، و "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".


في بيتنا مشكلة . .




يا أبا فلان : اتق الله فينا ولا تطعمنا المال الحرام.



س: نعيش أنا وزوجي حياة بسيطة فهو موظف متوسط الدخل ونسكن بيتاً بالإيجار وحلمنا أن نشتري بيتاً وهذه الأمنية الغالية ـ عند زوجي ـ يشعر دائماً أنها بعيدة المنال فقد أصبح يبحث عن طرق تجعله يكسب الفلوس بسرعة مما اضطره للتساهل في أكل المال الحرام وكلما حذرته من هذا أعرض عن نصيحتي وصد واستمر على حاله فكيف أردعه فوالله إنني لا أنام الليل.

ج:  لقد ذكرني حرصك على نصح زوجك بنساء السلف اللاتي كانت إحداهن إذا هم زوجها بالخروج لطلب الرزق قالت له : يا أبا فلان .. اتق الله فينا ولا تطعمنا المال الحرام، فإنا نصبر على الجوع ولكنا لا نصبر على النار .. فإذا خرج الزوج ظلت هذه الوصية تقرع قلبه كلما حدثته نفسه بتعدي حدود الله، ولذا فاستمري في نصحك لزوجك وتحذيره من سوء عاقبة أكل المال الحرام، وحاولي أن تربطي بين ما يقع عليه من مصائب و ما يحل به من نوائب بما اكتسبه من المال الحرام كما قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) الشورى، الآية :3. فإذا تعطلت السيارة أو مرض الولد أو انكسر إناء أو فسد غذاء فقولي له : لعل هذا بما اكتسبت من المال الحرام .. ثم عظيه بما ورد في الكتاب والسنة من ترهيب لمن أكل الحرام ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم.. "كل جسد نبت من السحت (أي الحرام) فالنار أولى به" 0الحديث صحيح). أسأل الله أن يصلح حالكم وجميع المسلمين.

في بيتنا مشكلة . .



هل أتزوج؟!



س: تزوجت وأنجبت طفلاً ثم حملت بالآخر .. ثم حصل لزوجي حادث مروري وتوفي قبل عام، عندي الآن طفلان وعمري 22 عاماً .. ومدة زواجي كانت قصيرة نسبياً ولم أجلس مع زوجي كثيراً، لأن طبيعة عمله كان دائم السفر .. أهل زوجي ذوو مال وجاه ومنصب وقد طلبوا مني أن أبقى مع أطفالي فلا أتزوج أبداً وإنما أتفرغ لتربيتهم ووضعوا لي بيتاً فخماً وخادمة وسائقاً ووفروا لي كل وسائل الترفيه وأسبغوا علي بالمال حتى لا أتزوج. وقد فرح أهلي لهذا؛ لأن مستواهم المادي عادي جداً فهذا الموقف وسع عليهم كثيراً ؛ لأجل هذا فهم لا يريدون لي أن أتزوج ليظلوا مستفيدين من وضعي .. أنا فتاة جميلة ولا أدرس وإنما بالبيت وفي حيرة من أمري ورأيي الشخصي أنا أميل للزواج خاصة أنه يأتي الكثير لخطبتي فهل أنصر رغبتي أم أحيا بمشاعر الأمومة وأنفع أهلي وأرضي أهل زوجي ..

ج:  قال أهل العلم : الزواج واجب على من استطاع عليه وتاقت نفسه إليه وخشي الفتنة على نفسه ، فالمسلم ـ ذكراً كان أم أنثى ـ يجب عليه إعفاف نفسه عن الحرام وتحصينها من العنت ولا يتم ذلك إلا بالزواج . أما من رغب في الزواج ومالت نفسه إليه وكان قادراً عليه ولكنه يأمن على نفسه من اقتراف ما حرم الله عليه فإن الزواج يستحب له، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على الزواج  وجعله من سننه. ويتضح مما تقدم ، أنك تنظرين إلى نفسك فإن كنت تخشين الفتنة على نفسك وتخافين أن ترتكبي الحرام فيما لو امتنعت عن الزواج نظراً لشدة ميلك له ففي هذه الحالة يجب عليك أن تتزوجي دفعاً للفتنة عن نفسك وحسماً للعنت وإن كان في زواجك فقدانك للبيت الجديد والعيش الرغيد وتضييع للمصلحة المادية التي يجنيها أهلك من بقائك بدون زوج، لأن الدين يقدم على كل ما سواه .. ولكن في حالة كون ميولك (الجنسية والنفسية) للزواج ليست بالشديدة ويمكنك أن تأمني على نفسك من العنت والوقوع فيما حرم الله، فلك أن تتركي الزواج وتعكفي على تربية أبنائك وتظلي في رعاية أهل زوجك وفي الوقت نفسه  يستفيد أهلك مادياً عن طريقك، وفي هذه الحالة ينبغي أن تكثري من الصيام والعبادة لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك لزيادة الاستعفاف والله تعالى أعلم.
في بيتنا مشكلة . .

أحبها ... ولكن ...



س: لي ابنة خالة حبها تغلغل في أعماق قلبي منذ الصغر والله ما أفشيت هذا السر لأي مخلوق. أحببتها حباً شديداً وكنت أعيش للدراسة ومن ثم الوظيفة من أجل أن أكون نفسي لأستقر وأتزوجها.. لم أتخيل لي زوجة في العالم غيرها..  كنت أردد اسمها بل وأسماء بناتي من فرط حبي لها، وفي العام الماضي طلبت من والدتي التقدم لخطبتها ولكن جاءتني دورة في الخارج لمدة أربعة عشر شهراً عشت مع الأحلام  الوردية وحينما عدت وأنا عازم على الخطبة وجدتها تزوجت، عشت ولا زلت أعيش أياماً عصيبة جداً تعكر مزاجي .. تقتل طموحي .. وتغير اهتمامي .. وهذه الأيام انبعث في نفسي بوادر الأمل فقد علمت أنها عند أهلها لوجود خلا ف بينها وبين زوجها فهل أحدث خالتي وأخبرها بما في نفسي أم أنتظر لأرى النهاية بين الزوجين أم أخطب شقيقتها الأصغر منها سناً ، لا تنصحوني بالابتعاد فقد تعلق قلبي ولا أظن أني قادر على النسيان أو الانشغال بغيرها.

ج: أخي الحبيب: اسمح لي أن أكون معك صريحاً ـ فإني لك محب ـ وأسألك بصراحة  كيف تستسيغ لنفسك أن تفرح لمصاب أخيك المسلم وتسر لخلاف وقع بينه وبين زوجته من أجل أن تحقق شهوة في نفسك وصبوة في فؤادك؟ .. استغفر الله !! أيفعل ذلك مسلم ؟ كلا .. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : "ليس منا من خبب امرأة على زوجها" سبحان الله !! ليس منا .. نعم ليس منا لأن المسلمين يحب بعضهم بعضاَ، ويحب أحدهم لأخيه ما يحبه لنفسه؛ بل ويؤثره عليها، ولذلك "ليس منا" من أحب أن يقيم بنيان أسرته بنقض بنيان أسرة أخيه وهدمها..

أيها الأخ.. إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى الرجل أن يخطب على خطبة أخيه فقال : "لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له"متفق عليه، وذلك رعاية لمشاعره وتقديراً لإخوته مع العلم أنها مجرد خطبة، فما بالك إذا وقع الزواج وحصلت العشرة وتكونت الأسرة؟! .. كلا .. لا أعتقد أنك جلست مع نفسك جلسة محاسبة ومصارحة لكي ترى كيف استجرك الشيطان إلى مثل هذه الأمنيات المحرمة والآمال المزيفة .. وعليه، فإن من نافلة القول أن نقول لك: إنه يحرم عليك أن تحدث خالتك بما ألقاه الشيطان في قلبك، لأن ذلك سيعمق الشقاق الواقع بين ابنة خالتك وزوجها وهو من التخبيب المحرم شرعاً والذي تأنفه النفوس الكريمة وتأباه العقول القويمة السليمة .. ولذا فإني أنصحك بخطبة امرأة صالحة ذات دين سواء كانت ابنة خالتك الصغرى ـ كما ذكرت ـ أو غيرها، والمهم أن تكون ذات دين لتعينك على أمور دينك ودنياك وفقك الله ورعاك وسددك وهداك.


في بيتنا مشكلة . .




أبي .. يرفض زواجي



س: أنا شاب أريد الزواج ووالدي تاجر كبير ومقتدر مادياً فتكاليف زواجي بالنسبة له يسيرة لكثرة ماله وحلاله ولكنه يرفض إلى أن أتخرج من الجامعة (بقي لي عامان) وأعمل لأجمع المهر، طلبت منه السلفةلأتزوج وأردها له فيما بعد ولكنه رفض وقال لي: إن تزوجت فأنا غير راضِ عنك لا تتزوج إلا إذا كونت نفسك واعتمدت عليها، فماذا أفعل؟

ج:  الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، فأحسب أن أباك لم يمنعك من الزواج إلا حرصاً منه على مصلحتك، واجتهاداً منه في تربيتك .. ولكن .. ولكن ليس كل مجتهد مصيب .. ولا كل حريص مدرك ما يريد .. فهو ـ فيما أرى ـ مخطئ في منعك من الزواج، وكان الأولى به أن يسعى جاهداً لإعفافك، ويبذل كل ما في وسعه لتحصينك ـ لا سيما ـ في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن، وتنوعت فيه وسائل الإغراء والإفساد .. ولأهمية وضرورة قيام الأباء بإعفاف الأبناء عند حاجتهم لذلك قال بعض أهل العلم: على الأب إعفاف ابنه إذا كانت عليه نفقته وكان محتاجاً إلى إعفافه (المغني مع الشرح الكبير ج9/264). إذا ثبت هذا، فإني أوصيك بأن تكرر محاولاتك في إقناع والدك بحاجتك للزواج ولا تيأس .. وبين له أثر ذلك على تمسكك بدينك، بل وحتى على تحصيلك الدراسي، فإن أخفقت في إقناعه، فاجعل والدتك تشفع لك عنده، لأن الأم أرق على الأبناء قلباً، وأكثر من الأب إشفاقاً وعطفاً فلعلها تنجح في إقناعه .. فإن تعذر ذلك فاجعل بعض أقاربك ممن لهم مكانة عند والدك يشفعون لك عنده لعل ذلك كله يكون سبباً في عدوله عن رأيه .. فإن تعذر إقناع والدك، فيمكنك أن تبحث عن عمل تتكسب منه تجمع نفقات زواجك وليشعر والدك أنك جاد في رغبتك، فلعل ذلك يدعوه لمساعدتك .. وقد قال صلى الله عليه وسلم "ثلاثة حقاً على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله ، والناكح يريد العفاف والمكاتب" (المشكاة/3089).

وحتى يأتي اليوم الذي يتسنى لك فيه الزواج، نوصيك ـ أخي الحبيب ـ بأمور عدة تعينك على العفاف كما قال تعالى: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله)النور، الآية :33 ومنها:

    1-            الصوم: وهو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شاب لا يستطيع مؤونة الزواج حيث قال صلى الله عليه وسلم: "يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة (أي مؤونة النكاح كالصداق والسكن والنفقة) فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (أي أن الصوم يقطع الشهوة أو يخفف حدتها) الحديث متفق عليه.
    2-            غض البصر: لأن إطلاق البصر للنظر إلى المحرمات كصور النساء والمردان ونحوهم مما يؤجج الشهوة، ويثير الغريزة الجنسية، وقد قال الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم)النور،الآية:30.
    3-            إشغال النفس بالعمل الصالح كطلب العلم والدعوة إلى الله حتى تقطع هواجس الشيطان ونزغاته التي تكثر عند الفراغ.
    4-            الصحبة الصالحة التي تعينك على الفضائل وتدلك عليها، وتحذرك من الرذائل وتبعدك عنها.

أخيراً أخي الحبيب ـ فإنك ذكرت مسألة الاقتراض من أجل الزواج ، وأنا أنصحك أن لا تقيم حياتك على الاقتراض من الناس حتى لا تتراكم عليك الديون، وتتكالب عليك الهموم، وتقع في مشكلات أنت في غنى عنها، لا سيما وأنت لا تعمل وليس لك راتب يمكن أن توفي منه الديون ـ .. فاصبر وتصّبر ." ومن يصبر يصبره الله " أخرجه البخاري ومسلم.


في بيتنا مشكلة . .



واستني بمالها إذ حرمني الناس



س: ليس لدي مشكلة اللهم إلا بعض المال تبقى من المهر وهو محفوظ عندي الآن .. وعندما علم زوجي في بداية زواجنا أنه لا يزال في المهر بقية حاول أن يطلبه مني بطريقة مؤدبة نتيجة لديون عليه إلا أنني كنت أتهرب من الموضوع خوفاً مما أسمع من الذين حولي.. وبعد مرور سنة على زواجنا بت أفكر في أمر المال دوماً .. هو مبلغ لا يتجاوز العشرة آلاف. أحياناً كثيرة أفكر في ديونه المتراكمة فأشفق عليه وأفكر في إعطائه إياها رحمة به من هذه الديون من جهة ومن جهة أخرى علّ الله أن يغفر لي تقصيري في حقه بسبب تفريجي لبعض كربته .. وأحياناً أخرى أفكر في شراء بعض الأجهزة الكهربائية التي تنقصني في البيت ولا زلت في حاجة لها وعندما أطلبها منه يتعذر بهذه الديون ... وأحياناً أجزم أن أدخرها للمستقبل حين نعمر( بيت ملك) بإذن الله فيحتاج حينها إلى المال حاجة حقيقية فاسعفه بهذا المال .. لم استقر على شيء .. لا أدري أين الصواب فيما قلت..

ج:  الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد، فإن كان زوجك من الصالحين الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً، فإني أوصيك بتنفيس كربته، وقضاء حاجته، ومساعدته بما تجود به نفسك من بقية مهرك وغيره ... ولك من الله الأجر العظيم والثواب الجزيل، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة" ]رواه أحمد وغيره وصححه الألباني[ وقد سألت زينب ـ رضي الله عنها ـ امرأة عبد الله بن مسعود ومعها امرأة أخرى من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم عن الصدقة على الزوج فقال صلى الله عليه وسلم : "لهما أجران : أجر القرابة، وأجر الصدقة" متفق عليه، واللفظ لمسلم .. هذا هو أجر الآخرة، وأما في الدنيا، فاعلمي أن مساعدتك لزوجك من أكبر أسباب زيادة محبته لك وتعلقه بك .. ألم تر كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فضل خديجة؟! .. كان يذكر مشاركتها له في محنته وشدته، وفي ابتلائه وكربته بل ظل يحبها ـ حتى بعد موتها ـ حباً غارت منه عائشة رضي الله عنها وهي أحب نسائه إليه، حتى قالت ذات يوم: "ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ماغرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر خديجة،قلت: وكأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول لها: إنها كانت وكانت" ]رواه البخاري[ وجاءت رواية الإمام أحمد في مسنده لكي تفسر ماذا كان يعني النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : "كانت وكانت" حيث قال صلى الله عليه وسلم : "آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس (وهذا هو الشاهد) ورزقني الله منها الولد" ]رواه أحمد وسكت عنه ابن حجر في الفتح[ فكوني  ـ أيتها الأخت ـ كخديجة رضي الله عنها في مشاركتها لزوجها في أحاسيسه ومشاعره، ومقاسمته همومه وأحزانه بنفسك ومالك ودعائك، سدد الله خطاك ورعاك. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire